الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

محمد صلاح وصناعة الأمل!

محمد صلاح وصناعة الأمل!
محمد صلاح وصناعة الأمل!


لافتة صغيرة على مبنى قديم فى قرية نجريج بمدينة بسيون تحمل اسم  (مركز شباب محمد صلاح)! .. اشترى النجم الشاب أدوات رياضية حديثة لصالة الجيمانيزيوم وأعاد تجديد مركز الشباب لكى يمارس أبناء قريته الرياضة، أما مدرسته القديمة (محمد عياد الطنطاوي) فقد أعاد تشييد ملعبها لكى يتمكن التلاميذ الصغار من اللعب.
علقت جريدة ديلى ميل الإنجليزية بمانشيت كبير (ميسى المصرى الذى لم ينس أبدا من أين أتي)!
يقول محمد صلاح: بدأت لعب الكرة فى سن الرابعة عشرة بشكل احترافي.. نعم كنت صغيرا وكان لديَّ حلم! يبدو أن حلم صلاح ليس حلما فرديا ولنفسه فقط بل هو حلم أو أحلام تسع الجميع طبقا للقاعدة النفسية التى تقول: أنا بخير طالما الآخرون بخير!
على أحد مواقع التواصل الاجتماعى أرسل له أحد المعجبين رسالة تقول: «يابنى أنت مقعد بلد بحالها تتابع الكورة.. الناس فى البيوت والقهاوى بيتفرجوا عليك وبيدعوا لك.. إنت مش بس لاعب كرة.. كل واحد فينا شايف فيك أحلى حاجة منه.. فرحان بنجاحك اللى معرفش يحققه.. ومبسوط لك باللى مقدرش يعمله فى مجاله»!
نجاح محمد صلاح وتألقه فى ملاعب أوربا كان ولا يزال إعلاء لقيم الكفاح والمثابرة والموهبة، فالشاب المصرى لم يكن يملك سوى موهبته وإصراره على النجاح وتحقيق الحلم يقول محمد صلاح: لم يكن هناك وسيلة مواصلات مباشرة من بسيون للقاهرة.. كان عليَّ ركوب أربع أو خمس حافلات من أجل الوصول للتدريب بنادى المقاولين ثم العودة للمنزل وهكذا خمسة أيام كل أسبوع لمدة أربع سنوات. لقد كانت فترة صعبة للغاية!
وتتابع جريدة ديلى ميل تقريرها عن قرية نجريج : قد تكون قرية بسيطة ولكن أهلها سعداء ويشعرون بفخر لم يسبق له مثيل، فمن هذه البيئة المتواضعة ظهر نجم كرة عالمى رفع اسمها عاليا! وعندما تتجول فى هذه الشوارع لا تعتقد أبدا أنه من الممكن أن تظهر قصة مثيرة هنا ولكن محمد صلاح الابن الأكبر بين أربعة إخوة لعب هنا! كان مؤمنا بحلمه فى الوصول لمستوى قدوته زين الدين زيدان وتوتى ورونالدو!
هذا الأسبوع حقق محمد صلاح رقما قياسيا جديدا فى تسجيل الأهداف ليكون أول بطل مصرى يحرز خمسة عشر هدفا فى الدورى الإنجليزى وليصل ما أحرزه حتى الآن إلى واحد وعشرين هدفا فى كل البطولات وعقب فوزه بلقب هداف الشهر تغنت جماهير ليفربول احتفاء بنجمها الموهوب:
لقد أحضرنا الفتى من روما وهو يسجل كل مباراة.. إنه مصرى وهو رائع.. محمد هو اسمه.. مو صلالالالاح!
وعلى شجر الكريسماس الذى  يزين البيوت والشوارع الآن فى أوروبا احتفالا بأعياد الميلاد المجيد والعام الجديد قام أحد المشجعين الإنجليز بوضع صورة مو صلاح على قمة الشجرة معلقا:
لم أستطع الاختيار بين وضع نجمة أو ملاك فوضعت كليهما!
علقت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أيضا عقب فوزه بجائزة بى بى سى كأفضل لاعب فى أفريقيا: مشوار صلاح بدأ من بازل السويسرية مرورا بتشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين حتى وصوله لمحطة ليفربول.. رحلة صعود إلى القمة لم تكن سهلة
أما جارى ماكاليستر لاعب ليفربول السابق فيقول: صلاح يظهر بشكل رائع منذ وصوله.. أراه متعطشا لإحراز الأهداف والتواجد داخل منطقة الجزاء كما يشكل تهديدا مستمرا ليس فقط بتسجيل الأهداف، بل بصناعتها أيضا! بينما يرى اللاعب الشهير نيمار أن صلاح لاعب رائع ويستطيع أن يصنع فارقا فى مونديال روسيا 2018.
وعقب صعود مصر لمونديال روسيا بعد غياب استمر 28 عاما لقبت جريدة صنداى تايمز محمد صلاح بجوهرة النيل.. لقد قام بشيء لم يستطع أى سياسى أن يقوم به من قبل.. لقد وحد الشرق الأوسط!
 
 
ندى بهجت