الجمعة 5 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى حضرة فنان تشكيلى بدرجة شاعر متميز.. بهاء الدين محمد: رسالتى فى الحياة إسعاد العشاق والمحبين

فى حضرة فنان تشكيلى بدرجة شاعر متميز.. بهاء الدين محمد: رسالتى فى الحياة إسعاد العشاق والمحبين
فى حضرة فنان تشكيلى بدرجة شاعر متميز.. بهاء الدين محمد: رسالتى فى الحياة إسعاد العشاق والمحبين


قدّم العديد من الأغانى التى صنعت نجوميته وصنعت معها نجومية العديد من المطربين والمطربات، واللافت للنظر أن تلك الأغانى ظلت لفترة ليست بالقصيرة تتصدر الألبومات، وبورصات سوق الكاسيت، ومواقع الأغانى الإلكترونية، ولا تزال أغانيه حاضرة بقوة حتى الآن.. ظهرت موهبته فى الكتابة منذ نعومة أظافره، ودرس بكلية الفنون الجميلة ليتخرج فيها فنانا تشكيليا بدرجة شاعر، لذلك عندما يشرع فى كتابة أغانيه يتلبسه عفريت الفنان التشكيلى حيث الصورة التى تغلب على كل شىء.


صاحب هذه البصمة الفنية المميزة هو الشاعر بهاء الدين محمد، الذى يشعرك بحالة استثنائية مختلفة تنتابك بمجرد الجلوس معه على طاولة واحدة، وربما يكون السبب وراء تلك الحالة فى شخصيته التى تبدو للوهلة الأولى فى منتهى الذكاء الشخصى والفنى، ناهيك عن التواضع الجمّ الممزوج بالزهو، والتوهج الدائم، والحضور الطاغى فى حديثه عن «عائلته، وبداياته؟ وما تعلمه من الملحن العبقرى كمال الطويل؟ وحكايته مع الفنانة سعاد حسنى؟ وقصة زواجه الفنى من المطربة سميرة سعيد؟ والسيدات الثلاث اللاتى أثرن فى وجدانه، وما وراء حرب الملحنين ضده؟ وحاضره؟ ومستقبله؟ وأمنياته؟!».


التقيناه فى حديث شيق وممتع امتد لأكثر من ثلاث ساعات، أبحرنا خلالها فى فنجان ذاكرته، لنسجل تاريخًا مختلفًا من العطاء الفنى الذى لا يزال يفرض نفسه بقوة على الساحة الغنائية.
• نبوغ مبكر
يعشق الشاعر بهاء الدين محمد أسرته وخاصة والده ووالدته، ولا يخفى اعتزازه بفترة طفولته رغم أنه لا يتذكر منها الكثير، وما بين العشق والاعتزاز نسج الزمن الكثير من الحكايات التى قال عنها: «وُلدت يوم الخميس الثانى من نوفمبر عام 1961م، بمنطقة قصر العينى، القريبة من حى السيدة زينب، وتكونت أسرتى من أب وأم، وأربعة أولاد، كنت الثالث فى ترتيب إخوتى، فالأول «أحمد» الذى كان يحب هواية الرسم، والثانى «علاء» الذى كان يدرس بكلية الزراعة، ويمارس فى الوقت ذاته الرياضة التى جعلته صاحب لياقة بدنية عالية، وكنت أقلده عندما كان يمارس رياضته فى النادى، أو عندما كان يكتب أو يقرأ، فقد كان قارئًا نهمًا، أما الأخ الرابع والأخير فهو ياسر.. وكان والدى «رحمه الله» موظفًا بجامعة القاهرة، ذا حس فنى عال، كما كان قارئًا مطلعًا للغاية لكنه كان يميل أكثر لقراءة القرآن والتفاسير الدينية، وكنت أجد فى بيتنا الشيخ محمد خليل الحصرى، والشيخ محمد رفعت، كما كان والدى صديقًا شخصيًا لوزير التربية والتعليم آنذاك على عبدالرازق.. كما كان والدى صاحب أخلاقيات ومبادئ لم يتنازل عنها طيلة حياته، وقضى عمره كله لأجل تربية أولاده وإسعادهم، وأتذكر أنه كان رجلاً باسما، ولم أره يوما عبوسا حتى عندما وافته المنية.
فيما كانت والدتى صاحبة إحساس قوى، ولديها ذائقة فنية عالية، كما كان لى أخ وأخت «غير أشقاء»، الأخت كانت متزوجة من كاتب السيناريو سيد موسى، الذى وضع لى أولى بدايات السيناريو فى سن السابعة عشرة، وقال لى «أنت هتتعرف خلال أربع أو خمس سنوات»، لذلك تجدنى بدأت الكتابة فى سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وفى سن التاسعة عشرة كتبت المسلسل والمسرح والأغانى.
