الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مسرح مصر.. تياترو مصر.. وش السعد.. مفيش مشكلة خالص

مسرح مصر..  تياترو مصر.. وش السعد..  مفيش مشكلة خالص
مسرح مصر.. تياترو مصر.. وش السعد.. مفيش مشكلة خالص


مسرح مصر، تياترو مصر، وش السعد، ومفيش مشكلة خالص، مع اختلاف بطلها، شكلها، وفكرتها والهدف منها هى أربعة نماذج لأعمال فنية، اتخذت من خشبة المسرح مركزا لتقديم فكرة ما، لهدف ما.
وما بين اكتشاف المواهب الجديدة، رسم الابتسامة على وجه المشاهدين، والتعرض لأهم قضايا المجتمع المصرى خلال الأعوام الماضية... كان الهدف من تلك الأعمال الفنية الكوميدية، التى استطاع البعض منها إثارة الجدل حوله منذ عرض حلقاته الأولى، وبينما تواصل تلك البرامج مشوارها فى الوصول إلى هدفها، كان تباين ردود الأفعال حولها يتصدر مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين مؤيد ومعارض، متابع ومقاطع، لتظل النتيجة الوحيدة التى يؤكد عليها الغالبية ويصر عليها ألا وهى أن بعض تلك التجارب، ما هى إلا مجرد محاولات مشكورة لملء ذلك الفراغ الذى تركه خلفه المسرح المصرى بتاريخه الحافل بأعظم وأقوى الأعمال المسرحية، الدرامية، الكوميدية والاستعراضية، سيظل للمسرح المصرى بأعماله الشهيرة التى نشأنا جميعا عليها لأبرز نجوم الدراما والكوميديا فى مصر رونقه الخاص، وطابعه المتميز، الذى حفر فى قلوب ووجدان كل عشاقه بلا منازع، لذلك فلتواصل تلك التجارب مسيرتها وفقا لفكرها، للوصول إلى أحد تلك الأهداف السابق ذكرها، دون المساس بذلك الشعور الذى يدعى أمل والذى ما زال حيا بداخل كل عاشق للمسرح المصرى، قائما بدوره فى إلهامه بمجىء يوم تعود الحياة من خلاله من جديد إلى المسرح المصرى لنشهد معا مسيرة جديدة حافلة بأقوى وأضخم الأعمال المسرحية المصرية، التى تجمع فى طياتها كلا من كبار نجوم الفن المصرى، ونجومه الشباب، مع حضور خاص لأبرز المواهب التمثيلية الحقيقية، الجميع حول فكرة واحدة و هدف واحد.
مجهود مشكور
حول طبيعة وأهم ما تتسم به تلك التجارب الفنية من سلبيات وإيجابيات دار حوار مطول بيننا وبين كل من المخرج المسرحى القدير عصام السيد، رئيس البيت الفنى للمسرح الفنان فتوح أحمد، الفنان والكاتب الكبير محمود البزاوى، وأيضا الناقدة الكبيرة ماجدة موريس، الذى تضمن الكثير من الآراء المتباينة حول كل عمل، ففى البداية قال الفنان فتوح أحمد: «مبدئيا لن تستطع تلك الأعمال أن تعوضنا عن المسرح المصرى، فهى عبارة عن مجموعة من البرامج الكوميدية اللذيذة التى يستمتع بها بالفعل البعض من المشاهدين، فهى محاولات مشكورة ومجهود مشكور من قبل جميع صناعها لرسم البسمة على وجه المشاهد، ولكن هذا لا ينفى طبيعتها التى لا تتضمن أيا من مقومات المسرح، الذى يتسم بالكثير من العناصر، التى لا تتوافر لدى أيا من تلك التجارب، فإذا تحدثنا على سبيل المثال عن مسرح مصر، أو تياترو مصر فهى عبارة عن اسكيتشات كوميدية، مسرحيات هدفها الرئيسى الضحك، وهذا فى حد ذاته هدف من الصعب الوصول إليه، وفى الوقت نفسه ليس بالجريمة التى تستحق أن يعاقبوا عليها.»
سكيتش مش كوميدى
أما المخرج المسرحى عصام السيد تحدث عن برنامج وش السعد للفنان محمد سعد قائلاً: «لا صلة له بالمسرح على الإطلاق، فهو مجرد اسكيتش وإن كان غير كوميدى، فنحن للأسف بحاجة إلى مواجهة أنفسنا ببعض الأمور فعلى سبيل المثال الجزئية الخاصة بالضيف من خلال البرنامج فهى متعارف عليها عالميا من خلال الكثير من البرامج، وأيضا الجزئية الخاصة بالاسكيتش فهى أيضا شهيرة من خلال الكثير من برامج الستاند أب كوميدى الشهيرة عالميا والتى بلا شك أكثر قدرة على إضحاك المشاهدين، وعلى مستوى أعلى فى كيفية تنفيذها».
