الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سينما التسعينيات.. واقع وخيال وهلس

سينما التسعينيات.. واقع وخيال وهلس
سينما التسعينيات.. واقع وخيال وهلس


سينما الثمانينيات والتسعينيات من أزهى فترات السينما على مستوى الموضوعات والأفكار بغض النظر عن كم الأفلام. ونلاحظ فى سينما التسعينيات ملاحظتين، الأولى لها علاقة بكم الإنتاج الذى انخفض بشكل كبير عن سينما الثمانينيات، والثانية مُرتبطة «بالكيف»، رغم انخفاض عدد الأفلام، فأغلب موضوعاتها ثقيلة ومتنوعة وتحمل قضايا  سياسية واجتماعية بجانب أفلام المقاولات التى قل عددها وإن لم تختف بسينما التسعينيات.

«الإرهاب والفساد»
استحوذت قضية «الإرهاب» على مساحة مُحترمة من أفلام التسعينيات منها «الإرهابى «لعادل إمام والمخرج نادر جلال والمؤلف لينين الرملى، بخلاف أفلام  الثلاثى «عادل إمام وشريف عرفة ووحيد حامد»،  منها «الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام»، و«المصير» ليوسف شاهين وغيرها بجانب أفلام الجاسوسية والمخابرات  التى تصدت لهما نادية الجندى بأفلامها.  وتأتى قضايا أخرى مثل «العنوسة» و«زواج القاصرات» فى الأرياف من العرب، وقد أحدثت إيناس الدغيدى بفيلمها «لحم رخيص» ضجة إعلامية لتناولها أفكارا جريئة لم يتطرق لها أحد من قبل.. أيضًا لم تتستر سينما التسعينيات علي  الفساد فى جميع المجالات  مثلما ظهر فى فيلم «ضد الحكومة» لأحمد زكى والمخرج عاطف الطيب والمؤلف بشير الديك  الذى اتخذ صُناعه فكرة نصب بطل الفيلم على أهالى ضحايا الحوادث وحصوله على توكيلات منهم ليطالب بتعويضات مالية ضخمة لهم لكنه يحصل عليها لنفسه، ومع اكتشافه وجود ابن له  من زواج سابق يعالج بأحد المستشفيات ومُهدد بعدم الاستمرار بإحدى البطولات الرياضية نتيجة حادث تعرض له، يبدأ فى تغيير نفسه للحصول على حق ابنه ويرفع دعاوى قضائية ضد بعض الوزراء وضد الطبيب  زوج مُطلقته الذى زور نسب الطفل له ويكشف عملياته المشبوهة التى يقوم بها فى المستشفى الخاص به.
استاكوزا.. وكابوريا
احتلت الأفلام الكوميدية مساحة جيدة بأفلام التسعينيات لكنها أفلام بنكهة نجوم ومخرجين ومؤلفين من العيار الثقيل، مع استثناء عادل إمام الذى نضعه فى منطقة بمُفرده لا يُنافسه فيها أحد – منهم  أحمد زكى الذى برع فى انتزاع ضحكات الجمهور ببعض  أفلامه التى ناقش فيها قضايا هامة وجسد شخصيات مُهمشة بشكل يجمع بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن والغناء ومنها «استاكوزا» لإيناس الدغيدى، و«كابوريا» للمخرج خيرى بشارة والمؤلف عصام الشماع.. والطريف أن نجمة هوليوود كيت بلانشيت عملت كومبارسا فى فيلم «كابوريا» بأجر يومى لا يتعدى خمسة جُنيهات، وشهد نفس الفيلم اشتراك محمد لطفى كملاكم قبل أن يصبح مُمثلاً فيما بعد.  وأيضا قدم شخصية الدجال الذكى الذى جذب المشاهير لعالم الشعوذة من خلال فيلم «البيضة والحجر» وغيرها من الأفلام التى تحمل الجانب التجارى والفنى فى ذات الوقت.
الكيت كات
وكان لمحمود عبدالعزيز نجاحات مُميزة  فى سينما التسعينيات، فقدم شخصيات تجمع بين التراجيدى والكوميدى أبرزها «الكيت كات» لداوود عبدالسيد و«سيداتى سادتي» لرأفت الميهي.