• مفارقة غريبة
وحكى بهاء الدين عن أيام الطفولة قائلاً: «لست ممن يتذكرون أحداثا كثيرة فى أيام طفولتهم، لكن ما أتذكره جيدا تلك الحواديت التى كنت أسمعها من جدتى وصديقتها «أم نجيب»، وما لا يمكن أن أنساه أننى كنت طفلاً غريبا وسط أسرتى، وبمعنى آخر كان أهلى يروننى غريبا أو «كانوا حاسين إن فيا حاجة غريبة».
وأضاف: «كنت أشعر دوما أن شيئا ما بداخلى يرافقنى، فكان لابد أن «أتعرف عليه وأصاحبه، لأنه بمثابة شخص آخر أنضج منى».
ومضى يقول: «كنت طفلا حساسا للغاية، لدرجة أن أى موقف حساس يدفعنى للبكاء، ولما شاهدت فيلم «جعلونى مجرما» شعرت بالأسى تجاه بطل الفيلم، وكتبت قصة فى سن الحادية عشرة بطلها هو نفس بطل هذا الفيلم، لكنى جعلته يقتل كل الناس لينتقم لنفسه».
وكشف بهاء الدين عن مفارقة غريبة فى صغره، بقوله: «كنت أول طفل يتمنى أن يكون أصلع، ولك أنت تتخيل أننى اخترت أن يكون شكلى أصلع وبذقن من صغرى، وكان هذا الشكل لشخصية معروفة فى فرقة موسيقية معروفة زمان وأعجبتنى، وأحببت هذا الشكل».
وعاد يحكى مجددا عن أحلام الطفولة قائلا: «كان نفسى أتولِد فى بلد ريفى، فالمناخ الذى يعيشه أهل الريف جعل لديهم طبيعة وتركيبة خاصة، وأحاسيس مختلفة، لذلك أنا أعشق الريف بطبيعته البكر، وزرعه الأخضر، وهوائه النقى، الذى يدفعنى إلى الانطلاق بخيالى ويساعدنى أكثر على التأمل غير المعتاد، وظل هذا الحلم يراودنى إلى أن أنشأت مزرعة «علشان أشوف زرع أخضر وبس».
ولفت الانتباه إلى نقطة مهمة، بقوله: «من صغرى كان نفسى أبقى فنان بجد، فكان الأدب والرواية والقصة والمسرح والسيناريو والدراما التليفزيونية هم الأساس بالنسبة لى، والشعر لم يكن فى مخيلتى، وكان آخر حاجة ممكن أتوقعها أنى أكون شاعرا غنائيا».
• أم نجيب
وحول علاقته بمولد السيدة زينب والأهرامات، أفاد بهاء الدين: «كنت أحب الذهاب لحضور المولد بحى السيدة زينب، فرغم أنه كان بعيدا قليلاً عن منزلنا لكننى كنت أحب أن أشاهد كل ما يخص المولد ذلك المكان العبقرى صاحب الأثر الكبير فى وجدانى بكل تفاصيله، بدءا من المنشدين والباعة والحارة الشعبية وحتى الناس البسطاء الذين يمثلون لوحة جماعية.
أما اللوحة الثانية فكانت «الأهرامات» التى  جذبت انتباهى، فكنت أذهب إليها بمفردى، وأجلس على سلالم الهرم الأكبر «خوفو»، حبا فى البراح والهواء الطلق اللذين يستفزانى لأنطلق بخيالى الواسع.
وعن السيدات الثلاث اللاتى أثرن فى وجدانه بشكل طاغ فى صغره، أوضح الشاعر بهاد الدين محمد: السيدة الأولى هى والدتى التى لا أستطيع أن أصف إحساسها القوى والعالى للغاية، مما جعلها تحتل مكان الصدارة فى قائمة السيدات اللاتى أثرن فيّ، ودفعتنى بقوة للكتابة عن المرأة فى أشعارى الغنائية، بل يمكن القول إنها وضعت فيّ البذور الأولى للاتجاه لهذا الأمر.
السيدة الثانية: هى جدتى أم والدى التى كانت عاشقة للحواديت والأمثال لدرجة أنها كانت تحكى لى كل شىء، أما السيدة الثالثة، فكانت صديقة جدتى «أم نجيب» التى تعدت الثمانين عاما، ولا تزال تحافظ على هوايتها المفضلة «القراءة»، فقد كانت قارئة موهوبة، وأتذكر أنها عندما كانت تزورنا لا بد أن تجد برفقتها كتابا تقرؤه، أما أنا فكنت أنتظر موعدها بشغف شديد، لسببين أساسيين، السبب الأول هو ثمر «النبق» الذى كانت تجلبه لى دوما من حديقة منزلها لدرجة أننى انتظره منها كلما زارت منزلنا، والأغرب أننى كنت أحزن للغاية فى الموسم الذى يخلو من ثمر «النبق».
