الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لو بكرش!! يبقى متجوز

لو بكرش!!  يبقى متجوز
لو بكرش!! يبقى متجوز


ما إن يقرر الرجل الزواج، حتى تنهال عليه التبريكات والتهانى مصحوبة بالسخرية من الكرش الذى سيبدأ بالظهور قريبا.
يقيم له الأصدقاء حفلا لتوديع العزوبية والرشاقة واستقبال المنحنى الجديد لجسده، لتبدأ مرحلة جديدة من الكفاح ضد الكرش.

وبالبحث عن كلمة «كرش الرجل» على موقع البحث الشهير «جوجل» تظهر مئات الآلاف من النتائج التى تحمل عنوان «الكرش عند الرجال بعد الزواج»، لتكتشف أن هناك تصوراً سائداً لدى المجتمع أن الكرش لدى الرجل المصرى مرتبط بالزواج رغم أن هذا ليس رأى العلم.
تبدو مقاومة الرجال للكرش بعد الزواج أصعب كثيرا عنه قبل الزواج، هناك من يحاول الحفاظ على قوامه بدون كرش، إسلام محمود شاب ثلاثينى متزوج منذ ثلاث سنوات لديه طفلة، يقاوم إسلام الكرش بشكل مستمر، يحب الرياضة ويزور صالات الجيم بشكل منتظم كل أسبوع.
 يعترف إسلام أنه فى الشهر الثالث من زواجه بدأت أعراض السمنة والكرش، إلا أنه استطاع السيطرة عليه فى بدايته بالعودة لممارسة الرياضة بانتظام، يقول إسلام: «قبل الزواج كنت أمارس الرياضة مرتين أسبوعيا لمدة ساعتين.. بعد الزواج أصبحت مرة واحدة أسبوعيا لمدة ساعة».
العادات السيئة
ليس هناك سبب علمى واضح للربط بين ظاهرة كرش الرجل والزواج، ولكن هناك تحليلا بحسب الدكتور أشرف ناصف استشارى الباطنة والصحة العامة، أن العادات الغذائية للرجال تختلف بعد الزواج عن قبله، فالرجل الأعزب يقضى ساعات أقل فى المنزل عن المتزوج الذى يبدأ فور زواجه الانتظام فى ثلاث وجبات غذائية يوميا.
الرجل بعد الزواج تقل حركته أكثر، فأغلب الزيارات عائلية من منزل لآخر تقل السهرات والسفر لفترات طويلة، وهى عوامل مساعدة على ظهور الكرش للرجال المتزوجين.
كما أن المسح الصحى السكانى الصادر عن وزارة الصحة مطلع 2016 يقول إن نسب السمنة تزيد لدى الرجال والنساء بنسبة 45% بعد الزواج.
كريم سعيد مدير حسابات فى شركة استيراد هو شريك فيها، يقول «ليس لى مواعيد محددة فى العمل لأنى مدير نفسى، أذهب إلى النادى يوميا للجرى، لأنى «أكيل» ولا أستطيع مقاومة أى طعام، لكن الرياضة المنتظمة تجعلنى محافظا على لياقتى وأرتدى ما أشاء لأن بنيتى رياضية».
يواجه كريم حالة من القلق هذه الأيام مع اقتراب موعد الزفاف، يخشى كريم أن يفقد لياقته وبنيانه الرياضى الذى يعتبره جزءاً أصيلاً من شخصيته ووسامته، السبب الرئيسى للقلق لديه هو أصدقاؤه الذين سبقوه فى الزواج والكرش.
كيف تواجه الكرش؟!
يقول الدكتور ناصف إن هناك عوامل نفسية تساعد أى رجل على مواجهة الكرش، منها أن الرجل قبل الزواج يسعى دائما أن يكون وسيما، ورغبته فى الزواج والسعى للحصول على شريك للحياة، عوامل تساعد نفسيا على عدم ظهور الكرش، ولكن بعد الزواج غالبا ما يفقد الرجال الاهتمام بالتكوين الجسمانى والحفاظ على اللياقة وتكون أعباء الحياة الزوجية تشغل الحيز الأكبر من تفكيره.
والوقت عامل مهم أيضا فالرجل قبل الزواج يستطيع توفير وقت أطول لممارسة الرياضة حتى لو كانت رياضة بسيطة مثل المشى، ولكن بعد الزواج تقل هذه الفترات وفى بعض الحالات تكون منعدمة.
محمود عاصم دكتور صيدلى يتمتع بكرش منذ صغره لم يحاول ممارسة الرياضة إلا فى مرات قليلة، يفتخر محمود بـ«كرشه»، حاول مرات قليلة أن يفقد بعض الوزن كانت آخرها قبل زواجه الذى مر عليه 5 سنوات، ولكنها لم تكن محاولة للتخلص من الكرش بل فقد بعض السمنة بشكل عام للحصول على مظهر مناسب وبدلة مناسبة لحفل الزفاف.
