الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

القارئ الشيخ محمد رفعت.. الزاهد ذو الصوت الملائكى

القارئ الشيخ محمد رفعت.. الزاهد ذو الصوت الملائكى
القارئ الشيخ محمد رفعت.. الزاهد ذو الصوت الملائكى


ما إن تسمع صوته الملائكى الفريد الذى يمس القلب والوجدان، حتى تتذكر شهر رمضان، ولو لم تكن فى هذا الشهر الفضيل، لدرجة أنهم كانوا يسمونه بـ «المعجزة»، و«قيثارة السماء»، فيما قال الموسيقار محمد عبدالوهاب: «إن صوته ملائكى يأتى من السماء».. إنه الشيخ محمد رفعت.. القارئ الأول للمشاهدين والمستمعين على مائدة شهر رمضان قبل أذان المغرب.
ولد فى حى المغربلين بالقاهرة فى التاسع من مايو عام 1882، وفقد بصره فى سن الثانية من عمره، وحفظ القرآن فى سن الخامسة، حيث التحق بكتاب مسجد فاضل باشا فى درب الجماميز بالسيدة زينب، ودرس علمى القراءات والتفسير ثم المقامات الموسيقية على أيدى شيوخ عصره.
توفى والده محمود رفعت الذى كان يعمل مأمورًا بقسم شرطة الخليفة، وهو فى التاسعة من عمره، فوجد الطفل اليتيم نفسه مسئولا عن أسرته وأصبح عائلها الوحيد، فلجأ إلى القرآن يعتصم به ولا يرتزق منه.
فتولى القراءة فى سن الخامسة عشرة بمسجد فاضل باشا بحى السيدة زينب عام 1918، وبلغ شهرة واسعة ونال محبة الناس، فكان أول صوت ينطلق بتلاوة مباركة من سورة الفتح فى افتتاح بث الإذاعة المصرية عام 1934.
ولما طلبت منه الإذاعة البريطانية «بى بى سى» تسجيل القرآن، استفتى الإمام المراغى فأجاز له، وسجل الشيخ محمد رفعت سورة مريم.
وأصيب الشيخ محمد رفعت عام 1943 بمرض سرطان الحنجرة، وتوقف عن القراءة، ورغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، إلا أنه اعتذر عن عدم قبول أى مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامى، وكانت كلمته الشهيرة «إن قارئ القرآن لا يهان».
واستمرت معاناته مع المرض اللعين إلى أن اجتباه الله إلى جواره فى نفس يوم مولده - التاسع من مايو عام 1950- بعد 68 عامًا، ليظل «رحمه الله» رغم الزمن واختلاف الناس والذائقة وتقنيات التسجيل والإذاعة، رئيسا أبديا لدولة التلاوة القرآنية العطرة. •