محمود حميدة
أريد  التوقف عند  3 أسماء من العيار الثقيل أولهم محمود حميدة  الذى بدأ مشواره الفنى بدور  صغير فى «الأوباش» مُنتصف الثمانينيات، إلا أن بزوغه كنجم صف أول كان من خلال سينما  التسعينيات،  حيث وصل رصيده السينمائى إلى 35 فيلما فى عشر سنوات وهو أعلى رقم بين نجوم الصف الأول وقتها. والأهم أنه لعب أدوار بطولة متنوعة بهذه الأفلام مع نجوم ونجمات سبقوه لعالم النجومية منهن  نجلاء فتحى «ديسكو ديسكو» و«نادية الجندي» بأكثر من فيلم لكن أبرزهم «رغبة متوحشة» عام 1991 للمخرج خيرى بشارة، ونفس الفيلم تم تنفيذه فى نفس العام بالعبقرى أحمد زكى وسعاد حسني  ويسرا ومعهم المُخرج على عبدالخالق، والفيلمان مأخوذان عن القصة الأجنبية «جزيرة الماعز».
أحمد زكى
وفيما بعد حرص المُخرج على بدرخان على الجمع بين موهبة أحمد زكى ومحمود حميدة بفيلم «الرجل الثالث».  وبالنظر لأفلام محمود حميدة بالتسعينيات سنجد بجانب اشتراكه مع أهم نجوم ونجمات السبعينيات والثمانينيات  كان له حظ جيد فى العمل مع مخرجين مُتميزين  بفترة وجيزة  خلال التسعينيات منهم خيرى بشارة وسمير سيف  وعلى بدرخان وعاطف الطيب ورأفت الميهى ويوسف شاهين وأسامة فوزى ومحمد خان وشريف حتاتة. تاريخ محمود حميدة فى التسعينيات أظهر شخصيته الفنية وأثبت قدرته على التنوع بأدوار عديدة مما وضعه فى مكانة مُميزة لدى صُناع السينما حتى وقتنا هذا.
لبلبة
هى ثانى نجمة كان تواجدها بسينما التسعينيات بمثابة نقلة فنية، حيث لفتت إليها نظر السينمائيين بشكل مُختلف  عن ذى قبل ويرجع الفضل فى ذلك للمُخرج الراحل عاطف الطيب الذى اكتشف مناطق أداء جديدة لديها من خلال فيلميه «ضد الحكومة» لأحمد زكى و«ليلة ساخنة» مع الرائع نور الشريف.
شيريهان
هى ثالث اسم لفتت إليها الأنظار بقوة فى سينما التسعينيات  فقد  بدأت بطلة فى الثمانينيات  وقدمت أفلاما مهمة منها «العذراء والشعرالأبيض» و«الطوق والإسورة».. وفى التسعينيات أضافت لنجاحاتها السابقة بأفلام شديدة التميز منها «عرق البلح»  لرضوان الكاشف و«يوم حار جدا» لمحمد خان، و«جبر الخواطر» لعاطف الطيب و«كريستال».
«مؤلفون ومُخرجون»
نجوم مرحلة التسعينيات على مستوى الإخراج، عاطف الطيب وشريف عرفة  ومحمد خان وداوود عبد السيد وخيرى بشارة وغيرهم، وعلى مستوى التأليف كان وحيد حامد وعبدالحى أديب ومصطفى محرم وبشير الديك ورفيق الصبان ومدحت العدل. ومعظم أفلام التسعينيات التى صنعها هؤلاء المُبدعون حققت نجاحات كبيرة سواء على المستوى الفنى أو الجماهيري.
