الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السينما تأتى إليك!

السينما تأتى إليك!
السينما تأتى إليك!


الجمهور دائما هو الذى يذهب إلى السينما، لكن الآن الوضع اختلف مع مبادرة «سينما فى كل مكان» هى التى ستأتى لك أينما كنت، مشروع ضخم جدير بالاحترام والدعم من عشاق الفن السابع حمله على عاتقه ممثل سكندرى يدعي «وجيه اللقاني» استطاع أن يوصل السينما المستقلة والتسجيلية إلى كل مكان فى بلدته، فحبه للفن وعشقه للسينما جعلاه يكسر القيود ويتحدى الصعاب، ويقدم على مشروع لم يفكر به أحد من قبله على الرغم من دراسته للحاسب الآلي، وعمله فى وظيفة بعيدة تماما عن هواياته عن المشروع وحكايته كان هذا الحوار.
سينما فى كل مكان «بدأت عام 2013 استطاعت الخروج بالأفلام المستقلة بكل أنواعها المصري، والعربى منها والعالمى وعرضها إلى المجتمع المصرى المختلف خصوصا غير القادر للذهاب إلى دور العرض، ورواد المقاهى والتجمعات الشبابية والجمعيات الأهلية، وكسر اللقانى القاعدة التى نعرفها جميعا أن الأفلام المستقلة والتسجيلية للنخب والعاملين بالوسط السينمائى ومرتادى المهرجانات، كان يرى هذا الممثل الشاب أن أفلام السينما المستقلة تناقش هموم وقضايا المجتمع لكنها بعيدة كل البعد عن المواطن العادى ولا يستطيع الوصول إليها، ولا يعرف عنها أى شيء، ذهب لهم بشاشة عرض وجهاز اللاب توب الخاص به ويعرض لهم الأفلام أينما كانوا ولم يكتف بذلك بل يتناقش معهم فى كل شيء، فى حوارنا معه نتعرف منه على فكرة المشروع وكيف استقبل الناس هذه الفكرة وما الذى يتمنى أن يفعله من مبادرة سينما فى كل مكان.
بداية الرحلة 
أنا فى البداية ممثل، اشتركت فى فيلم «حاوي» إخراج إبراهيم البطوط وحصلت على جائزة ممثل دور ثان من جمعية الفيلم وكانت المشكلة التى تؤرقنى أن الجمهور لا يشاهد الأفلام المستقلة ولا التسجيلية، والذى يشاهدها هم العاملون بالمهنة فقط وعلى الرغم من قوة الموضوعات التى تعرضها هذه السينما وجرأتها فإنها ليست لها جمهور.
وفى يوم عن طريق الصدفة البحتة شاهدت فيلما على جهاز اللاب توب الخاص بي، وأعجبت به جدا وبعده ذهبت لأجلس على القهوة مع أصدقائى فى مدينة الإسكندرية ووقتها جاء فى تفكيرى أن أستغل المكان وشاشة التليفزيون الخاصة به ونعرض عليها أفلاماً قصيرة ويشاهدها الجالسون معنا، وظلت الفكرة تسيطر علي، حتى جاء اليوم الذى استطعت جلب أفلام من أصدقائى وذهبت إلى القهوة وشغلتها.
استقبال الناس
كانت هناك آراء متباينة هناك أشخاص استقبلت الموضوع بحفاوة بالغة، وآخرون لم يهتموا بما نفعله، لكن كانت حالة الاستغراب تسيطر على الجميع وهذا طبيعى وكنت متوقعا ذلك ولم أنتظر تجاوبا فى المرات الأولى فأنا أعرف تماما أنى أقدم شيئا مختلفا غير معتاد عليه الناس، ولكن سريعا ما تجاوب معى الناس ودارت مناقشات كثيرة بينى وبين رواد القهوة حول الأفلام وأنواعها وموضوعاتها، وبعدها قررت أن أعرض أفلاماً فى كل تجمعات أو جمعيات وأن أذهب إلى مكانهم لكى يشاهدوا أفلاما تسجيلية وروائية طويلة وقصيرة وأطلقت عليها مبادرة «سينما فى كل مكان»، إلى الآن أنجزنا أربعة مشروعات وهى «شوف سينما» عمل 52 ليلة عرض و«سينما لكل الناس» الذى أقمنا له 10 ليالى عرض فى 10 أماكن مختلفة لـ 10 مخرجين من مختلف الدول العربية، والذى ساعدنا فى هذا المشروع شباب الأقاليم الذين كان يراسلوننا دائما ويطلبون منا عرض الأفلام فى بلدهم، ومشروع آخر كان بعنوان «شوف سينما» عرض فيه 55 فيلما مصريا ما بين تسجيلى وقصير وتجريبى وأنميشن، اتعمل فيه 40 ليلة عرض فى 17 مكانا مختلفا.
