الجمعة 14 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اللى عملوها واللى باعوها واللى ضيعوها الكـل باع الثـورة

اللى عملوها واللى باعوها واللى ضيعوها الكـل باع الثـورة
اللى عملوها واللى باعوها واللى ضيعوها الكـل باع الثـورة


بعد عامين من الثورة نجد أنفسنا لم نصل لشىء، بل حتى أهداف الثورة التى دفعت مصر ثمنها من دماء شبابها أصبحت أحلاما تذروها الرياح.. فالثورة باعتها كل الأطراف.. هانت على الجميع وكان الخاسر الوحيد هو الشعب المصرى الذى آمن بها  ليدخل المواطن المصرى البسيط فى دوامة من الأحزان والمآسى ويستمر الإهمال وتمتهن كرامة المصرى كما كانت فى السابق، ويتساءل بكل الألم والحيرة بأى حال عدت يا عيد.
هذا هو لسان حال المواطن المصرى الذى لا يملك من العيد إلا اسمه ولا يملك من الذكرى إلا إحياءها دون حتى الاحتفال بها، فمن إحياء ذكرى ثورة 23 يوليو إلى إحياء ذكرى ثورة 25  يناير تدور الأيام ويدور المواطن المصرى فى رحاها ليبحث عما يسد قوته بعد أن باعه كل من تحدث باسمه فى سوق النخاسة السياسى، الذى ترتفع أسهمه قبيل كل طابور انتخابى يقف فيه المواطن على أمل رسم مستقبل أبنائه بعد أن ضاع حلمه هو ما بين وعد وتصريح واستنكار. ومع الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة خرج الشعب من الصف ليجلس على منصة القضاء ليحاكم سارقى أحلامه.. السياسى الطماع والإخوانى النصاب والسلفى الذى استباح كل هذا.
وفى هذا الملف نطرح الأسئلة حول من خذل الشعب المصرى ومن المتهم الرئيسى فى هذا المشهد العبثى الذى فرض علينا.
«صباح الخير» 
فى البداية  يقول الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى لا شك أن ماحدث خلال العامين الماضيين يشير إلى وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى لا أعرف تفاصيلها، فأنا أتحدث عن توقعات وليست معلومات لكن تطور الأحداث والأساليب التى اتبعت فى إدارة البلد، خاصة تقديم الاستفتاء على التعديلات الدستورية بدلا من وضع دستور جديد وتقديم الانتخابات على وضع الدستور وانسحاب المجلس العسكرى بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، هذا كله يشير إلى صفقة تمت بين الإخوان والمجلس العسكرى ولا استبعد وجود الأمريكان فى هذا السيناريو، فأمريكا لها تأثير على الطرفين وللأسف كثير من الأحداث التى وقعت لا يوجد لها تفسير منطقى حتى الآن فهناك جوانب غامضة.
وعن التيار المدنى وجبهة الإنقاذ يضيف حجازى.. يستطيعون أن يلعبوا دورا مهما لا أستطيع أن أتنبأ بنتائجه ومما لاشك فيه أن المجموعة المهمة من الشخصيات التى أسست جبهة الإنقاذ، بالإضافة لشباب الثورة والجماهير التى لم تشارك قبل ذلك وضاقت ذرعا اليوم بما آلت إليه الأوضاع  تستطيع أن تنضم لمعسكر الثورة كى توازن السلطة القائمة وأن يعاد النظر فى الدستور الملفق وأن نتلافى وننجو من الوضع الحالى. 
ويرى حجازى أن الكلام على إن الجبهة تم إنشاؤها فى وقت متأخر هو كلام لن يقدم ولن يؤخر، فنحن يجب أن نتحدث عن المستقبل ولا نسعى للتفرقة والتمزق فنهاية الثورة تحدث مع بداية الطغيان وانفراد الإخوان بكل أمور البلد وهى ترفع المصحف والسيف.
ويشير حجازى إلى أن الإعلام الحكومى والصحف الحكومية التى تسمى نفسها زورا وبهتانا بأنها صحف قومية متورطة فى إفساد المشهد الحالى، وإن الإعلام الخاص والقنوات الخاصة لعبت دورا مهما ومشرفا فى التصدى للطغيان وكشف العورات والثغرات المسكوت عنها، فهناك مجموعة من الإعلاميين يجب أن نحييهم على مواقفهم كعادل حمودة وإبراهيم عيسى.