الكرش يعنى سمنة
الكرش بالأساس هو أحد مظاهر السمنة بشكل عام على أى رجل، والسمنة لها ثلاثة أسباب علمية الأولى مرضية فبعض الأمراض يكون من أعراضها زيادة الوزن، أو الأدوية فهناك أدوية من أعراضها الجانبية السمنة، أو تسبب حالة تورم مؤقت للجسم ككل، والسبب الأخير هو العادات الغذائية السيئة وهو الأكثر انتشارا فى مصر، ومنها قلة الحركة وحب الأكل والطعام غير الصحى وتناول وجبات فى فترات متأخرة أو قبل النوم مباشرة، بحسب دكتور ناصف.
ويشرح الدكتور ناصف أن هناك بعض المهن التى تحتاج إلى حركة بشكل مستمر مثل عمال البناء وعمال المناجم، تفرض عليهم طبيعة عملهم أن يقوموا بحركة مستمرة ويكون بنيانهم الجسمانى قوياً لأن عملهم يعتمد على عضلات قوية وأيضا اللاعبون، لو فقدوا لياقتهم فقدوا فرصة عملهم معها.
ولكن أصحاب الأعمال المكتبية كثيرا ما يجدون حيلة نفسية للتغلب على الكرش، هكذا يرى أحمد منصور محام حر، أن كرشه أحد أسباب الأناقة فوجوده ضرورى لتجعل مقاس البدلة مضبوط، فالكرش فى حدود معينة يكون أحد أشكال الأناقة.
احتفاء الجلابية بالكرش
قليل من التأمل فى شكل وتصميم الجلباب البلدى يؤكد أنها صنعت خصيصا لتزهو وتحتفى بنتوء الكرش عند الرجال، فقديما كان الرجل دون كرش «مايسواش قرش» كما تقول الأمثال الشعبية، وكان الكرش هو أحد علامات الوجاهة والانتماء إلى الطبقات الراقية، التى تنعم بطيبات الطعام، أو أن هذا الرجل بالتعبير الشعبى من «بيت عز» وكلما علا واستدار الكرش كان سببا للفخر.
اختلف هذا المفهوم تماما بسبب انتشار نمط الزى الإفرنجى الجديد فى بدايات القرن التاسع عشر من بنطال وقميص أو بدلة تحتاج إلى جسد ممشوق ومشدود لتظهر أناقتها.
صحيح أن تصميم البدل فى البدء كان يراعى الرجال من أصحاب الكرش، وأغلبها كانت عبارة عن جاكيت واسع والبنطلون مرتفع بكسرات تساهم فى استيعاب الكرش وإخفائه، لكن مع الوقت بدأت مفاهيم الحداثة والدراسات العلمية التى تتحدث عن مخاطر السمنة وأضرارها، تلقى بظلالها على الموضة ليصبح التخلص من الكرش والنحافة ضرورة لتظهر جمال الملبس.
دراسة!
بحسب دراسة مسح الجوانب الصحية للمصريين التى أعلنتها وزارة الصحة خلال 2016 يعانى 61% من الرجال المصريين من زيادة الوزن أو السمنة فى الفئة العمرية ما بين 15 و 59 سنة.
وتحتل مصر رأس قائمة الشعوب العربية الأكثر سمنة، حيث هناك 18 مليون مصرى يعانون من السمنة ما يمثل نسبة 35.9% من السكان.
وتؤكد الدراسة المفهوم السائد لدى المجتمع المصرى بأن الزواج يسبب السمنة «الكرش» حيث رصدت الدراسة أن نسبة السمنة تزيد بعد الزواج بنسبة 45%.
السيدات والرجال فى ريف الوجه القبلى ومحافظات الحدود أقل عرضة للسمنة وزيادة الوزن بالمقارنة بالسيدات والرجال فى المناطق الأخرى.
حيث أشارت إلى أنّ زيادة الوزن أو السمنة تنتشر بين ثلث الرجال من الفئة العمرية 15 إلى 19 سنة، إلا أنها تزيد على النصف بين الفئة من 25 إلى 29 سنة، وتصل ذروتها بين الرجال ما بين 50 و 54 سنة، لتقترب النسبة فى تلك الفئة من 80%.
ويعانى أغلبية الرجال فى عمر 25 سنة أو أكبر من زيادة فى الوزن أو السمنة، وتصل هذه النسبة لأعلى حد عند 79% من الرجال فى العمر ما بين 50 و 54 سنة.
وترصد نفس الدراسة أن الشباب العاطل أكثر نحافة من الشباب العامل، وتفسر هذا اللغز بأن زيادة السمنة مرتبط طرديا بزيادة الثروة.•