الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رئيسة حكومة بريطانيا تسمح للوزراء بالتحرش الجنسى

رئيسة حكومة بريطانيا تسمح للوزراء بالتحرش الجنسى
رئيسة حكومة بريطانيا تسمح للوزراء بالتحرش الجنسى


من أعجب ما يمكن أن تطالعك به صحف بريطانيا ما حدث الأسبوع الماضى: هل يمكن لإنسان أن يصدق أن الحكومة البريطانية التى ترأسها امرأة تسمح بوجود وزيرين فيها ممن يمارسون التحرش الجنسى أو من يوصفون بأنهم «وحوش جنسية»؟!
ليس هذا فقط، بل إنها تتكتم على أفعالهما وتحميهما وتحيط اسميهما بالسرية التامة.
هذا ما طالعتنا به وأطلعتنا عليه جريدة محترمة وعريقة هى «صنداى تايمز» تحت عنوان: «ماى» تسمح لـ«وحوش جنسية» بالبقاء ضمن حكومتها.

وجاء فى التحقيق أن هناك اثنين على الأقل من كبار أعضاء حكومة السيدة تيريزا ماى، ورد اسماهما ضمن قائمة - تضم عددا من أعضاء البرلمان أيضا - تقدمت النساء اللاتى تعرضن لتحرشاتهما بشكاوى ضدهما، وأن رئيسة الحكومة متورطة فى الأمر من حيث أنها تعلم بفضائح التحرش الجنسى فى الحكومة والبرلمان وتتغاضى عنها، مغمضة عينيها عما يجرى، ولم تتخذ أى قرار، بما يعنى أنها تسمح بأعمال التحرش الجنسى التى يمارسها هؤلاء الوزراء والنواب البرلمانيون!
وكشف موظفون رسميون فى مقر الحكومة «داوننج ستريت» أن رئيسة الوزراء تتلقى تقارير أسبوعية عن الجرائم الجنسية التى يرتكبها أعضاء حزب «المحافظين» الذى تتزعمه، لكنها سمحت للوزراء المتهمين بجرائم الاعتداء والتحرش الجنسى بالبقاء فى تشكيلة حكومتها.
ويواجه قادة الحزب اتهامات بأنهم أغمضوا عيونهم عن وزراء ونواب يوصفون بأنهم «وحوش جنسية» تمارس نشاطاتها الإجرامية بشكل متواصل، وأن هؤلاء القادة لم يبلغوا البوليس عن أى من هؤلاء الوحوش، لأن التحرش الجنسى أصبح يعامل تحت إدارة رئيسة الوزراء تيريزا ماى، كما لوكان نوعا من العلاقات الخاصة والسرية بين هؤلاء الوزراء والنواب وبين نساء بالغات راشدات.
• إدمان الجنس
وكشفت الصحيفة عن أن السيدة «ماى» تتلقى تقارير منتظمة من كبير مراقبى نشاطات أعضاء البرلمان «جيفين وليامسون» عن السلوكيات الخارجة للأعضاء، وتقول مصادر من داخل مقر رئاسة الحكومة إن هذه التقارير تشمل من يمارس منهم علاقات غير شرعية أو مغامرات نسائية أو من هم مصابون بإدمان الجنس، ومن ضبطوا مع عاهرات، ومن يتعاطون المخدرات.
لكن المصادر تدعى أن علاقات مرحة وبريئة مع زوجات الآخرين، تعامل كالسلوك الجنسى الذى يمارسه كبار الوزراء والنواب مع المستضعفات من الموظفات والمساعدات الشابات والشبان من العاملات والعاملين تحت إمرتهم فى البرلمان.
ووصف أحد المصادر من العاملين فى مكتب رئيسة الوزراء النظرة السائدة لهذه الأمور والجرائم بأنها تنطوى على الاستخفاف بالأمر واعتباره مادة للفكاهة والضحك!
وقال أحد مساعدى رئيسة الوزراء إن المسئول عن هذا التقرير «جيفين وليامسون» يأتى ويبلغ السيدة «ماى» بأن هذا النائب يقيم علاقة جنسية غير شرعية، أو أن نائبا آخر فعل كذا وكذا، فماذا تفعل رئيسة الوزراء زعيمة الحزب؟.. تجلس أمامه ولاتقول شيئا.
فقط تردد: لماذا لايقومون بأعمالهم؟
الكتاب الأسود
وترتب على إثارة فضيحة التحرش الجنسى فى البرلمان والحكومة أن طالب عدد من الأعضاء والعضوات بأن يكشف قادة الحزب عن «الكتاب الأسود» الذى يشمل الوقائع كلها التى ارتكبها الوزراء والنواب، وأن يبلغوا بها البوليس بدلا من استخدامها كسلاح للضغط على هؤلاء المتحرشين ليلتزموا بالخط الذى تقرره السيدة «ماى» والقيادات المعاونة لها.