أما السبب الثانى فكان حبى للجلوس برفقة «أم نجيب» التى كانت تحكى لى الكثير من الحواديت والأشعار، التى هيأت ذهنى منذ صغرى لإدراك واستيعاب العديد من الأشياء التى جعلت تفكيرى أكبر من سنى.. وفيما يتعلق بأبرز المواقف الصعبة التى تعرض لها فى صغره ولم ينسها حتى الآن، أوضح بهاء الدين: «أصعب موقف تعرضت له فى سن الرابعة عشرة، وكان بمثابة صدمة نفسية لى، وهو انتقال أسرتى من منزلنا القديم بمنطقة قصر العينى إلى منزلنا الجديد بالجيزة، فقد كان هذا الأمر محزنا بالنسبة لى، لأسباب عديدة، منها أن سقف بيتنا القديم كان مرتفعا، لدرجة أن براحه كان يعطينى إحساسا مختلفا كما كانت المسافة بينى وبين حى السيدة زينب تتعدى الخطوتين، أما منزلنا الجديد فكان سقفه منخفضا، حتى إننى وجدت نفسى أستطيع أن أصل للسقف بسهولة، مما جعلنى أشعر كأننى دخلت مقبرة صغيرة، «على حد وصفه».. وبعد عامين أصابنى الإحباط، ومررت بحالة نفسية سيئة أثرت على معدتى بسبب «السقف الواطى» لمنزل الجيزة الجديد.
• الإرهاصات الأولى
يعترف بهاء الدين أن مرحلة التحاقه بكلية الفنون الجميلة كانت مرحلة لتغيير تكوينه الداخلى، بقوله: «دراستى بالكلية أضافت لى الكثير، فقد أضافت معلومات ثقافية مختلفة، ومناهج امتدت إلى داخلى لتستقر، فالفن التشكيلى عندما أضيف لعينى جعلنى أرى الجمال، وعندما أضيف إلى إحساسى جعلنى أشعر بطريقة صادقة وصائبة.. وأضاف: «الفن التشكيلى جعل عينى وإحساسى فى حالة مختلفة ونادرة، حيث جعل عينى ترى ما لا يراه غيرى، كما تسجل ما تراه فى صورة «كادرات» تصل إلى أعماقى، حتى إنى وصلت لمرحلة تسجيل أحاسيس ومشاعر الناس بدقة بالغة لأنى أصبحت أرى المشاعر بعينى وأرى الناس «من ورا جلدهم».. ومضى يقول: «دخلت كلية فنون جميلة وكلّى تركيز فى الرواية والسيناريو، أما الأغانى فكنت أكتبها لكن دون قصد فى احتراف كتابتها»
ولم يخل حديث الشاعر بهاء الدين محمد من مقتطفات من أبيات شعرية أو أغان عاطفية، قائلاً: «أنا متولدتش فى الحياة شاعر جنين.. أنا اتضايقت من السنين.. قعدت أكتب كلمتين.. خلصتهم.. رفعت رأسى قلتهم.. لقيت بشر بيقول آه متأثرين».
الإرهاصات الأولى فى كتابة الأغانى كان لها مذاقها الخاص لدى الشاعر بهاء الدين حتى إنك تجد سعادة غامرة فى عينيه أثناء تذكره للأحداث المتعلقة بها: «فى إعدادى كلية فنون جميلة، كان لى صديق يدعى «جمال بدر»، أخذ أول أغنية كتبها وقتها بعنوان «ف حضنك إنتى»، وقام بتلحينها، لكنى فوجئت برد فعل قوى للغاية من أصدقائى فى الكلية، ورغم أننى لم أكن أنتوى كتابة الشعر الغنائى، كتبت أغنية أخرى بعنوان «وتر واحد» عندما شاهدته يعزف على الجيتار الخاص به بوتر واحد فقط.
وأضاف: «حاولت أهرب من كتابة الشعر الغنائى بكتابة قصة قصيرة، ومن بين ما كتبت قصة بعنوان «شىء سيكون»، وأتذكر أننى كنت أفوز بالمراكز الأولى فى مسابقات القصة التى كانت تجرى على مستوى الجامعات، وكان يحكم فيها الأديب يوسف إدريس، وقطب، وغيرهما».. ويستكمل حديثه قائلاً: «كنت من رواد الندوات الثقافية، فتعرفت خلالها على العديد من المطربين والملحنين المهمين، من بينهم أحمد منيب، ومنير الوسيمى، ورياض الهمشرى، وأحمد الحجار».
وبيّن الشاعر بهاء الدين: «رغم أن حلمى كان كتابة الرواية والسيناريو، إلا أن كتابة الأغانى جذبتنى كالنداهة - على حد قوله، فكتبت أغنية «انكسر جوانا شىء» للمطرب على الحجار، ثم أغنية «على بال ما يدق قلبك» للمطربة أنوشكا، وبدأت أتعرف كشاعر أثناء دراستى فى كلية فنون جميلة.