ريشة محمد عبلة
 الثورة صنعها الشارع وحصدتها اللحى
الروائى يوسف القعيد يرى أن الذى خذل الشعب المصرى هم لصوص الثورات هم من سرقوا الثورة وهم الإخوان والسلفيون والتيارات الإسلامية والذين لم تكن لهم علاقة بالميدان ولم يشاركوا بالثورة من البداية ونسبوها لأنفسهم وتعاملوا مع الشعب على أنه متفرج.
ويضيف القعيد: إن المجلس العسكرى يتحمل المسئولية على الرغم من أن المشير كان قويا إلا أنه لن يدخل التاريخ لأنه سلم حكم مصر للإخوان وأن الأمريكان لعبوا دورا أساسيا باستبدال مبارك بالحكم الإسلامى لخدمة مصالح إسرائيل.
ويرى القعيد أن النخب كانت ضعيفة من البداية ولم ترتبط بالشعب ومشكلتها أنها تشرذمت ولم تتحد وانفصلت عن الواقع ولكنها لم تخن وهى نفس مشكلة الإعلام، فالإعلام غير مسئول عما حدث لكنه تفرق ولم يضع آلية للتعامل مع الأحداث.
ويحمل القعيد الشباب الذى ترك الميدان جزءاً من المسئولية.
ويستشهد يوسف القعيد بكلام وزير الإعلام الأردنى السابق  صالح  القلاب قائلا: إن الثورات تصنعها الشوارع وتحصدها اللحى.
كيف يرى الناس المشهد الثورى، هل سرقت ثورتهم؟ ومن هم سارقوها؟!
 وجود مزيف
رانيا صلاح مهندسة معمارية  ترى أن جميع الأطراف خانت الثورة بداية من المجلس العسكرى الذى سلم البلد من غير دستور وهو السبب فى الاستفتاء الباطل الذى أجرى فى 19 مارس ,2011. وفى أحداث عديدة والطرف الثانى هم الإخوان وكان البرلمان هو التجربة الأولى لوجودهم المزيف فلم يناقشوا قضية مهمة ولا مشروعاً لصالح الدولة فهم أول ناس أطلقوا على المتظاهرين بلطجية وأنهم يتناولون الترامادول ولم يفعلوا أى شىء لصالح الثورة فهم خذلوا الناس والثوار وإذا كنا فى الأول كنا نواجه عساكر الأمن المركزى، فنحن الآن نواجه  بلطجية الإخوان.
والطرف الثالث هم النخبة التى وثق فيها الشباب بأنها ستقف معهم لكن عند الجد لم تأخذ مواقف ثورية.. فجيفارا كان رجلاً ثوريا لم يكن يخشى السجن أو الموت لكن النخبة عندنا ضعيفة ومهزوزة وبدأت ترجع فى تصريحاتها ومواقفها ولم تكن بالجرأة الكافية ولم تعمل من أجل الثورة واكتفت بأن تتواجد فى الفضائيات فقط.
 مصالح شخصية
عصام خطاب مهندس يرى أن المصالح الشخصية للنخب السياسية هى التى أوصلتنا لما نحن فيه وخذلتنا جميعا.. فالنخبة السياسية التى قادت الشعب باسم الثورة هى من باعت الثورة  لأنها كانت تفكر فى مصالحها الشخصية فقط، ويكفى ماحدث بين حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح وتمسكهما بالترشح للانتخابات حتى آلت الأوضاع لما نحن عليه الآن.
ويرى عصام أن المجلس العسكرى فى البداية كان فى صف المواطن المصرى ولكن بعد تدهور الأحداث  فضل خروجه الآمن على المصلحة العليا، فسلمنا للإخوان الذين قضوا عمرهم فى السجون قتلة الفكر والإبداع.
ويشير عصام إلى أنه لا يستطيع أن يرى الصورة جيدا ولا يستطيع أن يتوقع أى شىء فى المستقبل، فالصورة ضبابية وحكم الإخوان لايبعث أى طمأنة فهم بدأوا عهدهم بالوعود الكاذبة وبالإهمال ومناقشة قضايا سخيفة.
