حكايتى مع الكورة

صباح الخير
بدأت من المعمل الطبيعى لـ تفريخ الموهوبين
الشارع
أو على الأدق الحارة اللى كنت ساكن فيها
حارة درويش أبوالسعود فى أسيوط
كنا نتلم ولاد الحارة
وندور على أى حتة فاضية نلعب فيها
كنا نقسم نفسنا فريقين
كان مستوى كل واحد فينا معروف
ومتقسمين لـ أربع مستويات
بـ الظبط زى كاس العالم
الأول صاحب الكورة
اللى هو زى روسيا كدا
تأهل، وهـ يلعب على راس المجموعة الأولى
ليه؟
عشان صاحب الكورة
التصنيف التاني
أكتر اتنين حريفة
دول بقى يقفوا قصاد بعض
وواحد يقول لـ التاني:
خيرنى وأخيرك
يعنى إيه؟
يعنى كل واحد منهم يختار لاعب
فـ التانى يختار لاعب واحد
يرجع الأول يختار لاعب تانى
وهكذا
ليه كدا؟
علشان نضمن إن مفيش واحد من الاتنين
يكوش على الفرز الأول
ويسيب الكسر لـ التانى
بقية اللاعبين دول التصنيف التانى
بس فيه تصنيف تالت
اللى هم أوحش اتنين
اللى مش بـ يعرفوا يلعبوا خالص
دول بقى اللى بـ نوقفهم جون لـ كل فرقة
وبـ يبقى جون ثابت مش محاور
ومفيش تبديل
ما هو يا كدا يا ما تلعبش
كويس
أنا بقى كنت فى أنهى تصنيف؟
هـ أقول لـ حضرتك
لـ حكمة ما لا يعلمها إلا المولى
كنا بـ نبقى دايما عدد فردى
11 ولد 13 ولد، كدا يعنى
فـ بعد ما كل كابتن يختار لاعيبته
بـ يزيد واحد
الواحد دا محدش رضى يختاره ولا حتى جون ثابت
أنا بقى كنت الواحد دا
وأقعد أتحايل معاهم يلاعبونى
ما يرضوش ولاد الـ......
كنت أقعد جنبهم أتفرج عليهم
على أمل إن أبو واحد منهم ييجى
يقفش ابنه وياخده البيت فـ أنزل بداله
ودا حصلش غير مرتين اتنين
فاكرهم بـ العدد
مرة جه واحد من الآباء
بس لـ سوء حظى
كان أبو اتنين من اللاعيبة، فـ خدهم الاتنين
وما بقاش عندهم مشكلة
والمرة التانية
كان الحمد لله
أبو ولد واحد
إنما الفريق اللى كان فيه الولد دا
فضل يلعب ناقص
عن إنى أنزل معاهم
تفتكروا يئست؟
إطلاقا
كان عندى حلم
ولازم أحققه
وحققته
ازاي؟
إذا كان الشارع رفضنى
فـ المدرسة مش ممكن ترفضنى
وإذا كان ربنا حرمنى من موهبة كرة القدم
فـ سبحانه وتعالى
ادانى موهبة تانية
هى الإلقاء والخطابة والشعر والحاجات دى
علشان كدا
كنت بـ أروح مع كل فرق المدرسة
فى كل المنافسات
حتى مسابقات جماعة الزراعة والتدبير المنزلى
علشان أقول كلمة المدرسة
هنا بقى كنت بـ أستغل نفوذى
وألعب فعلا
لعبت
لعبت كتير
قدم وسلة ويد وطايرة وطايرة مطورة
(لعبة معفنة كدا أبقى أحكى لك عنها بعدين)
الغريب إنى كنت مش بطال فى الطايرة
وحتى اليد والسلة (مع إنى قصير)
إنما القدم دى أبدا
عمرى ما عرفت أعمل فيها أى حاجة
أهو أى تلطيش فى الملعب وخلاص
وإذا كان الحلم الأول اتحقق
وهو إنى ألعب
فـ كان عندى حلم تانى
لازم أحققه
وحققته
إيه هو؟
حققته ازاي؟
بس يا سيدى
كنت بـ ألعب فى المدرسة
مستغلا احتياجهم لى عشان الخطابة
وإلقاء كلمة المدرسة
فـ كنت بـ أجرى وأجرى وأجرى
لكن ما جبتش جون
كان نفسى أجيب جون
خصوصا إننا فى مسابقات المدارس الرسمية
كنا بـ نلعب فى ملاعب
فيها مرمى بـ جد،
مش شنطتين أو طوبتين يمين
وزيهم شمال
والمسافة بينهم 4 ياردات
مش بس كان فيه مرمى
دا المرمى كان فيه شبكة منظرها يفرح
حاجة كدا مغرية
بس أنا ما عرفتش أسجل
ابتدائى، إعدادى، ثانوى
مفيش فايدة
لـ درجة إنى فكرت مرة
أحط جون فـ نفسى
كنا كسبانين 3/- وفاضل دقيقة مثلا
وعمالين ننقل الكورة
وأنا نفسى اتقطع فـ لابد ورا
قلت لو حد باصى لى دلوقتى
أغلط وأحطها فـ جوننا
هو أنا يعنى أقل من المشير حنفي؟
بس خفت الواد بشندى الحارس بتاعنا يصدها برضه
لـ حد ما جه اليوم الموعود
بـ نلعب ماتش نهائى
فى تالتة ثانوى
والماتش حاضره ناس من نادى بلدية أسيوط
ينقوا المواهب والشباب
نادى البلدية دا هو البوابة لـ لعب الكورة
أرقى حاجة فى أسيوط
حاجة كدا زى بلدية المحلة
بس عمره ما لعب الممتاز
هو بس بـ يورد لاعيبة لـ الأندية الكبيرة
وما تفهمش يا أخويا إيه اللى حصل
جات لى كورة فى نص الملعب
رحت مستقبلها على صدرى
وقبل ما تلمس الأرض
بـ وش رجلى، رحت فى التمانينات
تقولش زيكو ولا كاريكا
(كاريكا اللاعب البرازيلى مش الملحن البراجيلي)
حارس المرمى بتاعهم اداها كمان شكل حلو أوى
لـ إنه طار عليها ولا داساييف زمانه
بس هى راحت فى المقص الشمال
هـ تاكل من السوكة حتة
طبعا طبعا
فى نهاية الماتش
المسئول بتاع نادى البلدية
اختار اسمين تلاتة
وأنا منهم
الأستاذ عزت مدرس الألعاب بتاعنا
فكر يقول لـ المسئولين ع اللى فيها
لكنه أحرج
وبدأت مرحلة جديدة فى الملاعب
تابعونا