سيدة الحوارات المتميزة.. فاطمة العطار جيهان السادات كَّرمتني بالصلاة داخل الكعبة

مها عمران
بملامح مازالت تحمل الكثير من الجمال والتألق وبذاكرة عفية تسكنها الأحداث العامرة بالتفاصيل وبصوت متهدج بالحنين لأيام جميلة عاصرتها وشخصيات فريدة التقت بها كنت فى حضرة سيدة الحوارات الصحفية المتميزة الأستاذة فاطمة العطار التى سمحت لى بالإبحار فى دروب تاريخها الصحفى الطويل والتوقف عند محطات متميزة فى مسيرتها المهنية الحافلة التى بدأت مع بداية إصدار مجلتنا «صباح الخير».
المحطة الأولي.. الصدفة
الصدفة لعبت دورا مهما فى الالتحاق بمجلة صباح الخير.. فقد كنت طالبة بالجامعة وأتمرن مع الأستاذة درية شفيق وفى أحد الأيام زارتنا الزميلة مديحة عزت ودعتنى لزيارتها بمكتبها فى روزاليوسف.. وفعلا وأنا فى زيارة لها دخل الزميل محمد عودة وتحدثنا فإذا به يعرض عليّ التعرف على الأستاذ أحمد بهاء الدين والعمل فى مجلة «صباح الخير» .. وبالفعل عرفنى بالأستاذ بهاء الذى رحب بى جدا وتحمس لنا وكنا عددا من الزميلات «زينب صادق وفوزية مهران ونجاح عمر وإيريس نظمي» وقدمنا للقارئ فى الصفحة الأولى من المجلة باعتبارنا وجوها جديدة ستشارك فى تحرير مجلة صباح الخير وبالفعل بدأنا العمل بكل حماس وتزاملنا مع الأساتذة «مفيد فوزى ولويس جريس ورءوف توفيق» وعينت بالمجلة فور تخرجى فى الجامعة وكنا فى مبنى آخر غير المبنى الحالى الذى انتقلنا إليه بعد عدة شهور من إصدار المجلة.. فى «صباح الخير» التقيت بمجموعة متميزة من كبار الصحفيين والكتاب والفنانين فالدكتور مصطفى محمود كان يتميز بخفة الظل فهو بجانب ثقافته مهرج من الطراز الأول.. وكان يجيد العزف على الناى وكان يحضر هو ومجموعة من الزملاء إلى المجلة مساء وتطول أوقات العمل والسمر حتى وقت متأخر والأستاذ إحسان عبدالقدوس إنسان مهذب جدا ومتواضع جدا جدا كلفنى يوما بإجراء حديث مع الأميرة «ألفية حليم» فأجريت معها الحوار فى حضرة والدة الفنان محمد عبدالقدوس.. وأثنى الأستاذ إحسان على الحوار وأفرد له مساحة كبيرة والفنان العظيم حجازى كان شخصية بسيطة.. وبشوشا والفنان جمال كامل فنان عظيم وإنسان جميل والأستاذ فتحي غانم.. والفنان حسن فؤاد فكانوا شخصيات جادة جدا وملتزمة أما الأستاد أحمد بهاء الدين فقد كان إنسانا بمعنى الكلمة وعادلا جدا فى تقييم أى عمل مهما كان المحرر كبيرا أو شابا صغيرا.. ولقد جمعتنى المجلة بصديقات عزيزات هن الأستاذة زينب صادق أطال الله عمرها ومتعها بالصحة والمرحومة العزيزة نجاح عمر.