ومازلنا مع رأى الشارع فى الثورة التى سرقت منهم.
 بلد «نظيفة»
يقول أحمد منير «28 عاما» مهندس معمارى: إن الثورة قامت من أجل أهداف معينة وكنت دائما أسمعهم وهم يرددون «عايزين عيشة نظيفة»، ولكن للأسف لم يعرف أحد منهم وأقصد من العاملين بالسياسة  كيف يحققون هذه الغاية.. المشكلة الحقيقية فى أن المعارضين للنظام السابق لم يتحدوا مع بعضهم البعض ليقودوا الثورة ويحققوا أهدافها وبدأت المعارضة تتشرذم وتنقسم إلى أحزاب وهذه هى الكارثة الحقيقية.. كان من المفروض أن يكون هناك حزب واحد فقط يمثل الثورة.. الناس الذين كانوا يحلمون أن يكون الإسلام هو الحل كان لابد أن تتنازل من أجل مصلحة البلد.. الناصريون كان لزاما عليهم أن يتنازلوا عن أحلام الاشتراكية.. الليبراليون كان يجب أن يتنازلوا عن حلم الدولة المدنية.. كل هؤلاء كان لزاما عليهم أن يتنازلوا عن أحلامهم حتى تصبح هذه الدولة «نظيفة» بلا سرقة أو فساد.. فكانت المشكلة فى التقسيم السياسى.. الثورة لم تسرق.. الثورة ضاعت ونحن نبدأ من البداية.. فالمعارضة ستظل شوكة فى ظهر الإخوان والإخوان سيظلون شوكة فى ظهر المعارضة وستظل عملية التناحر هذه ونحن فى الوسط.
هناك نقطة أخرى أود التطرق إليها وهى فكرة «الكراهية» التى أصبحت تملأ نفوس المصريين دون تفكير.. فهناك من يكره الإخوان أو السلفيين و هناك من يكره الليبراليين وهناك من يكره اليساريين.. وأصبح الشعب يكره بعضه البعض لمجرد اختلافهم فى الرؤى والتوجهات السياسية.. فما المشكلة أن نتجمع ونحل الخلاف ونتحد فى نقطة واحدة؟!
وشىء آخر وهو لا يجوز الاعتراض على شىء دون إيجاد البديل فمن يردد أن الدستور سيئ فليأتى ببديل أو من يتهم مثلا البرادعى بأنه عميل فهل لديه بديل؟!
 صديق الأمس عدو الغد
أما أحمد بندارى «27 عاما» مهندس معمارى يقول: إن السبب فى سرقة الثورة هم الإخوان المسلمون فهم يقولون ما لا يفعلون وعادة ما يغيرون أقوالهم ووعودهم ويركبون الموجة ويضللون الناس ويمتلكون القنوات الفضائية التى تخدم مصالحهم مثل قناة مصر 52 والحافظ والناس.. جل همهم هو نفى ما يطلقونه من تصريحات وتكذيب الآخرين غير أنهم يفصلون القوانين من أجل خدمة أهدافهم.. فأشد ما أزعجنى هو القرار الذين يقررون اتخاذه بأحقية من تهرب من أداء الخدمة العسكرية بالترشح لمجلس الشورى.. هذا القانون سيخدم بالطبع الإخوان لأن لديهم أكثر من 5 آلاف متهرب من العسكرية.. كذلك لم أستطع أن أفهم معنى تنصل حزب الحرية والعدالة من تصريحات الدكتور عصام العريان بشأن عودة اليهود إلى مصر فكيف يتم ذلك؟!
غير أن جماعة الإخوان تسير بمبدأ «صديق الأمس عدو الغد» فقبل الثورة كانوا يدعمون البرادعى أما بعدها فهم أعداؤه.. قبل الثورة يشتمون فى الصهاينة بعد الثورة يرحبون بهم، كذلك أنتقد بشدة أداء حكومة قنديل فهى غير قادرة على أداء مهامها أو حتى إدارة الأزمات وأنا لا أفهم أن يتم تغيير الحكومة مرتين فى 6 شهور.. ومع ذلك أنا ضد فكرة رحيل رئيس الجمهورية لأن وجوده يمنح البلاد نوعاً من الاسقرار.. فأنا أطالب مرسى بالتوقف عن التصريحات التى تنقص منه ولا تزيد من رصيده عند الشعب فهو لا يعرف أن ينتقى كلمات خطابه وهو فى حاجة إلى أن يختار الشخص المناسب لكتابة مثل هذه الخطابات.. وكذلك باختيار حكومة رشيدة تنقذنا من التخبط السياسى والإدارى الذى نعيشه وأريده أن يدقق فى  اختيار مستشاريه.
