الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جربت تدوق الدندورمة؟

جربت تدوق الدندورمة؟
جربت تدوق الدندورمة؟


«الدندورمة».. تحتل المرتبة الأولى فى المثلجات بين الأطفال بالمناطق الشعبية والقرى والنجوع، التى تعد سوقًا رائجة لبيع تلك المنتجات اليدوية، خاصة فى موسم الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.. وكلمة «طو كديرمة» تركية وتعنى كل ما هو مثلج، كما أنها الاسم الذى يُطلق على البوظة فى تركيا، حيث اتخذت العديد من الأشكال والمكونات، بداية من البوظة إلى الآيس كريم.


• بائع الدندورمة
وبائع الدندورما مهنة تعود المصريون على وجودها فى الشوارع والأزقة والحارات، بعربته المميزة التى يجرها أمامه، فيركض الأطفال وراء عربته الخشبية المزركشة، التى يحرص على خروج منظرها بصورة تبهر الأطفال.
يذهب بنفسه للزبون، ما يجعل منافسته لأفخم وأضخم المحال مشتعلة على الرغم من عدم تكافئها، يصيح.. دندورماااااا، أو مستخدما زمارته أو كاسيت وسماعات للإعلان عن قدومه، والأطفال يهرولون وراءه ليشتروا الدندورمة الموجودة داخل قدرين، يأخذ حبة بسكوت ويملؤها بالدندورمة مقابل 100 و150 قرشا بعد زيادة الأسعار.
• سر المهنة
وقال سعيد عبدربه، بائع «دندورمة» بالشرقية 28 عاما: الذى أعرفه أن أصل كلمة «دندورمه» يرجع إلى كلمة تركية تطلق على «الآيس كريم» وتسمى «طو كدرمه»، وهى صناعة يدوية مائة فى المائة، ما عدا «البسكوت» الذى يتم وضعها فيه. وأضاف «عبدربه»: طريقة صنع الدندورمة سر المهنة، ولكنها تتكون من اللبن، والثلج، وبعض العصائر الطبيعية للفواكه، والكريمة، المضافة إليها نكهات متنوعة، والتى يتم مزج مكوناتها بطريقة يكون الثلج هو المهيمن عليها، ويتم تجهيزها ليلا، وبعد تجمد الخليط يتم الإبقاء عليه داخل حوافظ المثلجات، المحاطة بقطع الثلج من الخارج، ليكون جاهزا للبيع فى الأكواب أو البسكويت بحسب نوع الدندورمة.
 كانت النكهات القديمة لا تتعدى السحلب وماء الورد، لكن تطورت لتشمل الليمون والتوت والشمّام... إلخ.
• عربة الدندورمة
وعربة الدندورمة قديما كانت تدفع على عجلتين خشبيتين، يستقر فى وسطها وعاء معدنى كبير يقبع وسط وعاء أكبر منه، وبينهما ثلج مكسر لتبريد ما فى داخل الوعاء من سائل حلو المذاق ملون بلون يستقطب الأطفال.
تطور شكل العربة الدندورمة من حيث الشكل، كان يجرها حمار، ثم استبدل بنصف الدراجة الخلفى لدفع العربة، ثم بالموتوسيكل، ووصلت إلى شكل «البطة» التى يحبها الأطفال، ويلتفون حولها، وهى من الخشب، ومضاف إليها «عجل» و«كاسيت» و«سماعات» وإضاءة، يتم تشغيل عدد من الأغانى التى تجذب الأطفال حتى يتجمعوا حولها، بعد أن كانت الزمارة هى وسيلة الإعلان عن وصول بائع الدندورمة للحارة.
وأكد بائع «الدندورمة»، أنها مصدر رزقه الوحيد خصوصاً طوال فترة الصيف، الذى يخرج طلبًا له يوميًا، من التاسعة صباحًا وحتى الثامنة مساء، فى رحلة راجلة يتنقل فيها بين القرى، لافتًا إلى أن سلامة منتجاته وصحيتها تخضع لتصاريح مسئولى الصحة وشهاداتهم المعمول بها فى هذه الصناعة.
يقول عبد ربه: أسعد برؤية الأطفال حولى وتهافتهم للحصول على واحدة منها، لاسيما أن سعرها البسيط الذى لا يتجاوز 150 قرشًا، يجعلها أكثر طلبًا، مقارنة بباقى المثلجات باهظة الثمن.
وقال بائع آخر.. السيد محمود 24 عاما: بحثت عن عمل ولم أجد وأخيراً جاءتنى فكرة إنشاء مشروع صغير وهو تجهيز الدندورمة وبيعها، وكانت البداية بشراء ماكينة بها ثلاجة لعملها، وعربة صغيرة متجولة لكى أبدأ، وبدأت شراء بعض مكونات الآيس كريم، وأقوم بتوزيعه فى قريتى، وكذلك على البقالات والأطفال فى القرى المجاورة. وبدأت أتجول بعربتى وأحمل مزمارا حتى يجتمع الأطفال حولى وحتى الكبار يخرجون ليشتروا منى.
وأضاف محمود: صناعة الدندورمة تتطلب خبرة ومزاجاً عالياً، ومكوناتها لبن بودرة، سكر، كريمة ونكهات متعددة لفواكه طبيعية وشوكولاتة، وتكون مثلجة بأشكال جميلة، وأقوم بإحضار المواد الخام من محال بالزقازيق، حيث تتوافر جميع معدات ومكونات الدندورمة، وأسعارها مناسبة وفى متناول الجميع.
يتابع: الدخل جيد رغم ارتفاع أسعار المكونات، وأبدأ بالتوزيع من الحادية عشرة صباحاً حتى الثامنة مساء، إحنا ركّبنا فى العربية كاسيت وبنشغل قرآن وأغانى معينة، والموسم بتاعها فى الصيف، وبعد كدا بنقلّب رزقنا فى حتت تانية. وبامشى طول النهار بالعربية دى، وأعدى على أى تجمعات للأطفال والشباب لأنهم زباينى الأساسيين. •