• سيدة بكل نساء الأرض
وعن سر السيدة التى وصفها بأنها سيدة بكل نساء الأرض، قال الشاعر بهاء الدين: «الغريب فى فترة دراستى بكلية الفنون الجميلة هو صداقتى بسيدة» لا داعى لذكر اسمها خارج أسوار الكلية، كانت صاحبة خبرة وتجربة قوية، وشرحت لى كل ما رأيته فى حياتى بعد ذلك، حتى إننى عندما قلت لها: «نفسى أبقى أصلع»، ردت قائلة: «هتصّلع»، والأغرب من ذلك كان ذكاؤها الحاد، وإحساسها العالى، حقا كانت سيدة بكل نساء الأرض.
حكاية اللوحة التى رسمها بهاء الدين بالرصاص عن سمكة متكفنة بصياد تحت الماء، تبدو شيقة ورواها بهاء الدين بقوله: «فى العام الثالث من كلية الفنون الجميلة، رسمت هذه اللوحة فحصلت على درجة امتياز من الدكتور حسين فوزى الذى يعد من أحسن حفارى العالم، رغم أننى رسمت اللوحة بطريقة تجريدية وليست كلاسيكية، مما استفز جميع زملائى فى قسم التصميمات».
وعاد الشاعر بهاء الدين محمد يطعم حديثه الشيق بمقتطفات من أبيات شعرية أو أغان عاطفية، قائلاً: «ونتصارح.. سقيتى شجرى.. اللى ف دمى.. وأهو طارح.. ورق مكتوب.. عليه اسمى.. واسمك جنبه.. مش واضح».
وحول الأشخاص الذين تركوا أثرا فى شخصيته أوضح بهاء الدين: «كان لى صديق ذو إحساس عال عرفته فى مرحلة الإعدادى والثانوى يدعى «حسين» رحمه الله، كما كان لى صديق آخر ذكى للغاية تعرفت عليه فى الكلية يدعى «منذر» ويبدو أننى كنت فى حاجة إلى شخص «بيحس» بشكل مختلف مثل صديقى الأول، وشخص آخر «بيفكر» بشكل جيد مثل صديقى الثانى.
وأوضح الشاعر بهاء الدين أن الشخصيتين لما يلتقيا إلا بداخله، قائلاً: «منذر بدماغه الحلوة كان مشغل دماغى، وحسين بإحساسه الحلو كان مشغل إحساسى».
ولفت النظر إلى نقطة مهمة قائلاً: «فى بدايتى كشاعر، وقع صراع بينى وبين نفسى، هل أكتب إحساسى فى صورة أغان أم أكتب أغانى «تفصيل» لمطرب أو مطربة بعينها، لكن انتهى هذا الصراع عندما أيقنت أننى لا بد أن أكتب ما أشعر به بشرط أن يكون بشكل مختلف، وبدقة متناهية، وبكل زواياه وأركانه الحسية.
وأكد الشاعر بهاء الدين: «لم أكتب من أجل الشهرة، ولم يكن فى مخيلتى أن أكون من المشاهير، فقد كنت أستمتع فقط بكتابة الأغانى كهواية إلى جانب الصناعة التى كنت أمارسها أثناء دراستى بكلية الفنون الجميلة وهى صناعة «اسطنبات الذهب»، التى كنت أحبها وفى الوقت ذاته كانت مسألة مربحة، ثم تشاء الأقدار أن أنتهى من دراستى بالكلية كفنان تشكيلى بدرجة شاعر.
وبعد الانتهاء من مرحلة دراستى بكلية الفنون الجميلة، بدأت فى الظهور داخل الوسط الغنائى من خلال المطرب على الحجار بأغنية «انكسر جوانا شىء» أما خارج الوسط فكان من خلال المطربة سميرة سعيد بأغنية «سلّمت بأنك أقوى»، والمطرب إيهاب توفيق بأغنية «عدى الليل» اللتين حققتا نجاحا كبيرا وقتها كما زادت من ثقة المنتجين فى اسمى واسم الملحن حسن أبوالسعود.
• الجنس الآخر
وعن المرأة فى حياة الشاعر بهاء الدين، قال: «كانت المرأة بالنسبة لى كائنا غريبا، خاصة أننى ليس لدى أخوات بنات يعيشن معى، كلنا أولاد وأصدقاؤنا أولاد، والاحتكاك بالبنات كان قليلاً، وفى سن الثانية عشرة كنت استغرب عالم البنات، وأود أن أعرف المزيد عن هذا العالم الخفى بالنسبة لى».
وأضاف: «بدأت استكشف الجنس الآخر بعد دخولى كلية الفنون الجميلة، كما بدأت الحوارات تتفتح بقوة وبشكل مباشر مع هذا الجنس، مما ساعدنى على تلمُس الأشياء التى لا تستطيع المرأة الإفصاح عنها ثم أقولها أنا بلسان المرأة نفسها»، فكتبت بلسان المرأة العديد من الأغانى، منها أغنية «سلّمت بأنك أقوى.. وأنا أضعف منك أيوه.. لكن أنا كل ما بأضعف.. قدام ببقى الأقوى.. باسكت وبقولك أمرك.. أأمرنى يا مالك عمرى.. تحلم وتفوق من حلمك.. وأنت بتنفذ أمرى»، وأغنية «دورى انتهى»، وأغنية «أنت لازم تنجرح، وأغنية عندى حالة ملل، وجميع الأغانى السابقة كانت للمطربة المغربية سميرة سعيد.
