السنتر تعليم وصحبة.. وروقان

ولاء بكر وريشة الفنان أحمد جعيصة والبورتيرية ريشة
الذهاب إلى السنتر التعليمى أصبح رحلة يومية أو شبه يومية للكثير من الأسر المصرية، وأصبح لهذا العالم يوميات وقصص وحكايات، لا يتشارك فيها الطلاب والمعلمون فقط، بل أولياء الأمور وأصحاب المراكز ومساعدوهم والعاملون معهم ..
كلهم اختاروا السنتر تاركين دروس البيوت.. ولكل أسبابه..
تفضل نانى محمد الشابورى 38 سنة وأم لطفلين، أن يتلقى ابناها الدرس الخاص فى البيت، لأن عدد الطلاب أقل والتركيز أعلى، لكنها اضطرت لإلحاق أبنائها بالمركز أو السنتر، منذ الصف السادس الابتدائى، بناء على طلب المعلمة لأنها ترفض أن تكون الدروس فى بيتها أو أنها تذهب إلى بيت أحد الطلاب، فكان الحل هو السنتر.
وعن مدى استفادة الطالب من السنتر ترى أمل عبد الرؤوف- أم لثلاثة أبناء فى مراحل تعليم مختلفة- «نعم يوجد مدرسون أكفاء فى المدرسة، لكن ابنى لا يستطيع التركيز وسط أعداد كبيرة، فأضطر إلى الدروس الخصوصية فى البيت أو فى السنتر بشرط يكون العدد معقولا»
وتكمل: لكن فى الثانوية العامة سأضطر للسنتر رغم الأعداد الهائلة، لأن المدرسين المشهورين والأكثر خبرة لا يعطون الدرس فى البيت، وهو ما عشته مع ابنتي، لكن ما يميز السنتر هو متابعة الطلاب من قبل المساعدين لهؤلاء المدرسين، الذين يصححون الامتحانات والواجبات ويتابعون مستوى الطالب دائما .
أمل تؤكد أن العلاقة بين أولياء الأمور والقائمين على بعض السناتر، تتسم بالود وليست بهدف الربح، ينصحوننا بمدرس معين وفقا لاحتياج الابن ومستواه» أنا ضد حملات وزارة التربية والتعليم ضد المراكز الخاصة لأن المدرسة لا تعطى الوقت الكافى لشرح المناهج والمدرس المتمكن صدفة وليس قاعدة».
وتفضل ريما محمد 50 سنة وأم لثلاثة أولاد، دروس السنتر عن البيت، والإزعاج الذى يسببه الدرس الخاص لأهل البيت، لكن بعض السناتر تكدس الطلاب داخل القاعات أملا فى الربح الأكثر، مما يؤثر سلبا على استيعاب الطلاب، ففى مدينة نصر عندنا، هناك مدرسة لغة إنجليزية معروفة، تغلق الشوارع أثناء مراجعاتها النهائية وليلة الامتحان، ويتكدس المرور بسبب عدد الطلاب الهائل وأولياء الأمور الذين ينتظرونهم، فيصل العدد إلى 300 طالب فى قاعة مؤتمرات الأزهر، ويساعدها 9 من المساعدين لتصحيح الامتحانات ومتابعة الطلاب.
تضيف: السناتر سبوبة كبيرة خاصة فى الثانوية العامة، بخلاف طلاب مدارس الإنترناشونال، لأن المدرسة لا توفر كل ما يلزم المواد غير الأساسية وتطلب من أولياء الأمور المتابعة مع السنتر.
«حسيت إنى كبرت»
«وفرصة للخروج والفسح»
الطلاب يرون فى مراكز الدروس الخصوصية أشياء أخرى: تحكى طالبة الثانوي، هلا محمد عبد المنعم 16 سنة، عن أول درس أخذته فى السنتر فى مادة الرياضيات، عندما كانت فى المرحلة الابتدائية «حسيت إنى كبرت كأنى دخلت الجامعة، جو مناسب لمقابلة الأصدقاء والخروج معهم بعد الدرس، وهذا أفضل ما فى الموضوع، لأن الدرس فى السنتر يعتبر كأنى أحضر للخروج مع أصحابى، أشعر بالسعادة وأنا أجهز ملابسى وأدواتى للذهاب إلى السنتر وفى نفس الوقت نذاكر ونتعلم» .
