أنا والريموت.. العشق الممنوع

محمد حمدي القوصي
هو وهى فى رمضان
من أيام آدم وحواء والخناقات بين الرجالة والستات عرض مستمر، لكن فى رمضان السنة دى خناقات هو وهى ليها طعم تانى، رافعين شعار« نتخانق حبة فتزيد المحبة»
بقى أنا يا حضرات متجوز ست ولا كل الستات، حاجة كده زى المخرجة المثيرة للجدل إيناس الدغيدى، بس أنا المدام مثيرة للأعصاب، الحمد لله بتعمل كل حاجة فى البيت بأقصى سرعة علشان تلحق تتفرج ع المسلسل من تتر البداية لتتر النهاية.
حرمنا المصون طبعًا بلا فخر بتنتظر رمضان ييجى بصابر الفرغ، قصدى بفارغ الصبر، علشان تتفرج على كل المسلسلات بإعاداتها وباباغنوجها، المائدة الرمضانية عندها مش الأكل والشرب، ابسيليوتلى، المائدة الرمضانية عندها مسلسلات وبرامج الطبخ وبرامج المقالب والذى منه.
بتعتبر التليفزيون بكهربته وبريموته منطقة محرمة وما ينفعش حد يقرب منها، ولا حتى وزارة الكهربا، يعنى لو النور قطع وهيه بتتفرج على مسلسل، مش عاوز أقولكم على كمية الدعا اللى بياخدوا وزير الكهربا، واللى مشغلهم وزير الكهربا، واللى قطعوا أم الكهربا، ولو لا قدر الله الريموت ضاع.. ياااالهوى، ولو بطاريات الريموت خلصت.. نهاااااار أسود!
أمال إيه يابنى، ماسكة الريموت أثناء الفرجة على المسلسل عندها أسلوب حياة، يعنى الأكل يشيط ع البوتاجاز ومحدش ياكل، ولا يفوتها مشهد من مسلسل بتحبه، ولما ييجى لها مزاج تطبخ بتدخل المطبخ فى الفواصل الإعلانية، لدرجة أنها لما فكرت مرة تسلق بيضة واحدة بس، رجعت بعد الفاصل لقت البيضة انفجرت وعملت بيبى فى قلب المطبخ.
الدراما اللى بجد تحب تشوف آخرتها كانت تالت يوم رمضان، حيث مباراة الأهلى ومصر المقاصة بالتزامن مع مسلسل «الحصان الأسود» لأحمد السقا، وهنا تبدأ أحداث الوصف التفصيلى للخناقة إياها.
- هو يقول بابتسامة مصحوبة بحذر: إيه رأيك لو نغير المود بتاع مسلسلات رمضان ونتفرج على مباراة كرة قدم، ونشجع بقى، ده إحنا بقالنا فترة مش بنشجع ولا بنهتف ولا بنقول هيييييييه من كتر القعدة قدام المسلسلات.
- فترد هى بحزم: بس أنا عاوزة اتفرج على السقا.
هو: أنا بصراحة مندهش، ومستغرب، ومستعجب، إزاى واحدة بثقافتك تفضّل المسلسلات على حساب المباريات؟!، فين أيام ستات زمان اللى كانت تقعد قدام المباراة وما تقمش غير لما الحكم يصفّر وكابتن مدحت شلبى يخلّص الاستديو التحليلى بتاع المباراة الساعة 2 الصبح.
- هى: لو أنت مُصرّ تفرجنى على المباراة غصب عنى، أعرف إن دى عنصرية ذكورية متجزرة فى دواخلك، والحمد الله اكتشفتها دلوقتى قبل تتر المسلسل ما يبدأ.
- وبصوت يوسف وهبى يرد هو: أعتقد أن حرب نطاق الصلاحيات بينا مضيعة للوقت.. أليس كذلك؟
- هى: إنت بتقول إيه؟.. أنا عارفاك لما تبقى مش عارف ترد، بتبعبع باللغة العربية.
- هو: إذن هى الحرب أو الفرار يا فرجينيا.. أنتى تعلمين أن الشقة من حق الزوجة والمقهى من حق الزوج، وعليّ أن ألحق بالأهلاوية رفاق الدرب لعلى أجد ضالتى.
ودى كانت الطريقة المفضلة لى للهروب إلى الملاذ الآمن للرجال والمحمية الطبيعية بتاعة الرجالة، إنها القهوة، المكان اللى ممكن تلعب فيه ألعاب بدائية جدًا معتمدة على الحظ تماما وتفتكر إنها حرفنة.
وطبعًا مع زيادة البطالة وقعدة خريجين الجامعات ع القهاوى من غير لا شغلة ولا مشغلة، اخترعوا لنا جهاز معقد جدا بيعتمد على عدة نظريات عملية للتدخين، إنها الشيشة، بمعسلاتها ولياتها.
والحمد الله بقينا أهم بلد بتصنع الشيشة، كل المصريين التفوا حولين المشروع العظيم ده، مصانع الفويل قامت على رجليها، والاقتصاد نوّر وزهزه كده.
معلهش الكلام خدنا، الواحد بقى يقعد ع القهوة دلوقتى ويستمتع بالمباراة، ويمارس أنشطته الذكورية بكل تركيز بقى.
- هو بحماس: هات لى يا ابنى شيشة بجوز الهند، ومعاها سحلب بس من غير جوز الهند عشان هند بتزعل، آآآه وهات لنا كمان مباراة الأهلى والمقاااااااا .....!
- صبى القهوة: المعلم منبه عليا ما اشغلش أى مباراة للأهلى ع القهوة، أصله زملكاوى متعصب!
- هو بعصبية: يعنى إيه الكلام ده؟
- صبى القهوة: يعنى تروح تشوف المباراة فى بيتك بس فى الإعادة إن شاء الله بعد مسلسل «الحصان الأسد» ما يخلص، أظن الكلام مفهوم، ولا دى محتاجة شرح كمان.
- يرد هو بحسرة تغلفها قلة الحيلة: مفهوم يااااامان!•