فكرة للنقاش.. نفق بدلا من الجسر بين مصر والسعودية

هيام هداية
ناقش النادى السياسى للحزب العربى الديمقراطى الناصرى فى ندوته الأسبوعية المشروع المقدم للرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء نفق جرانيتى يربط بين مصر والسعودية أسفل قاع خليج العقبة - على غرار نفق المانش الذى يربط بين فرنسا وبريطانيا أسفل بحر المانش - الذى سيكون أكثر أمنًا وأقل تكلفة من الجسر الذى يواجه تهديدات أمنية إسرائيلية لا يواجهها النفق الذى أُعدت تصميماته بحيث لا يتأثر بأى هجوم بالصواريخ النووية.
كان على رأس الندوة الخبير الجيولوجى الكبير فريد الجبالى رئيس تحرير مجلة التنمية والتعمير، كما أدارها خالد الكيلانى رئيس النادى السياسى.. فى البداية أكد المهندس الجيولوجى فريد الجبالى، منسق مشروع نفق العروبة العربى، أن مشروع النفق الرابط بين مصر والسعودية من خلال جزيرتى تيران وصنافير له أهمية اقتصادية عالية من حيث اختصار المسافة بين شرم الشيخ والسعودية، وهو أفضل من مشروع الجسر.
- وقاطعه أحد الحضور حول مدى أهمية هذا النفق دون غيره ؟ فقال الجبالى: إن من أهم مميزات هذا النفق، المقدر طوله 15 كيلومترا، تتمثل فى نقل البضائع والركاب وزيادة الدخل السياحى لمصر، كما يساعد فى نقل البترول من المنبع بالخليج العربى إلى البحر المتوسط. وهو مشروع واعد لطريق برى آمن ورخيص وسوف يربط بين قارتى آسيا وأفريقيا عن طريق شرم الشيخ بمصر ورأس الشيخ حميد بالسعودية. ويبدأ النفق من نبق فى مصر إلى الشيخ حميد بالسعودية، مرورا بجزيرة تيران، ويمر تحت قاع خليج العقبة بعمق 50 م بالقرب من مضيق تيران، وسوف يتم عمل قطار كهربائى ذهابًا وإيابًا مجهز بكل الإمكانيات لنقل الركاب والسيارات والبضائع، كما سيكون هناك أنبوب لنقل النفط من المنابع على الخليج العربى إلى ميناء شرق بورسعيد على البحر المتوسط
- وهنا تساءل البعض حول تخوفهم من إفساد هذا النفق للشعاب المرجانية وتدميرها مما يعد كارثة بيئية؟
لكن أكد الجبالى أن عملية الحفر ستتم فى صخور رسوبية تحت سطح البحر (50 م) داخل هذه الطبقات الرسوبية التى يصل عمقها من 2- 3 كم وتزيد أحيانا إلى 7 كم تحت سطح البحر . كما سيتم استخدام آلات حفر الأنفاق الخاصة التى يعد كل منها آلة يتم مدها بالطاقة والمياه وتعمل 24 ساعة يوميا ويصل وزنها إلى 110 كم وطولها 20 م وتنتج 36 ألف طن من الصخور من ناتج الحفر يوميا ولها غلاف مضاد للماء حولها وتستخدم البلاط الأسمنتى والمجهز خارج النفق لتبطين النفق وخاماته والمكونة أساسا من الجرانيت المجروش الذى يستخدم فى تبطين المفاعلات النووية.
- واستكملت الحلقة النقاشية حول إمكانية تحقيق هذا المشروع فى القريب العاجل؟ فقال الجبالى: نحن طرحنا الموضوع من حوالى سنة ولم يتم الرد علينا، لكن حينما أثير موضوع جسر الملك سلمان، نجدد طرح المشروع مرة أخرى وعلى الرأى العام والعالم حتى يعرف الفرق بين النفق والجسر، خاصة ونحن لدينا الكوادر البشرية المؤهلة للقيام بمثل هذة المشاريع.
• قرار سيادى
وأضاف: من أجل تحقيق هذا المشروع لابد من قرار سيادى يرجح أيهما أفضل لمصلحة البلد، وقد تقدمت بالفعل للأمير فيصل بالسعودية وقبل الموضوع، والجو العام فى مصر مؤهل الآن لطرح المشروع للجهات المعنية مرة أخرى وهم أصحاب القرار فى اختيار الأنسب. أما عن زمن الإنجاز فسوف يستغرق عامًا فقط، حيث سيتم تشغيل 3 آلات حفر فى نفس الوقت لإنهاء الـ 3 أنابيب (ذهابًا وإيابًا والخدمات).
- وبسؤاله عن تكلفة المشروع وعوائده الاقتصادية؟ أجاب الجبالى بأن تكلفة عملية الحفر ستقترب من 3 مليارات دولار للثلاثة أنفاق، وتكلفة تجهيزات السكك الحديدية ومشتملاتها والمحطات الخاصة بالبضائع والركاب بالمعدات والقطار والأرصفة 9 مليارات دولار، أما عن العوائد فرسوم المرور للشاحنات والسيارات والأفراد ورسوم نقل البترول الخام والغاز المسال والذى سيصل إلى ميناء بورسعيد الجديدة والذى يقترب من 10 مليارات دولار فتكون المحصلة النهائية 15 مليار دولار تقريبا أى ثلاثة أضعاف عوائد قناة السويس السنوية.•