أما حول تجربة كل من مسرح مصر وتياترو مسرح فقد أكد المخرج عصام السيد: «بها بعض الشبه من المسرح، الهدف منها إضحاك المشاهدين، وهى بالميزة من وجهة نظرى، وطالما هذا المجتمع قد رحب بهذا النوع من المسرح وبالفعل نجح فى إضحاكه، إذن فهذا المجتمع على قد هذا المسرح.»
شو فردى
«ليس برنامجا، لأن هناك ملامح محددة لأى برنامج للأسف لا تتوافر من خلاله، وليس مسرحا، فقط هو مجرد شو فردى لممثل فى محاولة منه لإضحاك المشاهد.»، هكذا بدأت حوارها الناقدة الكبيرة ماجدة موريس حول وهو برنامج وش السعد مؤكدة: «قد يكون هذا برنامجا أو مسرحا ولكن فقط وفقا لما يعتقده مقدمه، فهى تجربة لم أتوصل بعد لتوصيفها».
مشكلة حقيقية
أما عن تجربة مسرح مصر وتياترو مصر فقد أكدت: «نوع من الدراما يتم تقديمه كما كان يتم تقديم المسرح، من خلال عدد من الفصول ولكنها أقرب إلى الاسكيتشات الكوميدية، فمن أهم ملامح المسرح تضمنه نصاً عالمياً أو مصريا فى تطور وتصاعد للتعبير عن فكرة محددة، وهذا للأسف ما لا تتضمنه تلك التجارب، فنحن من خلالها لا نشهد تصاعداً للفكرة فقط ما نشهده هو محاولة لعدد من الممثلين لإضحاك المشاهد، باستخدام جميع الطرق الممكنة، وفى النهاية لا يخرج المشاهد بشىء من العمل، لذلك فنحن أمام مشكلة حقيقية، حيث غياب العناية الحقيقية بالفكرة والحركة والأداء.»
مواجهة صريحة
تجربة أخرى ألا وهى برنامج مفيش مشكلة خالص للفنان محمد صبحى، كان للناقدة ماجدة موريس وجهة نظر خاصة من خلالها ألا وهى: «برنامج يعتمد أساسه على خطاب مباشر مع الجمهور، من خلال عرض يجمع بين الستاند أب كوميدى ومواجهة صريحة لأهم الموضوعات المطروحة وذلك من خلال موضوع واحد، الهدف منه خدمة فكرة محددة.»
أخيرا كان للناقدة ماجدة موريس تعليق خاص بتلك التجارب: «باختصار ستظل تلك التجارب ما هى إلا مجرد عرض أو شو كوميدى هدفه استخدام شكل المسرح المتعارف عليه لدينا، والذى ما زلنا نشاهد بعضا من عروضه على كل من المسرح القومى، مسرح الطليعة وغيرها من مسارح مصر.»
توجيه صحيح
ما هى إلا محاولة حقيقية للعمل على عودة المسرح، وإن كانت بحاجة إلى من ينميها للوصول بها أحد أشكال المسرح التى عليها اتفاق بالفعل بغض النظر عما تهدف لقوله. «هذا هو مجمل رأى الفنان والكاتب محمود البزاوى الذى حاول من خلال الحوار البحث عن أبرز إيجابيات تلك التجارب وتحديدا مسرح مصر، لذلك نجده يؤكد على مدى أهمية التوجيه الصحيح لتلك التجارب بما لديها من مواهب فى إطار منظومة وعى جيدة بمقدورها تقديم عمل جيد.»
افتقاد الأستاذ
أما فيما يخص تجربة مسرح مصر فقال عنها: «أرى أنها محاولة للتقليد غير موفقة، تفتقد القيادة أو الأستاذ، فدائما كان هناك الأستاذ وتلاميذه على سبيل المثال الشاعر والكاتب كامل الشناوى، الكاتب محمود السعدنى وغيرهم، فهم جميعا لديهم تلاميذهم هكذا اعتمد الفنان أشرف عبدالباقى، فهو القائد ولديه تلاميذه، وللأسف مسرح مصر يفتقد نموذج الأستاذ رغم أن هذا لا ينفى ما لدينا من مواهب حقيقية، ولكن للأسف نسىء استخدامها نظرا لنظرية التقليد، فنحن باختصار بحاجة دائما للابتكار.»
فى النهاية يظل الأمر ما هو إلا محاولة تباينت حولها الآراء بين مؤيد ورافض للبحث عن بديل للمسرح المصرى، فالبعض يرى فى تلك التجارب محاولة مشكورة لرسم البسمة على وجه المشاهدين، والبعض يرى أنها ما هى إلا تجارب قد تشبه فى الشكل المسرح ولكنها تظل مجرد اسكيتشات كوميدية تفتقد ملامح المسرح. •