وتابع قائلاً: «زادت خبرتى فى مجال كتابة الأغانى لدرجة أننى أصبحت أكتب ما أشعر به كفنان تشكيلى، والجملة التى أحب كتابتها كشاعر، مما جعلنى أتميز بالجرأة والاختلاف، فكتبت أغنية «فى ناس تحب تاخد كل حاجة» للمطرب خالد عجاج، وأغنية «ماجابش سرتى، ماقالش حاجة، ما كنش نفسه يقولى حاجة» للمطربة أنغام، بالإضافة إلى الأغنية المفضلة لدى كثيرين «لما النسيم» للمطرب محمد منير.
ولما علمت بمسألة «النجاح التجارى» أصبح هذا النجاح معوقا لنجاحى كشاعر يكتب أغانى من الفن ولأجل الفن دون النظر لمسألة «النجاح التجارى»، التى مثلت مشكلة كبيرة فى بداية مشوارى بالوسط الغنائى».
وتجاوزت هذه المشكلة دون قصد، فلم أكن متعمدًا النجاح التجارى عند التعاون مع المطرب إيهاب توفيق من خلال أغنية «عدى الليل» التى كانت أول خطوة فى طريق النجاح التجارى، ثم قدمت مع المطرب على الحجار أغنية «انكسر جوانا شىء» فقط لأنه لم تكن هناك كيمياء مشتركة بيننا، أما المطرب محمد الحلو فقدمت معه أغنيتن، هما «بندم عليكى»، و«مكتوب عليك يا قلب»، وتوالت النجاحات التجارية عاما بعد عام بأغنية تلو الأخرى لكن لا يمكن أن أنسى أن هذه النجاحات صاحبها وجود ملحنين موهوبين فى التلحين والشعر أيضا مثل حسن أبو السعود ورياض الهمشرى.
ولما نجحت تجاريا، أصبح لديّ بعض الثقة، وأتذكر أن مطربا معروفا اتصل بى هاتفيا بعد هذا النجاح ليقول لى: «تصور أن الأغنية بقت فكرة؟»، فقلت له «على فكرة، الأغنية طول عمرها فكرة».. وفى هذه المرحلة تخلصت من قيود وشروط المطربين والملحنين والمنتجين التى يفرضونها على الشاعر أو مؤلف الأغنية لكى تنجح من وجهة نظرهم، كما اكتشفت أنهم يفكرون فقط فى أغان تزيد من بيع وتوزيع ألبوماتهم فى الأسواق دون الاهتمام بتقديم أغان تصنع تاريخا لهم من بعدهم أما أنا فقد دخلت الوسط الغنائى لأصنع تاريخا لى وللغناء.
نساء ورجال فى حياتى
لا يمكن وصف حالة الحماس التى حكى بها الشاعر بهاء الدين عن مرحلة تعاونه مع المطرب عمرو دياب لأنها كانت على حد تعبيره من أهم المراحل فى مشواره الفنى، فقال: «سمعت ألبوم «قمرين» فوجدت موسيقى رائعة للغاية، فاتصلت بمهندس الصوت أمير محروس وأبلغته أنه آن الأوان أن أضع كلامى على الموسيقى التى يغنيها عمرو دياب، فالتقينا معا من خلال أغنية «وهيا عاملة إيه دلوقت» التى كتبتها وذهب بها المطرب والملحن عصام كاريكا إلى استديو «أم ساوند» لعرضها على دياب الذى قرر غناءها، وبعد نجاح هذه الأغنية تجدد التعاون بيننا من خلال سلسلة من الأغانى الناجحة، من بينها «ادينى رجعت لك»، و«معقول هقولك روح»، و«قالى الوداع»، و«لو عشقانى»، و«أنت ماقلتش ليه من الأول» و«حبيبى يا عمرى»، و«أغيب أغيب»، و«أيوه أنا عارف»، و«تنسى واحدة»، و«يدق الباب»، و«ضحكت»، و«عينى وأنا شايفه».
وبيّن بهاء الدين: «صنعت تاريخًا جميلاً مع المطرب عمرو دياب وجماهيره، ووجدت أن النجاح ذو مذاق مختلف معه».
وعندما سألته عن حكايته مع الملحن كمال الطويل، رد قائلاً: «سمع الملحن العبقرى كمال الطويل، أغنية «مش كل حب بينتهى» التى كتبتها، فاتصل هاتفيا بالملحن هانى مهنى، قائلاً له: «إيه الأغنية دى؟.. أنت لحنتها إزاى؟ «فأجابه مهنى: «دى تركيب» فعاد يسأله مجددًا: «ومين اللى ركبها».. فأجابه مرة أخرى قائلاً: «الشاعر بهاء الدين محمد»، فطلب كمال الطويل تليفونى من مهنى ليحدثنى، وبالفعل تم ذلك وسط حالة من الاستغراب انتابتنى وقتها، فقد سألنى: «أنت اللى كاتب أغنية مش كل حب»، ومّركبها على اللحن؟»، فقلت له «آه» فعاد يسألنى: «عندك كام سنة» فقلت له: «27سنة»، فسألنى فى استعجاب: «وبتركب على اللحن؟!»، فقلت له «آه»، فطلب لقائى فى الساعة خمسة من اليوم التالى.