لكن تجربة طالب الثانوى مصطفى عبد النعيم 17 سنة، مختلفة «بدأت الدروس فى السنتر من الثانى الإعدادي، فى مادة الرياضيات واللغة الإنجليزية ومراجعات نهائية قبل الامتحان فى الجغرافيا والتاريخ، كنت خائفا من السنتر ومن التعامل مع العاملين به، بعض من يديرون السنتر يتعاملون مع الطلبة بطريقة إلقاء الأوامر، فتنشأ الكثير من المشادات بين الطلبة وبينهم، لكن بمرور الوقت تغير الأمر وأصبحنا أصدقاء، وأحيانا نذهب إلى الدرس قبل الميعاد للجلوس والحديث معهم قبل الحصة».
ويكمل: مع التحاقى بالثانوى أصبحت آخذ كل الدروس تقريبا فى السنتر، وأرى أن العدد الكبير فى السنتر يدفع الطالب للمذاكرة حتى لا يشعر بأنه أقل من أحد.
«امتحان فى كل حصة
وسيطرة من المدرس»
ويرى طالب الثانوية العامة، على رفاعى 17 سنة، دروس البيت أفضل فى التركيز، لكن فى السنتر فى كل حصة امتحان ومع نهاية الشهر امتحان والتزام بالواجبات لعدم الإحراج أمام الزملاء، ويسيطر المدرس أكثر على الطلاب فمن يهمل فى الواجبات أو يشاغب يطرده، لكن فى البيت لا يستطيع طرده.
وتقول طالبة الثانوية العامة، ندى محمد 17 سنة، «صحيح الدرس فى السنتر يضيع الوقت قبل الدرس وبعده، وغالبا لا يتبقى وقت للمذاكرة باقى اليوم، لكنى لا أحب الدرس فى البيت لأن الجو الهادئ يجعلنى أسرح ولا أركز مع المدرس، وفى السنتر فرصة لطرح مختلف الأسئلة مما يفيد كل الطلبة».
السنتر للمدرس..
ربح وتوفير للوقت والجهد
وعن رأى أحد المدرسين يقول حسين المتولى مدرس لغة عربية إعدادى وثانوى بإحدى مدارس اللغات، الطلبة يلجأون إلى الدروس بسسب كثافة الفصول وضعف درجات أعمال السنة، والطالب يفضل السنتر لأنه لا يشعر بالضغط الذى يشعر به فى البيت، والسنتر خروجة مع الأصدقاء وتضييع للوقت قبل الدرس وبعده.
وبالنسبة للمدرس يوفر السنتر الوقت والمجهود، فبدلا من الشرح أكثر من مرة وهو شيء ممل ومجهد، السنتر يجمع عددا كبيرا من الطلبة فى وقت واحد، ومساعدو المدرس يحملون عبء تصحيح الامتحانات ومتابعة مستوى الطالب مع ولى الأمر والاتصال معه.
خدمات خاصة:
واى فاى وعصير وساندوتشات
ومنظمو مرور وفض التجمعات
وتقول رانيا مجد صاحبة سناتر: «أحرص على توفير خدمات للطلاب بجانب التعليم» منها : التنظيم أثناء دخول الطلاب وخروجهم خاصة أيام المراجعات النهائية، حين تكون الأعداد كبيرة، وأستعين بأناس لمنع تكدس أولياء الأمور الذين ينتظرون أولادهم وفض التجمعات أمام السنتر وحل أزمة السيارات وعدم تعطيل المرور.
هذا بخلاف نظافة المكان وصيانة الكراسى وتوفير شاشة عرض وأفلام وخلافه للمدرس، وتوفير واى فاى للطلبة، وكافيه للمشروبات والساندوتشات.
«أنهى تعاقدى مع المدرس إذا شعرت أنه لا يسيطر على الطلاب، حفاظا على سمعة السنتر فى باقى المواد والمراحل، والصيف فرصة أكبر لطلاب الإنترناشونال لأن إجازاتهم تختلف عن المدارس الأخرى، بالإضافة إلى أنشطة تحفيظ القرآن وكورسات اللغات المختلفة». •