السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يـد الرحمـة التـى أرادوا اغتيالها!

يـد الرحمـة التـى أرادوا      اغتيالها!
يـد الرحمـة التـى أرادوا اغتيالها!


[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4

[if gte mso 9]>




 
 
 
 
 
 
اتهام سخيف يثير الغضب تتعرض له «هبة السويدى».. هذا الاسم الذى عرفته من قصص وحكايات المصابين وعائلاتهم.. أثناء الثورة وبعدها.. فقد كانت هذه السيدة اليد الحنون التى ربتت على أكتافهم ومدت لهم العون.. كانت العين التى عوضتهم عن عيونهم التى فقدوها فداء لوطنهم.. كانت ومازالت القلب الذى اتسع لهم جميعا.. بأعبائهم وهمومهم ومشاكلهم وآلامهم حتى أحلامهم الموءودة فى هذا الوطن كانت هى لها سبيلاً.
 
 
 
 
 
 
 
«هبة السويدى».. ليست «أحمد عز» و«زهير جرانة» وغيرهما ممن سلبونا أحلامنا واستغلوا شبابنا ومواردنا وحياتنا كلها لمصلحتهم الشخصية.
 
 
 
كلهم يعلمون ذلك.. كلهم يعلمون من هى هبة السويدى.. رأيتهم وهم يحاولون استغلالها خلال الانتخابات.. ورأيتها وهى ترفض بأدب.. دون أن تجرحهم، رغم استحقاقهم الإهانة بجدارة.. رأيتهم وهم يتوددون للمصابين ويساومونهم ويستغلون ضعفهم وحاجتهم وقت الانتخابات ليستفيدوا من أصواتهم.. ويشترون الصوت مقابل المال أو العلاج.
 
 
 
هبة السويدى تصر على أن تكون بطلة فى الظل لتعيد النور لعيون شبابنا الذى غدروا به.
 
 
 
كنت شاهدة على ما فعلته مع «محمود خالد» آخر شهداء ثورة 52 يناير الذى توفى بعد عذاب دام أربعة شهور منذ إصابته جراء سحقه بالسيارة الدبلوماسية البيضاء التابعة للسفارة الأمريكية التى بالمناسبة لم ينتج عن لجنة تقصى الحقائق أى سبب لنزولها الميدان ولم ترد السفارة الأمريكية على هذا أيضا حتى الآن، أى بعد مرور مايقارب العامين!!
 
 
 
 كان محمود يحاول إنقاذ شاب لا يعرفه من ضرب عساكر الأمن المركزى، فأسقط جسده ليدافع عنه ودفعه بعيدا عندما رأى السيارة تقترب منهم، فنجا الشاب «إدوارد» وسحقت السيارة عظام «محمود»، حيث إنها مرت عليه أكثر من مرة.
 
 
 
ذهب «محمود» لمعهد ناصر.. وعانى الأمرين من الإهمال والمعاملة السيئة له ولوالدته.. بدون تفاصيل عرفت هبة السويدى ونقلته للقصر العينى الفرنساوى فى العناية المشددة.. ثم مركز تأهيل ثم عاد مرة أخرى للفرنساوى تحت رعاية هبة السويدى وتحملها جميع مصاريفه ومصاريف والدته.. إلى أن توفاه الله بعد رحلة عذاب طويلة.. لم ينته الموضوع عند هذا الحد.. بل رفض المستشفى تسليم الجثة إلا إذا تنازلت الأم عن القضية ضد الداخلية والحكومة.. وهنا وقفت هبة السويدى مع أمه وأهله فى الشارع تطالب بتسليم جثمانه.. واتصلت بكل من تعرف لمساعدة أمه على تسلم جثته دون التنازل عن حقه فى القضية.. وحدث.. وتحكى والدة محمود بنفسها عندما اتصلت بها أبلغها ما تمر به «هبة السويدى» من هجوم الآن، فتقول مستنكرة: علمت وتعجبت وتحسرت على البلد.. والله الست دى بتصرف عليا وعلى ولادى حتى الآن.. لأنها تعلم أن والد «محمود» أخذ التعويض كاملا ولم يعطنى شيئا.
 