ولما التقيته فى الموعد المحدد، فوجئت بأدب غير طبيعى، ثم قال لى: «قول أغنية مش كل حب»، وكلما انتهى منها يقول لى: «قولها تانى وتالت ورابع»، ثم عاد يسألنى مجددًا: «إزاى ركّبت دى؟»، فقلت له «باسيب اللحن ينطق الكلام».
ثم فاجأنى بقوله: «سأعطيك ثلاثة ألحان، فشل كثيرون فى تركيب كلام عليهم»، ثم طلب منى ما أسعدنى للغاية: «سمّعنى مواضيع من عندك»، ولما انتهيت أخذ منّى أغنية «قال بيفكر» التى لحنها ولا أزال أحتفظ بها بصوته ولم تطرح فى الأسواق أو فى مواقع الإنترنت حتى الآن.
ونوه بهاء الدين: «تعلمت من الملحن كمال الطويل عبر عدد من اللقاءات التى جمعتنى به «إزاى يبقى الفنان كرامته بالدنيا؟».
وعن حكايته مع الفنانة سعاد حسنى، قال الشاعر بهاء الدين: «كنت فى بدايات مشوارى الفنى بمنزل الملحن كمال الطويل برفقة المطربة سميرة سعيد، فاتصلت به هاتفياً الفنانة سعاد حسنى، فقال لى: «كلّمها كى ترفع من معنوياتها»، ثم قال لها: «عندى بالمنزل الشاعر بهاء الدين محمد، والمطربة سميرة سعيد»، فقالت له: «دعنى أتحدث إلى بهاء الدين محمد»، فقالت لى وقتها: «أنا أحبك لثلاث أسباب، أولهم أن اسمك على اسم أحمد بهاء الدين، وثانيهم أن اسمك على اسم بهاء ابن صلاح جاهين، أما السبب الأخير فهو أنى بهاء الدين محمد».
وفيما يخص قصة الزواج الفنى مع المطربة المغربية سميرة سعيد، أوضح الشاعر بهاء الدين: «حدث زواج فنى قوى بينى وبين المطربة سميرة سعيد، فهى قارئة ومثقفة، وذات إحساس عال للغاية، لا أخفى عليك سرًا أننى عندما التقينا لأول مرة شعرت أنها الأنثى التى أستطيع أن أكتب من خلالها عن كل قضايا المرأة».
فكان أول لقاء معها، أغنية «سلمت بأنك أقوى» التى كتبتها لكنها لم تصدر فور تسجيلها مباشرة، فقد صدرت بعدها مع مجموعة من الأغانى الأخرى، منها أغنية «أول ما اتقابلنا»، و«مستعدة» و«سملت بأنك أقوى»، و«شوق على شوق»، و«دورى انتهى»، و«بان عليا وبان عليك» للمطربة سميرة سعيد التى كانت تبحث دائما عن الجديد رغم أنها كانت فى أوج نجوميتها.
وأتذكر أن المطربة سميرة سعيد كانت تشجعنى على التعاون معها بجرأتها التى عهدتها عليها، فكانت النتيجة ظهور أغان جريئة ومختلفة وناجحة.
حرب الملحنين
وفيما يتعلق بالتعاون الفنى مع المطربة «أنغام»، قال: «تعرفت عليها من خلال صديقة مشتركة تدعى «نانسى»، ولما التقيت بأنغام اكتشفت أنها فنانة بجد، فكتبت لها أغنية «بتحب مين الأول» التى تسللت إلى الوسط الغنائى وكانت غريبة ثم تعاونا سويا من خلال أغنيتى «بتحبها ولا»، و«بعتلى نظرة» اللتين حققتا نجاحا كبيرا، فاكتشفت بعدها أننى كلما تعاونت مع فنان حقيقى نحقق نجاحا حقيقيا، لأننى اكتشفت فيه الأشياء التى تنقصه كما أنه ساعدنى بجرأته على التغيير والتجديد فيما أقدمه من أغان».
وفيما وراء حرب الملحنين ضد الشاعر بهاء الدين محمد، أفاد الشاعر بهاء الدين: «عندما حققت النجاح الذى حلمت به، فوجئت بأن كل الملحنين تكاتفوا جميعا ضدى بألا يسمعنى أى منهم ألحانه الخاصة بعدما جعلت المطرب أو المطربة من خلال أغان يسعى للوصول إلى الشاعر أولاً ثم الملحن، وظلت هذه الحرب ضدى لأكثر من عام ونصف مخنوقا فى مكان ضيق للغاية بنجاحى السابق».
