الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المرأة "اللعوب"

المرأة "اللعوب"
المرأة "اللعوب"


لا تغادر منزلها قبل أن تتأكد أنها «على سنجة 10» وتطيل وقفتها أمام المرآة لتتأكد أن كل مفاتنها بارزة وجسدها يبدو كحورية البحر.. ثم تضع « sugary perfumes» وترتدى كعبا رفيعاً لتتمايل فى مشيتها وتحدث «تكتكة» تلفت الانتباه..
تفعل ذلك بعد تناول الإفطار مع طفلتها الوحيدة، ثم تلقى السلام على زوجها - بلا مبالاة- وتتحرك مسرعة إلى «الحضانة» لتودعها فيها، قبل أن تذهب إلى عملها.
وبمجرد أن تصل للعمل تبحث عنه فى كل مكان، تشعر بوجوده بمجرد أن تشم عطره يفوح فى المكتب.. تسأل عنه لتطمئن أنه وصل بالفعل للعمل.. إحدى الزميلات تخبرها بأنه يتناول إفطاره فى الكافتيريا.
تمد يدها السمراء الجميلة نحوه – فى دلال– وهى تسأله عن أحواله ودنياه، وعيناها تكاد تحاصران عينيه، حتى إنه يشعر بحرج من هول نظرتها التى تكاد تفتك به.
يتكرر ما سبق يومياً، دون أن يزيد مشهد أو ينقص، حتى إنه يوم عطلته هو نفسه يوم عطلتها الأسبوعية حتى لا تحرم نفسها من لقياه ولو ليوم واحد..سألها ذات مرة: «لماذا تنظرين إليّ هكذا»، فردت دون حرج: «عشان عاجبنى يا واد».. تعجّب من جرأتها، قبل أن يستفسر عن السبب: «ولماذا أنا تحديداً؟»، فقالت: لأننى أعشق التفاصيل وأنت رجل «التفاصيل».. ربما أنت وسيم بعض الشىء، وهندامك أكثر من رائع.. لكن ليس هذا وحده هو ما جذبنى إليك.
قطع أحد الزملاء حديثها فجأة، ليخبرها بأنهما تأخرا على الاجتماع.. فاتفقت معه على أن يجلسا معاً فى أحد الكافيهات، لتخبره عن سر أسرارها.
وفى الليل ظل يفكر فيها.. إنها ترتدى إيشارب يكاد يخفى نصف شعرها فحسب، كما أنها تحب الضحك والمزاح بصوت عالٍ..
وبشكل من التردد هاتف أحد أصدقائه الذى يعمل طبيباً نفسياً، وسأله عن حالة زميلته؟ ومستقبل العلاقة بينهما.. فهو لا يود أن يقيم معها علاقة، لكنه فى الوقت نفسه لم يعد قادراً على البعد عنها بعد أن نسجت شباكها لما يربو على 3 أشهر ونجحت فى اصطياده..«رجل واحد لا يكفي».. هكذا قطع صوت الطبيب النفسى شروده على الهاتف، مستطرداً: هناك نوعية من الفتيات لا تملك من الثقة بالنفس قدر جناح البعوضة، ولذا فهى تشعر بأنوثتها فى كل نظرة لرجل تفتك بجسدها.. تشعر بأنوثتها فى كل لمسة تذبح حياءها، وتروى ظمأ رغبتها فى أكثر من آدم فى آن واحد، فهى تفعل نفس الأفعال، ولكن بإحساس مختلف..تستعذب أذنها الكلام الرقيق، يلين جسدها للمسات الحانية، ينتفض فؤادها للصدام العنيف بينها، وهن لسن نوعاً واحداً، فهناك من تعشق «لمة» الرجال حولها، تحب الحديث معهم، -الحديث المفتوح– لا تضع حدوداً، ولا تمانع فى «تطنيش» أى تجاوز تجاهها فى المترو، أو الأسانسير، أو حتى فى الشارع.. وقد يصل الأمر للأماكن المغلقة.. وأخرى تتباهى بأنها لا تزال بكراً، على الرغم من أن رجالاً كُثراً أكلوا على جسدها وشربوا، لأنها تقتنع بأنها حرة فى كل ما تفعله، وثالثة تخفى داخلها شوقًا ورغبة تكفى رجال العالم، حتى إنها تكرر كلمات الحب والعشق فى المكالمات «الساخنة» ليلًا لأكثر من شخص لتشعر بأحاسيس مختلفة مع كل منهم، وتقسم بأنها له وحده، ورابعة ترى كل الرجال «سفلة»، وعليه فطبيعى أن تجرب لتكتمل داخلها الخبرة قبل الزواج ومن ثم تستطيع الاختيار..قاطعه قائلاً: ما الذى يدفع امرأة «متزوجة»  لتخون زوجها؟ هل هى مريضة؟ هل هى شهوانية لدرجة الجنون، هل هناك عقدة ما ألمت بها فى طفولتها؟ إلا أن الطبيب لم يرد عليه، واكتفى بالقول: «اسألها!».
وفى اليوم الموعود أخبرت زوجها أن لديها «شيفت ليل» وسوف تتأخر، فيما كانت بالفعل تجلس مع زميلها الأعزب فى أحد الكافيهات المطلة على النيل..وبعد حديث طويل عن الحب والعشق والأحساسيس.. سألها: «لماذا تخونين زوجك»، فصعقته بالرد: «لأننى ضحية».. لست وحدى.. أنا وكل الفتيات مثلى ضحايا.
لو وجدت أى فتاة حناناً واحتواءً فى المعاملة، من الحبيب أو الزوج، أو الأهل «الأب والإخوة»، ما فكرت فى البديل الخارجى، الأمر لا يبدأ بالجنس لكنه ينتهى به.. تلك هى الحقيقة. .كم من أزواج يتباهون بالرسائل الرومانسية لزوجاتهم والحب «اللى مقطع بعضه» على الفيس وهم لا يعلمون أن زوجاتهم يعرفن رجلاً وربما أكثر، قبل أن تحاسبونا، حاسبوهم على تفريطهم فى حقوقنا المعنوية قبل المادية.
قبل أن تحاسبنى، حاسب أقرانك من الرجال، الذين ضمهم لزوجاتهم يعنى أنها أصبحت ملكه والحقيقة أنه امتلك «الجسد» لا «القلب». •