المحطة الثانية جيهان السادات
انفردت الأستاذة فاطمة العطار بعدة حوارات متميزة مع السيدة جيهان السادات، حيث جمعت بينهما علاقة تقدير وود تقول الأستاذة فاطمة: السيدة العظيمة جيهان السادات سيدة ودودة جدا ومتواضعة للغاية تعرفت إليها عندما كانت حرم رئيس مجلس النواب قبل أن يصبح السادات رئيسا للجمهورية.. وفى كل الأحوال كانت بشوشة متواضعة تهتم بمجال الخدمة العامة ولها إسهامات عظيمة فيه.. وبعد حرب أكتوبر أرادت أن تكرم سيدات الهلال الأحمر للدور العظيم الذى أدينه على أكمل وجه وسألتهن فى ود عن نوعية التكريم اللائى يفضلنه فأجمعن عن رغبتهن للسفر لأداء العمرة.. فكان لهن ما أردن وضمت السيدة جيهان السادات إلى فوج سيدات الهلال الأحمر 3 إعلاميات فقط هن صفية المهندس وحسن شاه وأنا.. وسافرنا للسعودية لأداء العمرة لننال أعظم تكريم لنا حيث فتحوا لنا أبواب الكعبة لنصلى داخلها وسجدت فى أركانها وأنا غير مصدقة نفسى والحمد لله هذه أعظم مكافأة فزت بها فى مشوارى الصحفى، وفى إحدى المرات هاتفتنى السيدة جيهان السادات وقالت إنها تريد أن ترانى فورا فتلعثمت قائلة: إن طفلتى ذات الثلاث سنوات لا يوجد حاليا من أتركه معها فقالت لى فى بساطة أحضريها معك، وفعلا ذهبت بابنتي «شيري» «للقاء سيدة مصر الأولى فى بيتها وكنت فى منتهى الحرج عندما فقدت السيطرة على ابنتى وبدأت تتجول وتجرى فى أنحاء المنزل والسيدة جيهان تبتسم وتضحك قائلة: «لقد فكرتنى شيرى بأولادى عندما كانوا صغارًا».. وأذكر فى مرة أخرى وأثناء إجراء حوار معها أننى كنت صائمة فاعتذرت عن شرب العصير الذى قدموه لى فلما حان موعد المغرب فوجئت بالسيدة العظيمة جيهان السادات تحمل لى صينية الطعام وأصرت أن أتناول إفطارى قبل أن نستكمل حديثنا!!
تصمت الأستاذة فاطمة لحظات قبل أن تعلق قائلة «لم أر أبدا فى حياتى من هو أبسط وأرق أو أكثر تواضعا من السيدة جيهان السادات».
المحطة الثالثة زوجة رجل مهم
أجرت الأستاذة فاطمة سلسلة من الحوارات مع زوجات كبار رجال الدولة لتكشف عن الوجه الآخر الإنسانى لهذه الشخصيات من أهم هذه الحوارات.. حوار مع حرم المشير أحمد إسماعيل وحوار مع حرم حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية الأسبق وعدة حوارات مع حرم الدكتور عبدالعزيز حجازى الذى كان متحفظا جدا ورافضا إجراء هذا الحوار مع زوجته وبعد عدة محاولات وافق على مضض وبعدها جمعت الصداقة والتقدير بين الأستاذة فاطمة وحرم الدكتور عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء فتعددت الحوارات بينهما كما تعتز الأستاذة فاطمة كثيرا بحوارها مع المشير محمد عبدالغنى الجمسى فرغم ما كانت تستشعره من رهبة من جدية وصرامة المشير فإنها فى حديثها معه اكتشفت بساطته وتواضعه.
وتتعدد حوارات الأستاذة فاطمة وتتنوع ما بين رموز العمل الاجتماعى الخيري «ليلى دوس وعزيزة حسين» وبين كبار الفنانين «عبدالحليم حافظ» وتحية حليم وما بين رموز العمل التشريعى والسياسى وذلك أثناء توليها متابعة أنشطة الجامعة العربية.. ومجلس الشعب.. وتختم الأستاذة فاطمة حديثها معى قائلة: «أتمنى لكل أسرة صباح الخير كل الخير.. وأدعو لهم أن يوفقهم ربنا لتحقيق مزيد من النجاح والتميز وتظل صباح الخير دائما مدرسة صحفية محترمة ومتميزة تخاطب كل القلوب الشابة وتحترم العقول المتحررة».•