الخميس 8 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البركان

البركان
البركان


كلما نلتقى، كان يضحك قائلا: «إزيك يا ماتريكس»، مشيرا إلى اهتمامى بالسينما العالمية، وخاصة بعد عدة مقالات كتبتها عن ثلاثية أفلام «الماتريكس»، وكنت أجيبه ضاحكا «كويس يا عم مارتن»،
فى إشارة إلى الشبه الذى يجمعه بالممثل الأمريكى «ستيف مارتن»، خاصة شعره الأبيض الغزير الذى يتوج وجها صلب الملامح وجسدا ناحلا.. عرفت اسم محمد رفاعى وكتاباته قبل أن يجمع بيننا مكان عمل واحد. لا يبارح ذاكرتى مقال كتبه عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائى فى بداية التسعينيات سخر فيه بشدة من ناقد ممتاز بسبب استخدامه لبعض المصطلحات الصعبة مثل «الرعب الجرافيكي». ربما كان هذا المقال أحد أسباب حرصى على تبسيط وشرح المصطلحات الغامضة فى كتاباتي.. خوفا من التعرض لسخريته!
بعد سنوات، عندما اقتربت منه وجدت شخصا هادئا باسما قليل بل نادر الكلام معظم الوقت، وفوق ذلك متسامحا ومتقبلا للاختلاف، على عكس ما قد يبدو من مقالاته تماما.
وعندما بدأت فى التعرف على الجانب الأدبى من كتابته، وجدت كاتبا رقيقا يجيش بالعواطف والانفعالات والتعبيرات الفياضة.. وكنت أقول لنفسى وله أحيانا، سبحان الله.. ميبانش عليك أبدا هذه الرقة والرومانتيكية!
خلف هذه الملامح الصلبة والصموتة، كان محمد رفاعى يخفى بركانا من المشاعر لا يسمح له بالانفجار إلا على الورق!