زاب ثروت وأحمد شيبة وموسيقى الراب: لو كان فارس قرأ جواب نبيل

عبير صلاح الدين
فارس يا فارس نبيل عمال بينده
بينده من زمان ولحد إمتى هينده
من صُغر سِنهم واللقاء ما بينا عادة
تلاتة كل واحد فينا مختلف بزيادة
نبيل الهادى فينا والعاقل بنشوفه أكبر
لكل موقف عنده حكمة وعمره ماليها كرر
وعكسه فارس شقى طول عمره مهما كبرنا
قلبه طاير ودمه فاير أكتر منا
وأنا بحر الوسطانى بينهم فيا منهم الاتنين
بهذه الكلمات يبدأ مغنى الراب زاب ثروت والمطرب الشعبى أحمد شيبة، أغنية حزينة «فارس»، أصابت مأساتها عشرات البيوت المصرية، التى فقدت ابنها خلال «هجرة غير مشروعة» إلى الحلم الأوروبى.
نعيش قصة «فارس» كل يوم فى بلدنا، لكن هذه المرّة بموسيقى الراب المنتشرة بين الشباب بوقعها السريع المتكرر، نسمع حُجته ومنطقه من عشرات الشباب الذين «مات فيهم الأمل»، ولم يعودوا قادرين على الصبر بعد ما «ياما حاولوا.. وما فيش فايدة».
يقرر فارس الذى عُرف مع أصحابه أن «العيشه مش بالساهل» أن «الحمل زاد.. وجِه وقت البُعاد»، ليتفرق الأصدقاء الثلاثة نبيل العاقل الصبور، وفارس صاحب الدم «الفاير»، والراوى الذى يحمل صفات من صديقيه.
بسرعة غادر فارس ليصلهم نبأ غَرقه فى البحر بعد فترة حملت قلق الصديقين، على رفيق العمر الذى «رغم المجازفة بدون ورق مطمن للطريق».
بهذه الأغنية تنطلق أنشطة المرحلة الثانية من «الحملة القومية للتوعية بمخاطر الهجرة غير المشروعة»، التى تتبناها اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير المشروعة والإتجار بالبشر، بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» والمنظمة الدولية للهجرة، التى تقدر أرقامها غرق ما يقارب 4579 شخصًا، منهم 700 طفل «دون 18 سنة» بحسب يونيسيف، فى السنة الماضية فقط فى البحر المتوسط.
المرحلة الأولى قد بدأت بفيلم قصير للاعب كرة القدم الشهير حازم إمام، بنهاية سعيدة لم يغرق فيها الشاب، ليعود إلى وطنه بالأمل فى غد أفضل.
لكن أغنية فارس عبّرت عن حقيقة غرْق الآلاف فى البحر المتوسط، الذى لا ينتبه له شباب، أغراهم حلم أوروبا التى حقق فيها كثيرون قبلهم أحلامهم الاقتصادية ووفروا حلاّ لقضاياهم الاجتماعية.
الدنيا بحر عالى والصحاب طوق النجاة
«فارس» أغنية من أغنيات ألبوم «المدينة» لزاب ثروت الذى وضع كلماتها، من إنتاج سارى هانى، وجرى تصويرها فى قرية الصيادين بالمكس فى الإسكندرية، بمساهمة من وزارة الخارجية النرويجية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومكتب السكان للاجئين والهجرة.
وحصدت أغنية «فارس» المركز الثانى من حيث عدد المشاهدين، منذ أطلقت الأسبوع الماضى، حيث سجلت المليون ونصف المليون مشاهدة على «يوتيوب».
مشاعر الأغنية تحمل قدرًا كبيرًا من الحزن ظهر فى أداء أحمد شيبة:
على فارس واللى قبله واللى هيروحوا بعديه
على أحلام غرقت وراحت جوّه البحر اللى مداريه
لو بس حس عذاب غابه اللى سايبنا فيه
أو لو بس قرا جواب نبيل اللى كاتبه له
تعتمد الأغنية على فكرة أن بإمكان الأصدقاء أن يقنعوا بعضهم بالعدول عن فكرة السفر دون ضمانات للبحث عن فرص العمل، التى يمكن أن تكون أقوى من نصائح الأهل أنفسهم.
«لن تكون أغنية فارس نهاية المطاف»، يقول لوران دى بوك مسئول برامج مكتب المنظمة الدولية للهجرة بمصر، لأن «الرياضة والموسيقى من بين أكثر الموضوعات التى تهم الأجيال الشابة»، مثل فيلم حازم إمام، لأن الهدف هو «تغيير تفكير الشباب فى الهجرة غير المشروعة كحل لقضاياه».
وتقول السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير المشروعة والإتجار بالبشر: حرصنا على حماية شبابنا من مخاطر رحلة الهلاك وتبعات الاستغلال بجميع أشكاله، يجعلنا نهتم بالتوعية «أحد الأضلاع الثلاثة للمكافحة، إلى جانب إنفاذ القانون والتنمية لتوفير فرص عمل حقيقية للأجيال الصاعدة».
بينما قال برونو مايس ممثل يونيسيف مصر، إن «هناك حاجة ماسّة إلى اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال من الاستغلال والحفاظ على بقاء الأسر معًا، عبر معالجة أسباب الهجرة غير المشروعة مثل القضاء على الفقر، وتوفير الخدمات الأساسية للجميع، وخفض معدلات البطالة بين الشباب».•