مراحل اكتمال القمر
هيام النحاس
قمر جديد يكتمل فى سماء حياتك، هكذا تكون البداية مع سن الأربعين، فالرجل الأربعينى عادة ما يكون أكثر جاذبية فى هذا العمر، فتلك الخصلات البيضاء لا شك أن لها تأثيرًا عظيمًا على النساء خاصة إذا كلل هذا شخصية قوية ناضجة مسئولة.. فينظر إليه نظرة هيبة ووقار.
أما عن المرأة بعد الأربعين فيمكن أن نسميها فى هذا العمر بلا مبالغة المرأة الحديدية، قوية الإرادة والتصميم، ولكن هذا لا يعنى جفاءها أو قلة رومانسيتها، بل العكس تمامًا فهى فى أوج جمالها وأنوثتها وقوة شخصيتها فى الوقت نفسه.
فى الأربعين أنت على موعد مع بداية جديدة، عمر جديد، أنت من تحدد ملامحه وخطوطه وأشخاصه وخاصة فى الحب الذى يأتى على مهل كعادة الأشياء الجميلة.. ناضجًا ممتزجًا بين الرومانسية والرزانة.
يفضلنه أربعينيًا
حالة النضج والاتزان التى تتصف بها المرحلة الأربعينية تضفى هالة من الجاذبية على الرجل فى هذا العمر، خاصة أنه لا توجد امرأة أو فتاة تحبذ شخصية الشاب المراهق العصبى أو المتهور أو ذى الشخصية المتأرجحة فى القرارات والأفعال، إنما يبهرها الثبات وقوة الشخصية فى رجلها.
كما أن الرجل نفسه فى هذه المرحلة يكون أكثر حكمة فى إدارته لحياته وتحديد أولوياته واختيار شريكته وفقًا لقواعد العقل والقلب معًا.
والأهم هو قدرته على الحفاظ على اختياراته هذه بقياده عاقلة ورزينة.
فإذا وصف حبه بالعاقل فإنه أيضًا قوى ثابت ليس من السهل التخلى أو التنازل عنه.
وحول تسمية البعض لحب الرجل فى الأربعين بنزوة أو أزمة منتصف العمر، فبالطبع سيكون ذلك إذا كان فى وجود زوجته غير مراعٍ مشاعرها أو حقها فى امتلاك حبه، واستسهاله البحث عن حب بديل بدلاً من إعادة إحياء حبهما معًا، أما مع استحاله الحياة بينهما بالانفصال فعندها يكون لديه الحق فى البحث عن شريكة شرعية جديدة لحياته.
الأربعينية جريئة
كعادة الفتيات فى بداية العشرين بمجرد انتهاء المرحلة الجامعية تفكر فى الحب والزواج بشكله الوردى، فهى ترغب فى أن يأتى فارسها ليزين إصبعها بدبلة الخطوبة وتتباهى بها بين قريناتها، ثم تفكر فى فستان الزفاف الأبيض وتفاصيله وطلتها يوم زفافها.
كل الأمور التى تشغل بالها هى الهوامش فقط، الشكل الخارجى والظاهرى للأشياء فقط، القلب والمشاعر هما من يتحكمان بقراراتها.
إنما فى الأربعين المرأة تعرف جيدًا ماذا تريد وعلى أى أساس تختار شريك حياتها حتى إنها تكون قد تعلمت كثيرًا من تجربتها وتجارب المحيطين بها.
هذا ما حدث مع صديقتى التى كانت قد تزوجت تحت ضغط أسرتها من عريس ميسور ورغم عدم ارتياحها فإنه كان من الصعب أن ترفضه أى أسرة باعتباره «عريس لقطة» لوسامته ومستواه المادى والاجتماعى.
وتزوجت خلال شهور وانتقلت معه إلى إحدى الدول الأوروبية، ثم عادا للاستقرار بمصر بعد 3 سنوات.
ولكنها قررت الانفصال بمجرد نزولها بلدها أجلت قرارها فى الخارج خوفًا من بطشه بها فى الغربة، وتحدثت مع أسرتها عن شخصيته وأسلوبه المختلف تمامًا عما كانت تتوقعه أو تظنه فترة خطبتها.
وسقطت كل الأقنعة بعد أول سنة من زواجهما، ولكنه كان يهددها إذا ما فكرت فى طلب الطلاق.
ورغم إصرارها على الانفصال فإن أسرتها رفضت تمامًا ووصفت قرارها بالأهوج وإنها «تحمد ربنا ع النعمه اللى هى فيها وإن كل أصحابها وأقاربها بيحسدوها على جوزها».
وباءت كل محاولاتها بالفشل فى الانفصال عن هذا الزوج الذى أقل ما وصفته به بأنه نرجسى واضطرت لاستكمال الحياة معه، ولكن بعد مرور عام قامت برفع قضية خلع وتحدت الجميع، ولكنهم لم يغفروا لها هذا القرار وضيقوا عليها الخروج أو التواصل حتى مع صديقاتها ورفضت هى الزواج أيضًا كلما ألحوا عليها.
لكنها على الجانب الآخر صممت على الخروج للعمل وإعادة بناء حياتها وأصبحت أكثر اجتماعية وانطلاقًا وتدرجت فى عملها وتفوقت فيه، وهناك تعرفت على شريك حياتها الذى أعاد إليها الإحساس بالأمان والثقة فى الحب والاستقرار.
على هذا الأساس كان اختيارها له من بين كثيرين كانوا قد تقدموا لها.
تحكى قائلة: «ظن الجميع أنى بوصولى للأربعين قد أوشكت حياتى على الانتهاء، ولكنى كنت أعرف ويحدثنى عقلى أن هناك حياة جديدة ستزهر بداخلى، ففى عمر الأربعين تتلاشى كثير من المخاوف فأصبحت أكثر قوة ووضوحًا فى التعبير عن نفسى ومشاعرى، حتى إن كثيرًا من الاعتبارات الاجتماعية «غير الصحيحة» أصبحت لا ألقى لها بالاً، وأول ما فعلته هو البحث عن نفسى وقراءة الأشياء على حقيقتها.
تضيف: هناك بالفعل حالة من النضج تطغى علي هذه المرحلة العمرية تجعل الاختيارات أكثر وضوحًا، وكثير من العلاقات تبدأ فى هذا العمر وعادة ما يثبت نجاحها خاصة بعد تجارب كثيرة سابقة عادة ما تبدأ فى العشرينيات يسيطر على أغلبها التهور والانفعال والتى قد تنتهى سريعًا بإعلان الانفصال، لكن مع الأربعين تكون ندوب كل تلك المراحل السابقة أوشكت على الالتئام ونتهيأ لبداية جديدة.
تكمل: «اكتشفت فى هذا العمر الذى يسميه البعض سن اليأس أنه سن النضج والحب الحقيقى، وبدأت مع زوجى قصة حب لم أكن أتخيلها حتى وأنا فى العشرين، وليس صحيحًا أنه يكون فاترًا أو باردًا يخلو من جنون حب العشرين، ولكنه مزيج من الجنون والعقل والرومانسية والتهور حتى الشعور بالغضب موجود، ولكن سريعًا ما أكون قادرة على احتواء الموقف وتهدئة الأمور بعد أن فهمت المعنى الحقيقى للحياة الزوجية».