الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حتى فى الإعادة : الإقبال الضعيف.. سببه الارتباك!

حتى فى الإعادة : الإقبال الضعيف..  سببه الارتباك!
حتى فى الإعادة : الإقبال الضعيف.. سببه الارتباك!


صوتك أمانة لابد أن تدلى به لمن يستحقه، لابد أن تتحمل مسئولية اختيارك، لا تقاطع فالمقاطعة سلاح الضعيف وهى نوع من المراهقة السياسية، فالدنيا لن تتوقف لأنك لم تذهب للانتخابات، العملية الانتخابية سوف تستمر لكن النتيجة سنندم عليها جميعا، هذه بعض الجمل التى نسمعها جميعا فى كل وسائل الإعلام فالبرلمان واقع أصبح قريبًا جدا لكن تبقى صعوبة الاختيار.
 
فعدد المرشحين على مستوى الجمهورية يصل إلى 5 آلاف مرشح على المرحلتين وإمكانية وضع سيرة ذاتية لكل مرشح على موقع اللجنة العليا للانتخابات أمر صعب على حد قول اللواء رفعت أبو القمصان فى أحد البرامج الإذاعية، الكل يعول على  الناخب هو من يملك قراره  علية بالبحث والمعرفة وعدم التخاذل.
وقد تفاجأنا جميعا بنسب المشاركة الضعيفة للناخبين وخاصة الشباب، وبدأت تطرح التساؤلات عن عزوف الشباب عن الإدلاء بأصواتهم وهل نحن حقا شعب لا يهتم بالعملية السياسية وأن الاهتمام خلال الأربع سنوات الماضية كان اهتمامًا مؤقتًا أم أن هناك مشكلة حقيقية فى عدم معرفة الناخبين للمرشحين وفشلهم فى التواصل مع دوائرهم؟
ليس صحيحا أننا لا نهتم بالانتخابات، ليس صحيحا أننا نختار عشوائيًا فالمتابع لأسئلة الناس على وفى  وسائل الإعلام  ومواقع التواصل الاجتماعى يدرك أن الشعب المصرى بعد ثورتين على أتم استعداد للانتخابات ويدرك واجبة نحو العملية الانتخابية، لكن ربما المشكلة الأساسية التى واجهت   الناخبين فى المرحلة الأولى وجعلته يختار الاحتجاب هى الارتباك , وهى نفس المشكلة التى تواجه الناخبين فى المرحلة الثانية أيضا.
فالناخبون مرتبكون ما بين قوائم لا يعلمون شيئا عنها سوى أسمائها  وكلها تتشارك فى كلمة مصر.. وبين.. مرشحين مجهولى الهوية  المعروف أنهم من نوعية الآكلين على كل الموائد مما يجعل الاختيار صعبًا.
بعض الشخصيات السياسية نصحت الناخبين باختيار من لهم صفة حزبية كاختيار أفضل من المستقلين لدعم الحياة البرلمانية.
اللافت للنظر أن استطلاع مركز بصيرة الذى نشر قبل أول يوم  للتصويت خلال  للمرحلة الأولى كان 84% من الناخبين لم يحددوا أى قائمة سيختارونها حتى يوم التصويت.
أيضا عن سؤال: هل فى دائرتك مرشحين إخوان نازلين تحت مسميات أحزاب أخرى؟ كان  هناك نسبة تصل لـ 32% من الناخبين لا يعرفون الإجابة، بينها عن سؤال: هل تعرف من كان يمثل دائرتك الانتخابية فى انتخابات مجلس الشعب؟ كانت نسبة لا أعرف تصل إلى 85%.
• بدون معرفة
ليلى حسنى من سكان الدقى 30  سنة، تؤكد أنها كانت حريصة على الإدلاء بصوتها فى الانتخابات على الرغم من عدم معرفتها بأغلب المرشحين فى الدائرة، مشيرة إلى أنها تقصد بعدم المعرفة عدم رؤية المرشح عن قرب ومعرفة برنامجه لأن دائرتها حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، ليلى شعرت بحيرة  وقررت أن تجتمع ببعض جيرانها لتتفق على أسماء معينة خوفا من أن تعطى صوتها عن طريق الخطأ وعدم المعرفة بمرشح إسلامى.
 لذلك أعطت صوتها لمن تأكدت أنه لا علاقة له بالدين.
ليلى حاولت أن تعرف بعض برامج المرشحين وبالفعل خلال سيرها فى شوارع الدائرة كان هناك أنصار مرشح يقفون بسيارتهم يوزعون بعض الأوراق اقتربت وأخذت الأوراق، لكنها لم تكن سوى ورقة عليها اسم المرشح ورمزه ولم تجد برنامجًا.
