الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خنزرة خِراف العيد .. لحوم الأضاحى بها سم قاتل!!

خنزرة خِراف العيد .. لحوم  الأضاحى  بها سم قاتل!!
خنزرة خِراف العيد .. لحوم الأضاحى بها سم قاتل!!


خِراف وماعز وسط أكوام القمامة، ينشرها رُعاتها لتلتهم كل ما يقابلها من مخلفات عضوية وغير عضوية، وأطعمة منتهية الصلاحية، ومواد كيماوية، ونفايات طبية، وأصباغ، وبقايا أوراق مشبعة بأحبار الطباعة السامة والرَصاص وغيرها من المواد التى تمتصها الأغنام فى لحومها، ما يعكس غياب الرقابة الصحية وغياب الضمير لدى رعاة هذه الأغنام «المخنزرة» التى تصيب من يتناول لحومها بالأمراض، وقد ينتهى الأمر بالوفاة.
«صباح الخير» رصدت هذه الظاهرة الخطيرة فى شوارع الجيزة فى موسم عيد الأضحى، والتقت بأطرافها من خلال هذا التحقيق.
• جشع تجار الأغنام
فى البداية، قال أحد تجار الأغنام بالجيزة ويدعى «متولى العوني»، للتعرف على الأسباب التى تدفع رعاة الأغنام لرعى أغنامهم من الخراف والماعز وسط أكوام القمامة، فقال: «أغلب تجار الأغنام لا يستطيعون تربية أغنامهم طوال العام على الأعلاف التى تزيد أسعارها عاما بعد الآخر، لأنه يفاجأ بأن سعر تكلفة تربيتها يزيد على سعر بيعها، لذلك يقوم أصحابها برعيها فى مقالب القمامة المنتشرة فى الشوارع خاصة فى المناطق الشعبية، بدون أدنى اهتمام بالأمراض التى قد تصيب الأغنام جراء ذلك وتصيب المستهلكين الذين يتناولون لحومها».
وأضاف: أن هناك بعض تجار الأغنام الجشعين والطماعين الذين يلجئون إلى رعى أغنامهم فى مقالب القمامة عمدًا، لتوفير ثمن الأعلاف وكسب مزيد من المال بدون أى إنفاق أو أعباء بشأن تغذية الأغنام، لافتًا الانتباه إلى أن انتشار هذه الظاهرة السيئة يدفع الكثير من المواطنين إلى شراء الأضاحى  التى تتغذى على العلف والخضرة من الأرياف لضمان خلوها من الأمراض والأوبئة.
وأوضح العونى، أن الأغنام التى تتغذى على الزبالة والقاذورات بدلاً من الأعلاف تكون رائحتها كريهة ولحمها غير صحى، وعندما يتم تسويتها على النار تكون رائحة الماء المغلى سيئة للغاية، ناهيك عن زفارة لحمها وطعمها، مطالبًا الحكومة والبرلمان بسن تشريع أو قانون لمحاسبة ومعاقبة من يرعون أغنامهم فى مقالب الزبالة بالسجن أو فرض غرامات مالية كبيرة عليهم تجبرهم على عدم القيام بذلك مرة أخرى.
  فيما قالت «سميرة. ف» - إحدى ربات البيوت: «اشتريت لحمة ضانى من الجزار، وبعد طبخها فوجئت برائحتها الكريهة فألقيت بها فى الزبالة ولم أتناولها خشية أن تصيبنى وأسرتى بمكروه، لكننى سألت بعدها عن مصدر اللحمة التى اشتريتها من الجزار، فاكتشفت أنه يشترى الخراف التى يبيع لحومها من أحد رعاة الأغنام الذين يتعمدون تغذيتها على الزبالة».
أمراض خطيرة
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى عبدالعزيز - أستاذ الأدوية وعميد كلية الطب البيطرى السابق بجامعة كفر الشيخ، أن التغذية ونوع الغذاء يؤثر بالطبع على جودة اللحوم والألبان، والقمامة غير مغذية للأغنام لاحتوائها على خليط من المواد الخطرة المسببة للأمراض، وبالتالى نواتج النمو تكون غير مثالية وأقل فى الكفاءة أى لا يتم إنتاج أغنام بمواصفات صحية جيدة، أو مواصفات لحم جيد.