«هنيدي» وشركاؤه
المشوار الفنى للثلاثى محمد هنيدى وعلاء ولى الدين رحمة الله عليه، وأشرف عبدالباقى يكاد يكون واحدا، الثلاثة بدأوا فى نهاية الثمانينيات  وتواجدوا بمُعظم أفلام التسعينيات بأدوار صغيرة  جدًا مع مُخرجين ومؤلفين من العيار الثقيل منهم يوسف شاهين وعاطف الطيب وشريف عرفة وداوود عبد السيد ورأفت الميهى ورضوان الكاشف  ويوسف فرنسيس ونادر جلال وإيناس الدغيدى، وغيرهم إلا أن نهاية التسعينيات حملت الكثير من المُفاجآت للثُلاثى ولصُناع السينما، أولهم  محمد هنيدي  الذى سبقهم  لتدشين نفسه كنجم الكوميديا الأول لجيل التسعينيات دون أن يقصد من خلال فيلم «إسماعيلية رايح جاي» عام 1997  الذى تعثر فى  إنتاجه حسن إبراهيم وأنقذه المُنتج محمد حسن رمزى واستكمل تصويره، ولم يتوقع أحد على الإطلاق النجاح المدوى للفيلم  الذى حقق فى شباك التذاكر 16 مليون جنيه تقريبًا، وهو رقم جديد على السينما المصرية وتلاه «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»  ثُم «همام فى أمستردام» وكلا الفيلمين حققا إيرادات فاقت فيلم  «إسماعيلية رايح جاي» وبدأت  فيما بعد مرحلة تقديم الكوميديا السطحية بأغلب الأفلام  التى تنتمى للكوميديا.
عبود
فى عام  1999 كانت بداية تدشين علاء ولى الدين كنجم كوميديان من خلال  فيلم «رسالة إلى الوالي»،  لعادل إمام  ليلتقطه العبقرى شريف عرفة صانعًا له فيلم «عبود على الحدود» الذى حقق نجاحا مدويا وقتها وشاركه بالفيلم كريم عبدالعزيز  وأحمد حلمى اللذان تواجدا ببطولات مُطلقة فيما بعد.. لينطلق بعدها ويكتسح شباك التذاكر عام 2000 بفيلم الناظر.
أشرف
عام 1998 بدأ أشرف عبدالباقى رحلته مع البطولات المُطلقة، كان أولها أمام شريهان بفيلم «جبر الخواطر» للمخرج عاطف الطيب. والعام التالى كان بطلا رئيسيا أمام يسرا فى فيلمى «حسن وعزيزة» للمُخرج كريم ضياء الدين و«كلام الليل» لإيناس الدغيدى، ليتم تدشينه كنجم من نجوم الصف الأول، ويعتبر أشرف أقل زملائه فى إيرادات أفلامه إلا أنه الوحيد فيهم الذى يعمل أكثر من خلال «برامج ومسرحيات وسيت كوم».
بالنظر لأفلام  هنيدى ورفاقه الذين ظهروا بسينما التسعينيات  سنجدهم حتى هذه اللحظة لم يخرجوا من عباءة الأدوار التى حققوا بها أرقاما جديدة على شباك التذاكر بسينما التسعينيات.. فقد اختاروا الاستمرارية واللعب فى المناطق التى بدأوا بها  مشوارهم الفنى دون الٌمجازفة باختيار أدوار متنوعة، لذلك إذا نظرنا لهنيدى ورفاقه الذين ظهروا فى نهاية التسعينيات سنجدهم بلا تاريخ يُذكر أمام نجوم بحجم أحمد زكى ومحمود عبدالعزيز ومحمود حميدة ونور الشريف، لأعلى مستوى الكم أو الكيف.
اعتزال بالجُملة
جيهان نصر ظهرت فنياً بنهاية الثمانينيات ثُم اعتزلت الفن وتزوجت من ثرى عربي  فى النصف الثانى من التسعينيات بعد مشاركتها بأهم فيلمين «الكيت كات» عام 1991 لداوود عبدالسيد. و«لحم رخيص» عام 1995 لإيناس الدغيدي.. جالا  أشرف فهمي  تواجدت بسينما التسعينيات كبطلة رئيسية بالأفلام وكانت متواجدة كُل عام بفيلم على مدار 10سنوات ومن أفلامها «الجينز» و«طأطأ وريكا» إلا أنها اختفت فنيا مع بداية الألفية الجديدة.. شيرين سيف النصر  بعد عملها بأكثر من فيلم بالتسعينيات أهمها «سواق الهانم» لأحمد زكى، و«النوم فى العسل» مع عادل إمام إلا أنها اعتزلت فى نهاية التسعينيات،.. نسرين  اعتزلت مع  زوجها  مُحسن مُحيى الدين بطل أفلام يوسف شاهين بنهاية السبعينيات والثمانينيات.. نورا شقيقة بوسي عملت العديد من الأفلام منذ طفولتها فى الستينيات واستمرت حتى اعتزلت الفن عام 1993.. وبالنظر لمشوارها الفنى سنجد أن نجاحاتها قليلة للغاية نظراً لنمطية أدائها.