• بعيدا عن السياسة
(مهن بعيدة عن العمل السياسى حلاق وممرضة ومؤذن وسائق). هذا ما أكدته سميرة إبراهيم من الإسكندرية حول بعض المرشحين الذين يخوضون  الانتخابات فى الإسكندرية متسائلة:
كيف لأصحاب هذه المهن أن يشرعوا قوانين  وأن يمثلوا مختلف الفئات من الشعب المصرى، سميرة تشير إلى أنها لا تقصد الإساءة لأى مهنه فلا توجد مهنة غير مهمة فى المجتمع، لكن أيضا نائب البرلمان له شروط ومعايير، وللأسف كانت الاختيارات أمام أهل الإسكندرية محدودة على الرغم من كبر عدد المرشحين لكنها محدودة لأننا لا نعلم من هم المرشحون لا نعلم شيئًا سوى اسم أو رمز وهما غير كافيين كى نضع مستقبل مصر فى خطر.
شيرين العصار قالت إنها أعطت صوتها لمرشحة سيدة وآخر مسيحى هربا من الوقوع فى فخ السلفيين والإخوان، فالمرأة بطبعها أقل فسادا من الرجل والمرشح المسيحى بعيد عن الفكر الدينى المتشدد.
شيرين لم تواجه مشكلة فقط مع مرشحى الفردى لأن القوائم أيضا كانت بها مشكلة، فقد كتبت أسماء القوائم فقط فى ورقة الانتخابات ولم تكتب أسماء المرشحين على القائمة مشيرة إلى أن حتى اختيار القوائم كان صعبًا.
• وسائل الإعلام
سيد مدكور رجل فى الخمسين من  إمبابة يقول: أنا أجلس على القهوة وأشاهد التليفزيون وأذهب لعملى ولا حديث سوى عن الانتخابات استمددت المعلومات من على القهوة عن المرشحين، حيث يتبادل رواد المقهى بعض الأحاديث عن بعض الشخصيات.
سألته: هل حضرت أى مؤتمرات انتخابية للمرشحين فأجاب لم أحضر ولا أعرف لها ميعادًا، فلا يحضرها سوى أعضاء الحزب الوطنى السابقين وأعضاء المجالس المحلية السابقة، هم من يرتبون للمؤتمرات ويعلمون بعضهم بها لكن المواطن العادى لا يكون فى الغالب مدعوًا، وربما يكون غير مهتم، لذلك المواطن المصرى مصدره غالبا وسائل الإعلام هى التى تعطى مساحة للمرشحين  وللقوائم وللأحزاب للحديث عن برامجهم الانتخابية.
• اللجنة العليا للانتخابات
مها فتحى 35 عاما تقول إنها لجأت لموقع اللجنة العليا للانتخابات وتعرفت على دائرتها ومكانها وكم مرشحًا وقائمة سوف تختارها، لكنها لم تجد من هم المرشحون ولم تتمكن من الوصول لتاريخهم السياسى أو حتى تعرف ما يمكن أن يقدموه من خدمات لذلك لم تذهب للإدلاء بصوتها بعد أن رأت فى الشارع لافتات لشخصيات من محترفى لعبة البرلمان وممن كان لهم تاريخ سياسى سيئ أيام الحزب الوطنى.
•اكتب طلب
محمد إبراهيم على المعاش من سكان إمبابة يقول: عمرى ما انتخبت فى حياتى لأنى أفقد الثقة فى المرشحين، فى البداية يأخذك بالحضن والقبلات وعندما يحصل على المقعد ينسى من انتخبه، كل علاقتى بالانتخابات رؤية صورهم أثناء تجولى فى الشارع  عند خروجى من المنزل والرجوع إليه.
إبراهيم يضيف: خبراتى السابقة  بأعضاء مجلس الشعب لم تكن جيدة كل من كان يحتاج لهم كان يقال له اكتب طلب وسوف ننظر فيه  ولم يساعد أى نائب أحدًا من أبناء دائرته.
قبل الثورة أو بعدها لم أنتخب ولا مرة فى عمرى وأنا غير مقتنع أساسا بوجود برلمان.
سمير محمد محاسب يقول: لن أنزل انتخب لن أتبع طريقة (حادى بادى) فهى طريقة غير مجدية لا أعرف من هم المرشحون لا أعرف سوى صورهم وأسمائهم, وانتماؤهم السياسى غير معلوم فكيف أعطى صوتى لمن فشل فى الوصول لى.
سها فوزى من سكان الشيخ زايد  تقول: إن بعض مرشحى الدائرة استخدموا الدعايا المرئية من خلال قنوات التليفزيون وقد تعرفت على مرشح الدائرة من خلال عرض برنامج له على إحدى القنوات الفضائية حيث استمرت المادة الإعلانية الخاصة به لمدة 15 دقيقة، سها تضيف تعرفت على المرشح وعلى برنامجه لكنى غير مقتنعة به فالمرشحون يتحدثون عن برامج الحكومة وينسبونها لهم، بالإضافة إلى أن الناخب أيضا يغيب عنه دور البرلمانى الحقيقى،  فالبرلمانى غير مسئول عن إيجاد شقة أو فرصة عمل والأفضل للنواب كان استغلال أموال الدعايا الانتخابية فى دعم مستشفى أو مدرسة حتى وإن لم ينجح فى الانتخابات، كان اسمه سيظل على المدرسة أو المستشفى.
