الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مــن يدفـــع تعــويضــــات سـفينــــة القنـاة؟!

الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس
الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس

 نفت مصادر بهيئة قناة السويس مسئولية القناة عن أي تعويضات تتعلق بحادث تعطُّل السفينة البنمية، مشيرة إلى أن مسئولية التعويضات عن إغلاق القناة بسبب جنوح السفينة بما ترتب عليه من خسائر، تحملتها شركات السفن المتعطلة وليست مسئولية مصر، ولا يترتب أى أعباء على القاهرة.



وقالت المصادر إن التعويضات للشركات المالكة للسفن والحاويات نتيجة التأخير فى المرور من القناة تقع على كاهل إدارة السفينة «إيفر جيفن» وربانها فقط.

وأكدت المصادر أن مصر لن تكون مطالبة بتحمل تعويضات تأخير؛ بل على العكس تمامًا من حقها أن تطلب تعويضات من الشركة المالكة للسفينة الجانحة.

وكانت شركة «إيفر جيفن» التى تدير السفينة الجانحة قد أقرت بمسئوليتها عن تكاليف الأزمة، ومسئوليتها عن نفقات عملية التعويم وتكلفة الإصلاح.

وتسببت «إيفر جيفن» العملاقة بعد جنوحها داخل القناة، لإغلاقها ما أدى لتعطيل شحنات بقيمة 9٫5 مليار دولار لليوم الواحد خلال فترة الإغلاق، مع عواقب «هائلة» على الاقتصاد العالمى.

وبحسب تقارير صحفية بريطانية، عَلِق خلال فترة إغلاق القناة ما لا يقل عن 150 سفينة مع «وجود بضائع بقيمة 29 مليار دولار».

وقالت التقارير إن الكلفة الحقيقية أعلى بكثير لأن التأخير فى السلع الحيوية يتسبب فى خسائر للشركات بجميع أنحاء العالم.

وكشفت صور نشرتها وكالة «نوفوستى» الروسية بالأقمار الصناعية عن مسار غريب سلكته سفينة الحاويات «إيفر جيفن» قبل دخولها والجنوح داخلها، وقالت الوكالة إنه وفقا للصور اتبعت السفينة مسارًا مثيرًا للجدل فى البحر الأحمر، وتظهر أنها سلكت مسارًا دائريًا وغير مفهوم قبل أن تدخل ممر القناة.

من جانبه قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس: إن أمر الغرامات التى سيتم فرضها على الشركة المالكة للسفينة «إيفر جيفن» سيكون بعد التحقيقات الجارية حاليًا لمعرفة أسباب جنوح السفينة بقناة السويس، متابعًا: «بعد التحقيقات هيبقى فى كلام فى موضوع الغرامات».

وأضاف أن حادث جنوح السفينة فى قناة السويس أمر يحدث فى العالم بأكمله، ولن تفقد قناة السويس أهميتها بسبب هذا الحادث، مردفًا: العملية صعبة ولو لجأت السفن لطريق رأس الرجاء الصالح سيكون أصعب.

وأكد رئيس هيئة قناة السويس أنه بعد انتهاء أزمة السفينة الجانحة وتعويمها، ستمر بعمليات التفتيش للتأكد من صلاحية الماكينات بها، ولكن هذا الأمر يتم فى مكان آمن بعيدًا عن حركة الملاحة لعدم تعطيل القناة مرة أخرى.

وتابع: إنه بعد التأكد من صلاحية السفينة للمرور فى قناة السويس، يتم إطلاقها تمر بسلام لاستكمال رحلتها، موضحًا: لم يحدث حتى الآن تغيير السفن العالقة اتجاهها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ونحن علقنا الملاحة فى قناة السويس لحين الانتهاء من حل الأزمة.

وأكمل: لن نفقد عملاءنا، وممكن أن نقدم حوافز للسفن وبنشوف إيه اللى ممكن نعمله ونشوف السفن المتعطلة لدينا، نبحث ما هو الممكن أن نقدمه لهم مع التوكيلات بحيث نساعد العملاء ولن نتخلى عنهم، مشيرًا إلى أن العام الماضى حقَّقت قناة السويس إيرادات بقيمة 5 مليارات و600 مليون دولار، قائلا: نحن بالطبع نتأثر بهذا الحادث لأن القناة واقفة حاليا، ولكن دخول الكراكات للمساعدة فى تعويم السفينة الجانحة أمر جديد أثنى عليه الخبراء.

وقال الفريق أسامة ربيع إننا ننقل صورة حقيقية، ونتعامل بشفافية ولا يوجد أى شىء نخفيه حول السفينة العملاقة، مشددًا على أن القناة تعمل بشكل كامل للانتهاء من هذه المشكلة، حتى تعود قناة السويس المجرى الملاحى الآمن والأقصر فى العالم.

وأكد أن الرئيس السيسى يتابع يوميًا بالأرقام والحسابات والصور ما يتم فى هذا الملف، وكذلك رئيس الوزراء، وجميع أجهزة الدولة، لن نقول شيئا غير واقعى أو غير حقيقى حول الحادث.

وحول تخفيف حمولة السفينة، قال الفريق أسامة ربيع: هذه الخطة رقم 3 ونتمنى ألا نصل إلى هذه الخطة.. وهى تجهيز سفن معدة بحيث يتم تفريغ حمولة السفينة العملاقة، ولها حسابات من أجل إتمام عملية التخفيف.. والتعويضات والخسائر سوف يتم الحديث عنها بعد التحقيقات.. وتم التأكيد على التحفظ على كل شىء من أجل التحقيق.

وأوضح: إننا طلبنا التحفظ على كل الوثائق المسجلة والمصورة والمكتوبة من قبطان السفينة الجانحة بقناة السويس للجوء إليها بالتحقيقات.

وأضاف: إن القناة مر منها سفينة تزن 240 ألف طن، وهى أكبر من السفينة الجانحة، بالإضافة لكون السفينة الجانحة عبرت القناة من قبل، مشددًا على أن قناة السويس صالحة لهذه الأعماق والأحجام.

وقال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس: إن شركة «سميت» الهولندية، وصلت فى اليوم الثانى لعمليات تعويم السفينة الجانحة الموافق 25 مارس، وهى أكبر شركات الإنقاذ العالمى، وبمجرد وصول أفراد الشركة تم الاجتماع معهم وإبلاغهم ما تم فى البداية، وأثنوا على عمل الهيئة، «الشركة مغيرتش فى الخطة بتاعتهم على اللى احنا شغالين فيه، من عمليات التكريك والشد والقطر وأضافوا سيناريو وحيدا وهو تخفيف الحمولة، وقالوا دى عملية صعبة نبدأ بيها».

وأضاف «ربيع»: إنه فى نفس اليوم بدأت الكراكة «مشهور» فى عمليات التكريك ووصلت لعمق 13 مترا بعدما كان 2 - 5 أمتار، ووصل عدد القاطرات العاملة لـ8 قاطرات بدلا من 4 أو 5.

ولفت إلى أنه تم الانتهاء من عملية التكريك، والدفع بـ6 قاطرات زيادة ليكون الإجمالى 14 قاطرة موجودة فى عمليات التكريك للسفينة.

وتعتبر سفينة الحاويات البنمية «إيفر جيفن» من أكبر سفن الحاويات حيث يبلغ طول السفينة 400 متر، وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 223 ألف طن.