خطوة لمستقبل أفضل.. تسوية مديونية «روزاليوسف» مع بنك مصر
محمد عبد العاطي
اتفاق تاريخى عقدته روزاليوسف مع بنك مصر، يقضى بسداد مديونية قرض قديم حصلت عليه المؤسسة، لتسقط بذلك مديونية ضخمة عن كاهل ميزانيتها، وذلك انطلاقا من الدور الوطنى الذى يؤديه كل منهما للدفاع عن مصر، كل فى مجاله.
ترجع جذور الاتفاق إلى حصول مؤسسة روزاليوسف على قرض يبلغ نحو 31 مليون جنيه منذ سنوات، ثم تراكمت المديونية والفوائد لتصل إلى 240 مليون جنيه كانت تمثل نصف خسائر المؤسسة تقريبا.. ويقضى الاتفاق بسداد 14 مليون جنيه نقدا فى حين سيجرى تقسيط 6 ملايين جنيه على شهرين بدون فوائد، وهو ما يؤكد تفهم بنك مصر ورئيسه محمد الأتربى للدور الوطنى الذى تقدمه مؤسسة روزاليوسف.
وأقامت روزاليوسف احتفالا بحضور محمد الأتربى رئيس بنك مصر لإعلان تفاصيل الاتفاق، حيث أكد المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس الإدارة خلال الحفل، على أن سداد المديونية استغرق عقد جلستين فقط بعدها لمس تفهما من مجلس إدارة بنك مصر برئاسة محمد الأتربى لينتهى كل شيء وتسقط تلك المديونية التاريخية عن المؤسسة لتبدأ فى السير فى المسار الصحيح.. ووصف الشوربجى الاتفاق بأنه هو هدية للأجيال القادمة لمؤسسة روز ليوسف من أجل وضع حد للخسائر والتحول إلى تحقيق الأرباح فى المستقبل.
وتقدم الشوربجى بالشكر لرئيس بنك مصر لأنه لمس فيه دوره كرجل دولة لا يدخر جهدا من أجل دعم المؤسسات الوطنية والوقوف إلى جوارها وقدم له درع المؤسسة، إضافة إلى عدد تاريخى يحتوى على مقال للكاتب الكبير عباس محمود العقاد عام 1935 جرى نشره فى جريدة «روزاليوسف» التى كانت تصدر فى الثلاثينيات.
ومن جهته، أكد محمد الأتربى رئيس بنك مصر أن الجدية فى سداد المديونية على مؤسسة روزاليوسف كانت العامل الرئيسى فى التوصل إلى الاتفاق بإسقاط الفوائد وإزالة الديون.. وتحدث الأتربى على الدور الوطنى الذى تقدمه مؤسسة روزاليوسف والتى ساهمت فى إثراء الصحافة المصرية منذ عشرات السنين وكانت داعمة لأفكار طلعت باشا حرب مؤسس بنك مصر من أجل مساندة الاقتصاد المصرى.
وأبدى الكاتب الكبير مفيد فوزى إعجابه بشخصية «محمد الأتربي» والذى اعتبره رجل أرقام، ويملك شخصية قادته إلى تحقيق النجاحات داخل بنك مصر وإجادته لآليات العمل المصرفى والتى ساعدته فى القفزة الكبيرة التى شهدتها الأرباح.
وتحدث الشاعر الكبير جمال بخيت رئيس تحرير مجلة صباح الخير قائلا إن رئيس بنك مصر ورئيس مجلس إدارة روزاليوسف قدما نموذجا لما يجب أن يكون عليه المسئول فى هذه المرحلة الدقيقة التى تعيشها البلاد.
ووصف بخيت الأيدى المرتعشة التى تخشى إبرام أى اتفاق حتى ولو كان فى مصلحة الوطن بأن لها ظلالا سلبية على المجتمع، بينما يمثل الاتفاق بين بنك مصر وروزاليوسف لإسقاط المديونيات وسداد المستحق بمثابة نبراس يجب أن يقتدى به كل مسئول يخشى من توقيع اتفاق يحرك المياه الراكدة .. فالأيدى المرتعشة تمثل أزمة كبيرة لاسيما أن مصر تواجه الكثير من التحديات مثل الإرهاب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تعيشها.
وكشف الكاتب عصام عبدالجواد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، عن الدقة الكبيرة التى يتميز بها مسئولو بنك مصر وامتلاكهم لجميع الوثائق القديمة لأصول المديونية، وهو ما ساهم فى سهولة التوصل لاتفاق.•