وأشار إلى أنه من الممكن انتقال كثير من الأمراض الفيروسية والوبائية للأغنام والماشية بسبب تغذيتها على القمامة، ثم انتقال هذه الأمراض إلى الإنسان أثناء التعامل معها أو عند تناول لحومها قبل طهيها.
وأوضح عبدالعزيز أن أخطر هذه الأمراض هو الدرن الرئوى أو السُل الرئوى القاتل الذى يصيب رئتى الأبقار والجاموس، ويمكن انتقال سموم هذا الميكروب إلى المواطنين الذين يتناولونها فيصابون بالسل والوفاة مباشرة، منوهًا أن الأبقار والجاموس المصابة بهذا الميكروب الخطير لابد من تطهيرها وإعدامها فورًا.
وأضاف: «هناك فيروس وبائى خطير يسمي» «حمى الوداع المتصدع» يصيب الأغنام بارتفاع شديد فى درجة الحرارة ثم الوفاة، ويمكن انتقاله أيضًا إلى الإنسان مما يهدد حياته ويعرضها للخطر والوفاة مباشرة، مثلما حدث من قبل فى محافظة الشرقية».
وتابع قائلاً: «هناك ميكروب يسمى «النغف» وهو ديدان تصيب جلود الأبقار والجاموس، مما يؤدى إلى تآكله ويؤثر بالسلب على مستوى النمو، وبالتالى قلة وزن الحيوان من ناحية، وعدم جودة الجلود المستخرجة منه بما لا يجعلها صالحة للتصدير من ناحية أخري».
كما أن هناك بكتيريا تسمى «البروسيلا» أو «حمى مالطة» أو الحمى المتموجة التى تصيب الأبقار والجاموس أيضًا، وتنتقل للإنسان عند التعامل معها أو شرب ألبانها أو تناول لحومها بدون طهيها، فتصيب الخصيتين لدى الإنسان، ومن ثم العقم.
• تحذير
وحذر عميد كلية الطب البيطرى السابق بجامعة كفر الشيخ، من ذبح الأغنام التى تغذت على القمامة لأنه لا يحوز ذبحها إلا بعد مرور أكثر من أسبوع على تغذيتها على الأعلاف، باعتبار أن هذه الفترة كافية وبمثابة دورة غذائية كاملة يتخلص فيها جسم الحيوان من آثار القمامة التى امتصها لحمه.
وقدّم عبدالعزيز، مجموعة من التوصيات المهمة للمستهلكين، منها: «شراء اللحوم من منافذ وزارة الزراعة أو من المزارع المعنية بتربية الأغنام أو الجزار الذى يثق فيه، وعدم تناول اللحوم نيئة، فلابد من طهيها فى درجة الغليان لأن هذه الدرجة العالية تقضى على جميع الميكروبات المُمرِضة أو الفيروسات المسببة للأمراض».
وكذلك ضرورة تسوية اللحوم عن طريق الغلى التام، والابتعاد عن مسألة الشوى أو الأكل «نص سوي».
كما يجب على ربات البيوت الحذر تمامًا عند تقطيع اللحوم الحية بارتداء قفاز فى يديها، تحسبًا لانتقال أى عدوى لها أو إصابتها بأى من الأمراض المعدية.
وطالب عبدالعزيز رعاة الأغنام والماشية بتحصين قطعان أغنامهم وماشيتهم من الأوبئة والأمراض المُعدية بشكل دورى من خلال التطعيمات المتوافرة لدى مديريات الطب البيطرى المنتشرة فى جميع المحافظات، فإذا ثبت وجود أمراض وبائية بها يتم عزلها وعلاجها إذا كانت قابلة للعلاج أو التخلص الصحى منها.
ودعا عميد كلية الطب البيطرى السابق بجامعة كفر الشيخ، وسائل الإعلام المختلفة إلى ضرورة توعية مُرَبِى الأغنام والماشية بمخاطر رعى الأغنام فى القمامة، وتأثير ذلك على الصحة العامة للمواطنين الذين يتناولون لحومها أو ألبانها، وأهمية تغذيتها على الأعلاف لإنتاج خراف وماعز وأبقار وجاموس بمواصفات صحية جيدة.•