الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى ربع السلحدار.. الصنعة تسيد صاحبها

فى ربع السلحدار..  الصنعة تسيد صاحبها
فى ربع السلحدار.. الصنعة تسيد صاحبها


«تفرق إيه باريس عن قلعة الكبش ولا الدرب الأحمر.. دى حتى الباطنية أجدع منها » دى الجملة اللى فضلت أقولها لنفسى وأنا بستحضر روح عالم التنمية البشرية العظيم د. إبراهيم الفقى كنوع من أنواع رفع المعنويات، ودا بعد رفض رئيس التحرير اقتراحا تقدمت به أنا وزميلتى ياسمين خلف عشان نسافر خارج القاهرة ونعمل بعض التحقيقات الصحفية المختلفة عما تتناوله كل الوسائل الإعلامية ودوشت دماغ الناس به ليل نهار، لكن جاء رد رئيس التحرير صادما للغاية حيث قال «تسافروا إيه ؟!! انتو كمان عاوزين تتفسحوا!! طيب مافيش سفر وانزلوا اعملوا تحقيقات فى القلعة وبولاق والظاهر وعدوا على السيدة بالمرة وعندكم الجمالية والفجالة والعتبة وسوق السلاح... يعنى حتسفروا برضه بس جوه القاهرة فى الأماكن  المنسية فى توهة السياسيين  وصفوة المثقفين وخطط المسئولين .. وأنا عارف إن متعتكم الحقيقية هى فى الحصول على اللقطة المميزة والحدوتة الإنسانية، وفى الحالة دى تبقى قلعة الكبش أجدع من باريس».

صنعــة فى الإيد.. تغنى عن مدها

رَبْع السلحدار هو منطقة وكالات أثرية قديمة فى خان الخليلى، ومع مرور الزمن أصبحت هذه الوكالات ورشا تضم أهم الحرف اليدوية، مثل المشغولات الفضية والأوانى و«الأباليك» النحاسية والحقائب المصنوعة من الجلد الطبيعى، ومنتجات خان الخليلى التى تجذب السائحين من كل الجنسيات، لأنها تعبر عن الهوية المصرية. وخلال رحلتنا لربع السلحدار تعرفت على عدد من (الحرفيين) المهرة وكانت لى معهم هذه اللقاءات..


تصميم الحقائب الجلدية هو عشقى

كى تصل الى ربع السلحدار عليك ان تسأل أحد بائعى البازارات فى خان الخليلى حيث يقع الربع فى ممر ضيق، وعندما تصل إليه ستجد أمامك سلما فى نهايته مبنى الربع الاثرى بوكالاته التى تحولت الى  ورش لصانعى المشغولات الفضية والنحاسية وغيرها من المشغولات، أثناء صعودى سلم الربع وجدت شابا فى مقتبل العمر يقف داخل محل ملىء بالحقائب المصنوعة من الجلد الطبيعى، لكنها فى الحقيقة كانت مختلفة عن أشكال الحقائب التقليدية فاقتربت منه ودار بيننا حديث، وقال لى: اسمى علاء محمد من محافظة أسيوط، و أنا اعشق صناعة الحقائب من الجلد الطبيعى لأنها فن لا حدود له، أحيانا أفكر فى تصميم غير تقليدى و لا متوقع وأفاجأ بعد تنفيذه أنه أكثر من رائع ومميز، وعن أنواع الجلود التى يستخدمها يقول: كل الأنواع و أغلاها على الإطلاق هو جلد التمساح، لكننى أحرص دائماً على التنوع فى خامات الحقيبة كى أرضى كل الأذواق والمستويات وأحياناً أنفذ تصاميم يطلبها الزبائن وأستفيد من ذلك كثيراً لانه يطلعنى دوماً على الموضة وعلى ذوق الجمهور، والخامات التى استخدمها مع الجلد هى القماش والإتامين السيناوى  والحليات النحاسية الأصلية، وعن حركة البيع يقول: زبائنى هم من الشباب بمختلف أعمارهم والثقة بيننا كبيرة جدا لأننى أحرص على تقديم منتج ذى جودة وشكل أنيق لذلك حركة البيع مستمرة والحمد لله. •

 الطربوش بـ 5 جنيه


من أهم منتجات خان الخليلى هى  التى تحمل نكهة التاريخ  وحتى إن أصبح شراؤها من باب المرح كالطربوش المصرى الشهير بلونه الاحمر الوقور وملمس القطيفة الناعم، مصطفى الشحات بائع الطرابيش يقول: أنا أمتلك ورشة لصناعة الطرابيش وفيها مكابس زى اللى كان بيتعمل بها الطرابيش زمان، والفرق الوحيد هو اختلاف الخامات فالآن أصبح الطربوش أقل فى جودة خاماته (عشان نعرف نبيعه بالرخيص) يعنى مثلاً أسعار الطرابيش تختلف حسب المقاس وتبدأ من 5 جنيهات حتى 20 جنيها لأكبر مقاس، وعادة الناس بتشترى الطرابيش عشان تتصور بها فى الحفلات.•

 أنا زبونى صاحب مزاج عالي

بعد أن أنهى دراسته بكلية الحقوق.. ترك كل شىء وعاد لعملة الذى يحبه.. مصطفى نقاش معادن، ورثها عن والده، حيث يروى قائلا: أحب كثيرا العمل الحر وخصوصا العمل اليدوى.. فالنقش على النحاس ليس مهنة سهلة ولكنها ممتعة.. فقد علمتنى الصبر والدقة والتركيز.. فالزبون الذى يفهم ويحب هذا الشغل، يعتبر صاحب مزاج عالى ويقدر المشغولات اليدوية.. فالكثير من الناس لم تفهم قيمة هذه الأعمال، بل وتراها موضة قديمة!!.. لكنها فى الحقيقة قيمة جدا، لان معدن النحاس نفسه معدن قيم كما يمكن أن أطلى القطعة المشغولة بالذهب والبلاتين على حسب طلب الزبون، ومن أكتر المشاكل التى تواجهنا فى السوق هى غلو الخامات، لانها مستوردة وخصوصا بعد ارتفاع الدولار.•