 
 
مصطفى سرور.. شاب فى السادسة والعشرين من عمره.. فقد عينه اليسرى فى أحداث 82 يناير.. لم يهتم به أحد.. حتى أنه عندما عرضته «هبة السويدى»  على أفضل أطباء فى البلد.. قالوا له إنه لن يستطيع أن يرى بها مرة أخرى بسبب الإهمال الذى تسببت فيه المستشفيات الحكومية!!
 
 
 
لكنها لم تستسلم لهذا الرأى.. وعرضته على أطباء آخرين وأجرت عمليات كثيرة تكفلت هى بمصاريفها كلها، ويقول مصطفى: عندما سمعت ما يتهمونها به لم أحتمل ونظمت وقفة احتجاجية أمام صندوق المصابين بالسيدة زينب وسننظم وقفات أخرى حتى يتوقفوا عن رمى الاتهامات زورا على أكثر الناس احتراما قابلتهم فى حياتى.
 
 
 
كانت تبكى لبكائى وحزنى على نظرى الضائع.. كانت ومازالت ترد على اتصالاتنا كلما احتجنا أى شىء.. أو حتى بمجرد أن نبعث لها رسالة، كانت تبعث من يقضى لنا حاجاتنا دون تردد.
 
 
 
هناك من فقدوا أعمالهم بسبب الإعاقة.. أوجدت لهم عملا.. مناقشاتها مع رئيس الوزراء عصام شرف وغيره لصرف مستحقاتنا وتعويضاتنا، كان هذا من أجلنا وليس من أجلها هى.. أشك بنسبة 051٪ أن أحدا من المصابين قد قدم بلاغا ضد هبة السويدى يتهمها بهذا الاتهام الكاذب.
 
 
 
هم فقط يريدون إسكاتها حتى تبتعد عنا ولا تساعدنا.. أيضا هدفهم إضعافنا.. فهم يعلمون أنها الظهر الذى نستند عليه فى شدتنا.
 
 
 
أما مروان أخو المصاب معوض عادل الذى أصيب فى أحداث «محمد محمود» الطالب فى كلية الطب.. الذى أصيب فى رأسه وعموده الفقرى.. برصاص الغدر.. ودخل فى غيبوبة طويلة.. حاربت «هبة السويدى» لتساعده على السفر للخارج.. وبالفعل بعد 06 يوما من الغيبوبة سافر معوض بمساعدة هبة السويدى.
 
 
 
∎ بعد 7 شهور
 
 
 
أحمد محمد 62 سنة فقد عينه اليمنى فى أحداث «محمد محمود» يقول: لم يقف بجانبى سوى هبة السويدى.. سواء ماديا أو معنويا.. دفعت لى إيجار بيتى وحتى الآن إلى أن أستطيع أن أعمل أى عمل يجعلنى قادرا على الصرف على بيتى وابنى.. أجريت حتى الآن 6 عمليات ومازالت أمامى عمليتان.. كل هذا قامت هى بتسديد تكاليفه.. ترى هل تفعل هذا لتأخذ بعد ذلك من صندوق المصابين؟! هذا كلام لن يصدقه طفل رضيع!!
 
 
 
أما هذه القصة فهى لـ «عمرو سيد» شاب أخذه أمن الدولة يوم 52 يناير.. ولم يخرج إلى بيته إلا فى أغسطس 1102 أى بعد 7 شهور من احتجازه.
 
 
 
يقول أبوه: زارتنا «هبة السويدى».. ولم يستطع عمرو الحديث والكلام إلامعها هى والحاجة صالحة الممرضة فى القصر العينى الفرنساوى والتى ترعى المصابين هناك.. خرج عمرو من هذه التجربة شبه بنى آدم.. مجرد شبح.. غاضب من كل شىء وناقم على كل شىء.. راعت هبة السويدى أنه كان من يساعد والده فى المصاريف وبدأت تساعد والده وتصرف على أخوته.. إلى أن يستعيد عمرو نفسه.. لكن للأسف عمرو عجز عن العودة لنفسه.. وترك البيت وهرب.. وهى الآن تتكفل بكل شىء فى البيت.. مصاريف مدرسة إخوته.. وإيجار البيت.. ترى لم تفعل هذا.. ربما أصبح صعبا علينا أن نصدق أن هناك من يتقى الله فى ماله ويفعل الخير لوجه الله خالصا.. خاصة بعد كل ما نمر به من صدمات فى أشخاص كنا نعتبرهم مثلا أو قدوة، ثم يتضح عكس ذلك!!∎