فقررت التعاون مع الموزعين بدلاً من الملحنين، وبالفعل جعلت الموزع محمد مصطفى يلحن أغنية «شوق على شوق» لسميرة سعيد، وأغنية «دورى انتهى» التى لحنها الموزع محمد عرام، وأغنية «بان عليا وبان عليك» التى  لحنها عازف الدرامز وجدى فؤاد، وأغنية «سلمت بأنك أقوى» التى لحنها الموزع سامى يحيى، وأغنية «مستعدة اتولدلك من جديد» لحنها الموزع اللبنانى إحسان المنذر، وكل هذه الحرب سبب التعاون القوى مع المطربة سميرة سعيد، التى كانت شهرتها رقم واحد بالفعل آنذاك.
سألته كيف تكون شاعرا غنائيا ناجحا ومعروفا ومستمرا فى العطاء، فأجاب قائلاً: «كلمة شاعر تعنى الشخص الذى يشعر ويحس بكل ما يدور من حوله، ومهمة الشاعر هى نقل مشاعر الناس - دون تعمد الكتابة - من داخلهم إلى خارجهم حتى يروها، وبالتالى لا بد أن يعرف الشاعر ماذا يريد الناس؟ وماذا يدور بداخلهم؟ بعدها تأتى مرحلة تحديد اللغة التى يجب أن يتحدث بها الشاعر إليهم؟».. وأضاف: بالنسبة لى، اكتشفت فى مشوار كتابة الأغانى أن جميع الناس تشعر ولكن ليس جميعهم يفكرون، فكان لابد من عمل موازنة بين الفكر والحس، بشرط أن تكون فكرة الأغنية بسيطة وتُكتب كلماتها بلغة أبسط بدون لف أو دوران، لتوصيل رسالة بعينها، فضلاً عن أهمية وجود مخزون قوى من الأفكار واللغة، وغيرها من مقومات النجاح.
ومضى يقول: «لكى تكتمل دائرة النجاح، لا بد أن يعلم الشاعر أن الوسط الغنائى عبارة عن صناعة، لا تحتاج إلى فنان بقدر ما تحتاج إلى شخص ذكى، فيما يقتصر دور الفنان عند لحظة الإبداع، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك، من بينها أن شاعرا غنائيا بعينه نجح نجاحا مبهرا ثم اختفى وتوارى عن الأنظار دون أن يتمسك به أحد لدرجة أنه سقط من ذاكرة الوسط الغنائى، وهذا أمر مخيف للغاية.
واشترط الشاعر بهاء الدين: «لكى تحتفظ بمكانتك الفنية التى حققتها فى الوسط الغنائى وتظل مطلوبا على الدوام ومستمرا فى العطاء دون أن ينساك أحد، لا بد ألا تكون ضيق الأفق، ومحدود الفكر، بالإضافة إلى التعامل بذكاء مع الوسط الغنائى، فالذكاء أقوى من الخبث واللؤم، وكذلك لا بد أن تكون غامضا، فالغموض مطلوب «يعنى ما تقولش، ما تتكلمش كتير!».
وعن تجربة كتابة الأغانى فى الأفلام السينمائية، قال الشاعر بهاء الدين: «قدمت العديد من الأغانى التى لاقت نجاحا كبيرا، من بينها أغنية «كتير بنعشق»، و«أنا مش معاهم أنا معاكى»، و«أنا قلبى ليه حاسس قوى بالشكل ده»، و«شوفتى وصلتى بيا لفين»، و«مقدرش أقول إحساسى كان لعبة ف إيديك»، مشيرًا إلى أن هذه الأغانى نجحت لأننى كاتب سيناريو وأفهم جيدًا فى الدراما ولدى خبرة فيما يحتاجه العمل الفنى وما يلبى ذائقة الجمهور.
تليغرافات سريعة
سألت الشاعر بهاء الدين عن بعض الكلمات مثل «الشللية»، و«الخيانة»، و«الديكتاتور المغرور» و«الاستغلال»، و«المقاتل».. ماذا تعنى لك؟ فأجاب قائلاً: «بالنسبة لـ«الشللية»، كانت أصعب شىء فى مشوار حياتى الفنية، فلم أكن على دراية بمسألة التقييم الخاصة باختيار أحسن شاعر فى مصر، لكننى اكتشفت أن الاختيار يتم عن طريق ما يسمى بـ«الشللية» التى تختار الشاعر الفلانى حسب اعتباراتهم ومصالحهم، على حساب شعراء آخرين مثلى لأننى لم أكن منتميا لشلة بعينها أو محسوبا على جماعة تخطط لإحباط الآخرين وتدميرهم، ولذلك كنت من المغضوب عليهم».  
• بالنسبة لـ«الخيانة»، أكرهها بشدة لأننى عانيت كثيرا من سرقة أفكارى «بكل بجاحة»، بسبب خيانات ضعاف الأنفس من الملحنين والمطربين.
