الخميس 29 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مملكة بديعة

مملكة بديعة
مملكة بديعة


شوف، أغلبنا ما سمعش أى أغنية لـ بديعة مصابنى، بس اعتبرنا دلوقتى هـ نتكلم عن غنوة «الشارلستون»، عمومًا ممكن تدخل ع يوتيوب، وتعيش تنبسط مع أغانيها.
كمان مش عايز أحكى سيرة بديعة مصابنى، دى حكاية محتاجة كلام كتير، بس مبدئيًا كده، مصابنى ده مش اسمها، أهلها كانوا شغالين فى مصبنة بـ دمشق، فـ سموهم كده.
بديعة اشتغلت من وهى عندها سبع سنين، وتعرضت لـ «الاغتصاب» وهى بنت صغيرة، وعاشت حياة صعبة جدا، وبعدين جت مصر تشتغل هنا، وملت الدنيا بـ الطول والعرض، وعملت مدرسة مش ممكن تكون بـ تتكلم عن أى حد من الثلاثينيات لـ حد الخمسينات من غير ما تجيب سيرتها.
بعد الحرب العالمية التانية، الكازينو بتاعه جاب ضرفه، والضرايب حاصرتها، فـ ضحكت على ظابط هربها من مصر، وراحت عاشت وماتت فى لبنان (فـ النص اتجوزت نجيب الريحاني).
علشان تعرف مركز بديعة وقوتها فـ مصر، عايز أحكى لك الحكاية اللى جاية دى:
شتاء 1935
ملك دولة من دول شرق آسيا (يقال أفغانستان، أنا مش شاطر فـ المنطقة دي) كان مهياص حبتين، سمع إن مصر فيها كازينو، النسوان فيه بتطلع ع المسرح ملط.
جه مصر، وراح الكازينو اللى عليه العين، «كازينو بديعة».
وبديعة المذكورة هى الست بديعة مصابنى الأسطورة، والكازينو كان مكان الشيراتون، اللى فـ وش قسم الدقى، جنب الكوبرى الصغير اللى اسمه كوبرى الجلاء دلوقتى، واللى كان اسمه الرسمى «كوبرى بديعة»، ولـ حد دلوقتى فيه ناس مصرة تسميه باسمه الأصلى، منهم العبد لله.
المهم، جلالة الملك، راح من غير تشريفة ولا حراسة، خد معاه بس كبير الياوران بتاعه، ودخلوا الصالة.
طبعا العاملين بدأوا يشمشموا، سألوهم: إنتو منين؟
الملك قال لهم: إحنا من الحاشية الملكية لـ دولة كذا، ولو اتبسطنا، الملك بنفسه هـ ييجى يسهر هنا.
أوبا يا معلم، حاشية وملكية؟ يبقى الليلة قضيت يا اسطى، مفيش ثوانى، والبنات اللى بـ يفتحوا هلّوا (دول أكيد غير الفنانات، اللى بـ نعرفهم دلوقتى بـ اسم «ريكلام»)
جت أول واحدة.
اتفضلى يا مزة
المزة تنده المتر، يا متر، افتح واحدة شمبانيا.
شامبانيااااااا
مزة تانى.
المزة تنده المتر، يا متر، افتح واحدة شمبانيا
مزة تالت، مزة سادس
كل مزة تقعد، تطلب إزازة شامبانيا، والملك استكنيص ع الآخر.
خلصت الليلة، والملك قام مروح، طلعوا بالفاتورة: 35 جنيه غير اللى شربه هو والياوران
(ما تنسوش إننا فى سنة 35)
راح جلالة الملك طالع بـ السر: أنا جلالة الملك نفسه.
جابوا له الست بديعة ذات نفسها.
قالوا له: ملك ما ملكش، يا تدفع الحساب، يا تتضرب وتسيق الصالة.
بس أنا ما طلبتش حاجة، هم اللى كانوا بـ يطلبوا، أحاسب أنا على اللى طلبته بس.
إنت يا عم عبيط ولا شكلك كده؟ إنت أول مرة تروح صالات؟
آه، أول مرة
كلمة من هنا، كلمة من هنا
الكونستابل خد باله، راح مبلغ الحكيمدار، الحكيمدار جه: جرى إيه يا ست بديعة؟
الزبون مش عايز يدفع؟
يا ستى، ده جلالة الملك، وكده هـ تعملى أزمة دبلوماسية.
ملك ف دولته، والأزمة دى يعملها معاكم، إنما هو هنا زبون، وما دفعش.
طب سيبيه، وعدى بكرة ع المديرية خدى اللى إنتى عايزاه.
أطلقت الست بديعة سراح جلالة الملك.
وراحت تانى اليوم المديرية بالأزايز الفاضية.
ادوها تمنها.
بس هى ما رضيتش تمشى غير لما خدت البقشيش، حق العمال.
حقهم ولا مش حقهم؟
صدق القصة أو ما تصدقهاش، أنا قريتها فى عدد قديم من صباح الخير، تاريخه 1956، بس مين قال إن مراكز القوى ف مصر ظهرت مع الظباط الأحرار؟•