دعاء شيبوب مدينة نصر المرحلة الثانية  تقول سأذهب لإبطال صوتى فأنا غير مقتنعة بجميع المرشحين ومعظمهم من الوجوه القديمة ولا يفيدون أهل الدائرة فى شيء يستغلون أصواتنا للوصول للمجلس وبعد ذلك لا ينفذون أى شيء من برنامجهم.
يمنى الهوارى مهندسة دائرة الدقى تقول: انتخبت من رأيته الأفضل فى دائرتى وغالبا لا اعتمد على حديث الناس أو أهلى، بل اعتمد على نفسى  فمن ضمن المرشحين ما كنت أعرفه جيدا من خلال وسائل الإعلام ومنهم من بحثت عن سيرته الذاتية وقرأت عنه وشاهدت على اليوتيوب البرامج التى ظهر فيها ومنها استطيع أن أقيم كلامه وشخصيته، يمنى تشير إلى أن البحث عن طريق الإنترنت ورؤية إنجازاته السابقة وقراءة برنامجه وتقييم ذلك بالعقل هى الوسيلة الوحيدة المتاحة إذا كان المرشحون حديثى الترشح إما إذا كانوا من نواب سابقين فانا أيضا لا أحب التعميم ولا الحكم على المرشح من خلال توجهاته السياسية  فقط بل من خلال شخصه وما قدمه للدائرة قبل ذلك إذا كان يريد إعادة  ترشحه من جديد.
على فهمى  من أبو تيج محافظة أسيوط يقول: لأول مرة ينزل مرشحون لا أعرف عنهم شيئًا فالدائرة الخاصة بأبو تيج هى من الدوائر التى ترتبط فيها العصبيات والقبليات ويكون التصويت على هذا الأساس، هذا العام كلهم وجوه جديدة لا يعرف أهل الدائرة عنهم شيئًا فلدينا 18 مرشحا على مقعدين لا يعلم أحد عنهم شيئا.
• حملات الشباب لكشف الإخوان
فى ذات السياق تقوم حملات على الفيس بوك من خلال شباب فكر فى طرق عملية للتسهيل على الناخبين الاختيار من خلال تقديم سيرة ذاتية لكل مرشح وفضحه إذا كان من الإخوان أو الفلول وهى وسيلة، شعبية يعتمد عليها كثير من الشباب الجاد الذى لا يريد أبطال صوته ولا يريد المقاطعة ويريد أن يضع صوته فى مكانه الصحيح.
من ضمن هذه الحملات:
«النائب المحترم يصنعه ناخب محترم»، التى قامت بإرسال أكثر من 50 ألف  رسالة توعية بالانتخابات عبر الهواتف المحمولة  من خلال خدمة الرسائل النصية.. هذه الحملة مقرها الدقهلية..  وقد أرسلت الحملة إرشادات لاختيار النائب ضمنها: صوتك أمانة وشهادة حق فلا تعطيه إلا لمن يستحق- لا للمال السياسى ولا للعصبية- بإيدك لسه فى أمل- نوصيك بحسن الاختيار - احذر النائب الذى يريد الحصانة لحماية مصالحه الخاصة- من أجل أبنائك أختر النائب الجاد الواعى بقضايا الدائرة- صوتك هيفرق - أختر النائب الصادق مع نفسه أولا ومع الغير ثانيا- اختر الرجل المناسب فى المكان المناسب كى نجنى ثمار ثوارتنا التى طالما سعينا إليها طيلة السنوات الماضية - نريد نوابا يكونون ممثلين للأمة أى نوابًا حقيقيين قادرين على تمثيل الأمة وقادرين على تحقيق أهداف الوطن ومصالحه.
جملة أخرى وهى حملة (لا للأحزاب الدينية) التى اعتمدت فى برنامجها على فضح مرشحى التيارات الإسلامية من خلال وضع قوائم سوداء الحملة، أشارت إلى أن مقاطعة الانتخابات لا تفيد سوى قوى الظلام حيث اعتمدت الحملة على كشف زيف المتسترين بعباءة الدين والذين يخلطونه بالسياسة حيث ناشدت الحملة الناخبين بتحرى المصلحة الوطنية عند اختيار النواب وقراءة تاريخهم ومعرفة أصولهم وأيديولوجياتهم واستقراء برامجهم الانتخابية.
الحملة ستضع قائمة سوداء بأسماء كل من يدعمه الإخوان والسلفيون والمتاجرون باسم الدين، ومن كانوا مشاركين فى اعتصام رابعة والنهضة والكشف عن هؤلاء أمام الجميع وعدم انتخابهم والتحذير منهم. •