وقالت «نادين دوريس» النائبة البرلمانية عن الحزب: يجب ألا يسمح لأى متحرش جنسى بأن يحظى بالحماية.. وقيادات الحزب يجب ألا تحميهم، فحتى يتسنى للنساء أن يحققن أعلى طاقاتهن، يجب أن تتخلص دوائر السلطة وصنع القرار من كل أشكال التحرش والانتهاكات بغض النظر عن أى حزب، وهذا لا ينطبق على البرلمان فقط، ولكن على كل مكان تعمل فيه النساء خاصة تلك التى تسيطر عليها غالبية ذكورية.
وطالبت وزيرة التعليم «جاستين جرينينج» كل من تتعرض لأذى أو تحرش جنسى بأن تبلغ البوليس فورا.
وتبين أن البوليس فى حى وستمنستر فى قلب لندن، حيث يقع مبنى البرلمان، حقق فعلا فى تسعة بلاغات تحرش جنسى ضد نواب برلمانيين هذا العام، ووسط مخاوف من أن تكون هذه البلاغات هى فقط ما يظهر على قمة الجبل، قرر رئيس البرلمان عقد اجتماع لبحث وضع مخططات لحماية كل العاملات والعاملين من أخطار تحرش النواب الجنسى بهم.
وكشفت الصحيفة سر إخفاء رئيسة الوزراء وقيادات حزب المحافظين لأسمى الوزيرين الكبيرين المتهمين بجرائم التحرش الجنسى، وقال محررها السياسى إن الحكومة تخشى من أنه لو تم إجبار الوزيرين أو أحدهما على الاستقالة، فإن ذلك سيعرض حكومة السيدة «تيريزا» الضعيفة للخطر.
• فضيحة فى بى بى سى
انتهى تحقيق «صنداى تايمز» بتصريح على لسان المتحدث باسم الحكومة قال فيه ما معناه إن تيريزا ماى وحكومتها لا تتهاون فى أمر التحرش الجنسى، وأنها تشجع الضحايا على إبلاغ الوقائع للبوليس.
لكن لو أعدت النظر إلى الصفحة الأولى من الجريدة ستجد أن «التحرش الجنسى» أصبح حديث الساعة، فهذه صورة كبيرة بالألوان تملأ صدر الصفحة على أربعة أعمدة لمذيعة أخبار تليفزيونية شهيرة وجميلة هى «ميشال حسين» تحت عنوان مثير: نساء بى بى سى يفضحن «الوحوش الجنسية» وتحت الصورة: مقدمة برنامج «توداى» - اليوم - ميشال  حسين ضمن مجموعة من المذيعات تشكلت لمناقشة حالات التحرش الجنسى فى بى بى سى وتشجع النساء على إبلاغ الإدارة بها.
وجاء فى الخبر أن مجموعة سرية من مذيعات بى بى سى البارزات قمن بفضح سلسلة من الحالات المشتبه فى أنها جرائم تحرش جنسى تمت داخل هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى وتعرضت لها مذيعات منهن مقدمة برامج رياضية بارزة.
والمجموعة التى تحتفظ بسرية أسماء بقية أعضائها من مقدمات البرامج ومذيعات الأخبار ورئيسات التحرير، شجعت وساندت زميلات فى إبلاغ الإدارة عن وقائع التحرش الجنسى التى تعرضن لها، وتشكلت المجموعة عقب الأزمة التى تكشفت عندما  أجبرت إدارة بى بى سى على إعلان قوائم بأسماء ومرتبات ومكافآت كبار نجومها فى الإذاعة والتليفزيون وهى أن هناك ظلما بالغا يقع على النساء العاملات فى هيئة الإذاعة البريطانية يتمثل فى هبوط ملحوظ فى مستوى أجورهن مقارنة بزملائهن من الرجال، وطالبت نجمات بى بى سى الإدارة بضرورة تحقيق المساواة فى الأجور على الفور.
وامتد اهتمام نساء بى بى سى إلى مسألة سوء المعاملة والتحرش الجنسى، وقالت مصادر مقربة من المجموعة إنه تم خلال الأسبوع السابق وقف مذيع رياضى كبير بعد أن تقدمت خمس نساء من العاملات معه بشكاوى تحرش جنسى ضده، وأن هناك رجلا آخر وجهت إليه التهمة ذاتها وأن هناك آخرين سيأتى ذكرهم على التوالى، وأكدت المصادر أن هذه المجموعة قررت ألا تسمح بتصرفات خادشة للحياء  ومستهينة بالنساء ومتحرشة بهن داخل أروقة بى بى سى.
وبلغ مجموع الشكاوى والبلاغات التى تقدمت بها نساء بى بى سى 37 شكوى وبلاغا رسمياا بالتحرش الجنسى، والتحقيقات مستمرة.