لم يقتصر المشروع على المقاهى أو تجمعات الناس فقط بل امتد إلى الجمعيات الخاصة وكانت البداية فى إحدى جمعيات الصم والبكم واستطعت جلب أفلام تعتمد على الصورة فقط لكى يستطيعوا التفاعل معها وبدأنا الانتقال من مكان إلى آخر وكنت أفعل كل ذلك بمفردى وعلى نفقتى الخاصة فى بداية المشروع، ولكن الآن يوجد مساعدون كثر للمشروع مؤمنون للغاية بالمشروع ويعملون على نشره فى كل مكان.
الدعم
بمناسبة الحديث عن الدعم أريد أن أوضح معلومة مهمة أن أول ليلة عرض كانت فى نهاية شهر أكتوبر 2013، صرفت عليه من أموالى الخاصة، و فى عام 2014 حصلت على منحة من المجلس البريطانى استطعت أن أشترى شاشة كبيرة ووحدة صوت وكاميرا، وحدث تعاون بينى وبين المركز الفرنسى حيث نعرض أفلاما فى حارات مصر كانت أفلام «أنميشن»، وحصلت أيضا على منحة من صندوق الثقافة والفنون «آفاق» لكى أقيم مجموعة من العروض فى محافظات مصر, وبالفعل أقمنا حوالى 20 ليلة عرض.
سيما مصر
أحدث مشروعات المبادرة هو مشروع جديد نعمل عليه حاليا بعنوان «سيما مصر» وهو برنامج عروض سيعرض40 فيلما مستقلا لأربعين مخرجا من مصر والدول العربية وسيذهب إلى 20 مكانا فى أربع محافظات والهدف منها اختيار المحافظات التى لا تعرض فيها أى أنواع من الفنون، ولا يوجد فيها أى خدمات فنية ويحدث مناقشات كثيرة بيننا وبين الناس ونسجلها ونرسلها إلى مخرجى الأفلام سواء كانت إيجابية أو سلبية لكى يضعوها فى اعتبارهم عند إنجازهم لأعمال سينمائية أخرى.
دعم السينمائيين
لم أعرض أى فيلم بدون موافقة القائمين عليه، وأجد ترحيبا كبيرا منهم، وأريد أن أوضح معلومة مهمة أن أكبر داعمى الأفلام التسجيلية هم صناعها فى المنطقة العربية والأجنبية أيضا، فلا يوجد أى شخص اعترض على عرض فيلم أو لم يوافق على ذلك، الجميع دعم مشروعى وأعطوا لى الأفلام لكى أعرضها ويشاهدها الجمهور العادى والآن أطلقنا أنا وفريق العمل موقعاً إلكترونيا كتبنا عليه أننا مبادرة غير هادفة للربح وتفاصيل عنا وصور من الأعمال التى عرضت، ونطلب تفاصيل الأفلام التى ترسل لنا، وإلى الآن وصل لنا أفلاما من سوريا والأردن والسودان وسويسرا وفرنسا والبرتغال ومصر.
خارج الإسكندرية
جميع العروض التى عرضتها كانت داخل بلدتى الإسكندرية فقط والآن أجهز لعروض خارجها ونعمل بالفعل على مشروع «سيما مصر» ونأمل أن نصل به إلى الصعيد لعدة أسباب أولها العنف المسيطر على هذه المنطقة إلى جانب أنه لا توجد أى ممارسات فنية تحدث هناك، وأتمنى أن تتجاوب الناس هناك مع هذا المشروع وتحدث مناقشات بيننا وبينهم على الأفلام التى ستعرض لهم.
الدولة وسينما فى كل مكان
لم أسع إلى دعم من الدولة ولم أتحدث مع أى مسئول فيه فأنا أرى أن كل شخص يؤدى دوره وأنا أشعر أن هذا دورى تجاه السينما، وأنا أعمل فى وظيفة غير الفن مختلفة أستطيع الصرف على معظم الأشياء فى هذا المشروع، إلى جانب الدعم الذى حصلنا عليه من آفاق.
طموحات سينما فى كل مكان
أتمنى لهذا المشروع أن يصل لكل الناس وأتمنى أيضا ألا أكون بمفردي، وأريد من الشباب أن يتقدموا بمبادرتهم الخاصة وكل محافظة يكون فيها مجموعة مسئولة عن ذلك، ولو طلبوا أى مساعدة سأكون تحت أمرهم دائما سواء بالأفلام أو أى شيء، وأتمنى أن الذى يأتى يطور من المشروع أكثر منى شخصيا، فمصر بها 90 مليون وأنا مهما فعلت لا أستطيع أن أصل لكل هذا الكم الهائل من السكان. •