• بالنسبة لـ«الديكتاتور المغرور»، لست ديكتاتورا ولا مغرورا كما يعتقد البعض، لديّ فقط تركيبة شخصية معينة قد تكون خاطئة، وقد أكون مسيطرا بعض الشىء بشكل يعود بالفائدة على المطرب الذى يتعامل معى، خاصة أننى بداخلى المبدع، والمتذوق الطبيعى والمثقف، والمنتج، والجماهير، بمعنى أننى لديّ إدارة فنية متكاملة.
وهناك واقعة لم أنسها حتى الآن، ربما تؤكد ما سبق ذكره، لك أن تتخيل أن سبع أغان، من بينها أغنية «تترجى فيا»، و«هى عاملة إيه دلوقت»، و«لما النسيم» نجحت مع المطربين إيهاب توفيق، وعمرو دياب، ومحمد منير، وكان من المفترض أن يغنيها مطرب واحد فقط ضمن ألبومه الغنائى إلا أنه رفض بعدما أقنعه آخرون ألا يتعاون معى فى كل هذه الأغانى التى حققت نجاحا كبيرا مع جميع المطربين الذين قرروا غناءها، مما جعله يندم على قراره أما أنا فقررت بعدها ألا أهتم بتقديم أغان فى ألبوم واحد بل أزيد من مساحة انتشارى فى كل الألبومات بأغان منفردة تعبر عنى فى كل ألبوم.
بالنسبة لـ«الاستغلال»، فقد عاصرت العديد من الشعراء الذين أشرفوا على نهايتهم الفنية بسبب استغلال المنتجين لهم ورضوخهم لهذا الاستغلال رغم حاجتهم للمال، أما أنا فكنت بعيدًا عن مرمى هؤلاء المستغلين، أرفع سعرى وقتما أشاء فى ظل الطلب على نوعية الأغانى التى كنت أكتبها، فيقوم باقى الشعراء برفع أسعارهم مثلى، مما دفع المنتجين إلى شن حروب ضارية ضدى استمرت لعدة سنوات باستنساخ شاعر بديل لى أو شاعر يقلد ما أكتبه أو يتناول نفس الأفكار التى أقدمها لكنهم لم يستطيعوا فعل أى شىء.. وخضت هذه الحروب بلا هوادة مع هؤلاء المنتجين، لدرجة أننى تعاونت مع شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وقدمت معها العديد من الأغنيات، من بينها أغنية «غدار» للمطربة شيماء سعيد، إلى أن وصلت بنجاحاتى إلى الالتحاق كعضو فى هيئة «مؤلفين فرنسا».
• بالنسبة لـ«المقاتل»، فهو الوصف المختصر الذى لخّص حالتى بطريقة الشاعر جمال بخيت، وثم جاء الشاعر مجدى النجار بوصف قريب فى المعنى من الوصف الأول عندما التقيته بمنزل الملحن رياض الهمشرى.
طقوس
• ماذا عن طقوسك عند كتابة الأغنائى؟
- طقوسى هى إحساسى، أى أننى أتبع إحساسى عند الكتابة، فعندما أشعر أن إحساسى يود أن يمطر شيئًا على الورق تجدنى ألبى هذا النداء على الفور، كما تجدنى لا أفضل الكتابة فى الأماكن التى لا حدود لها، لا بد أن أكتب فى مكان له حدود ومعالم كالمنزل مثلاً بشرط  أن يكون ظهرى محميا ولا يستند على فراغ، بالإضافة إلى أننى أرفض تماما أن أكتب بوعى لأننى أعلم أن من يكتب بوعى يخرج كلامه من عقله وليس من إحساسه، والعقول الواعية التى يمكن أن تستقبل هذا الكلام غير متوافرة بكثرة وبالتالى قد يصل كلامه إلى بعض الناس أما من يكتب بإحساسه فإن كلامه يصل إلى كل الناس.
• ما الحالة المزاجية التى تدفعك لكتابة الأغانى؟
- فى بعض الأوقات أكتب أغنية عندما أكون سعيدًا، وفى أوقات أخرى أكتب أغنية دون أن أكون سعيدًا بالمرة، لكنى أكتبها لأسعد الآخرين، فقد عرفت جيدا ماذا يفعل الشخص السعيد؟ وماذا يفعل الشخص الحزين؟ وعرفت كيف يُهدَم كيان البيت، فكتبت ما يساعد على استمرار هذا الكيان؟، لذلك رسالتى فى الحياة أن أسعد العشاق والمحبين والأزواج حتى لا يهدموا حياتهم بأيديهم.
• ملحوظة: امتد الحديث مع الشاعر بهاء الدين محمد لأكثر من ثلاث ساعات، فاعتذرت عن الإطالة، فاختتم بقوله: «لا داعى للاعتذار، فقد أسعدنى هذا اللقاء للغاية، ودفعنى للحديث عن أشياء لم أتحدث فيها من قبل، ووددت أن أفصح عنها للمرة الأولى معكم».•