الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
هى .. «عشقى»

هى .. «عشقى»

منذ نعومة أظفارى وأنا أعشق مصر العروبة وطفقت كلما امتد بى العمر منكبًا على قراءة دواوين شعرائها الأفذاذ ومدبرًا النتاج الفكرى والأدبى لأدبائها العظام ومتابعاً بشغف كل ما يدور فى ساحتها من أحداث وتطورات.



كنت أدعو الله سبحانه أن يمن علىَّ بزيارة معالمها والتبرُّك بأرضها الرسولية التى تشرفت بالإشعاع الرسالى لأنبياء الله عليهم السلام وشهدت الزيجة المباركة لأبى الأنبياء العراقى سيدنا إبراهيم بسيدتنا المصرية هاجر .

ما زلت فخورًا بفرادة وعظمة حضارتى وادى النيل ووادى الرافدين مأخوذا بعلاقات شعبينا الضاربة فى أعماق التاريخ…

شاءت إرادته سبحانه أن تتحقق تلك التطلعات وتتاح لى ولو بعد عقود فرصة العمل كسفير لبلدى لدى القاهرة ومندوبها فى جامعة الدول العربية للفترة من أواخر عام 2016 ولغاية أواخر عام 2018 .

ابتسم لى الحظ كى أترجم ذاك الحب لهذا البلد الشقيق ولشعبه الكريم إلى مشاريع عمل ثنائية من شأنها استنهاض ذلك الإرث الباذخ من العلاقات والوشائج التاريخية  وتحويل هذه الحالة الوجدانية النبيلة إلى اتفاقيات اقتصادية وثقافية وأمنية تعود بالنفع لكلا الجانبين.

تقريبًا ، هذا ما جرى فعلًا خلال مدة خدمتى حيث تدفق النفط العراقى إلى مصر وبشروط سداد ميسرة وتوافد عشرات الآلاف من الطلبة والسواح ورجال الأعمال العراقيين للاستفادة من الفرص التعليمية والسياحية والاستثمارية المصرية. كما صار بمقدور العراقيين شراء واستهلاك العديد من السلع المصرية التى عجت بها الأسواق العراقية ثم شهدنا عودة ميمونة للعمالة المصرية إلى الساحة العراقية عبر الشركات المصرية العاملة فى العراق سيما فى قطاعى النفط والطاقة والإنشاءات .

 من هنا،  تعززت العلاقات الأمنية بين البلدين اللذين أرادهما الله أن يتصديا لمقارعة التطرف والإرهاب فى المنطقة وأن يعكسا الوجه الاعتدالى التسامحى التنويرى لأمتينا العربية والإسلامية فضلا عن انبثاق تفاهمات عراقية مصرية تنقل البلدين إلى آفاق تعاونية رحيبة.. حفظ الله  البلدين الشقيقين مصر والعراق.