وفيما يتعلق بالمعارضة فأنا أرى أن وجود المعارضة شىء صحى للحياة السياسية ولا تفسدها، ولكن أنا أرى أن هناك من كان منهم طامع فى السلطة مثل حمدين صباحى لأنه لو كان يهمه مصلحة البلاد لكان اتحد مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
ياسر أيمن محاسب «27 عاما» يقول: الثورة تائهة وضلت طريقها وسط اختلافات القوة السياسية كلها بلا استثناء فكل منها يريد جزءاً من الكعكة وفى النهاية كان الشعب هو الضحية فالكل يسعى إلى كرسى السلطة وهذه الخلافات السياسية أثرت على البلد وأصبح الشعب ضائعا لا يفرق بين الصح والخطأ فتسألهم الإخوان وحشين يقولوا نعم طب والمعارضة حلوين يقول لا وإذا سألت أى منهم «من يصلح لكى يكون رئيسا لمصر؟!» ستكون قطعا الإجابة: «لا أحد يصلح..».
 من خذل مصر والمصريين؟!
الدكتورة أمل «47 سنة» وصفت إحساسها بمصر قائلة: حزينة عليكى قوى يا مصر.. صعبانة عليا قوى... كأنى شايفاها جسد واقع على الأرض والصقور بتطير حوليها وكل واحد يسقط فوقها ينهش منها قطعة ويعود ليطير فوقها مرة أخرى وينزل عليها صقر تانى ينهشها وهكذا.. وهى تصرخ لكن لا حياة لمن تنادى.. لا أحد يسمعها أو حتى يهتم ليعرف لماذا تصرخ.. وكأن الكل أصابهم الصمم وصرع السلطة وهوس الظهور على شاشات الفضائيات.. كلهم ينتقدون بعضهم البعض.. كلهم يتهمون بعض.. هذا خائن وهذا عميل وهذا فلول.. إذن ما المطلوب منا نحن؟! وإن كان كل الذين على الساحة عملاء وخونة وفلول وكفرة وملحدون.. عملنا الثورة ليه.. ما احنا كنا عايشين.. صحيح تعبانين لكن عايشين.. مطّمنين.. ما كانش فى مصرى إخوان ومصرى سلفى ومصرى علمانى ومصرى يسارى وده مسيحى.. لا وشوية عايزين يجيبوا يهود لمصر من إسرائيل إحنا ناقصين!! كنا كلنا مصريين وبس.. همنا كان واحد.. وألمنا واحد.. وعشان كده الثورة قامت لكن اللى بيحصل دلوقتى والله ولا مليون ثورة هتعالجه.. احنا بنتهم بعض وبنخوِّن بعض.. وكمان بنقتل بعض إيه اللى ناقص.. خلاص.. مصر بتحتضر وما حدش عايز يرحمها.
لو عايزة تعرفى بتهم مين وبتهمهم بإيه.. أنا بتهم كل القوى السياسية بكل اتجاهاتها أنهم ما بيحبوش مصر.. وأنهم خذلونا وخذلوا مصر.
  أكبر مقلب
أما عاطف «33 سنة» مهندس كمبيوتر فيقول: عندما اعتقدنا أن الثورة نجحت.. وضحكوا علينا فى الجامع وقالوا لنا إن نعم تساوى استقرار وأمن.. قلنا نعم فى 19 مارس.. وفى الانتخابات اخترنا بتوع ربنا.. إخوان ولا سلفيين مش مهم المهم أنه بيتقى ربنا.. ولقينا ناس عايزة تلغى الإنجليزى! وناس عايزة تلغى الخلع واللى عايز يجوز البنات القاصرات!! وسايبين الشباب اللى مبرطع على القهاوى من غير شغل.. والحرامية اللى فى كل حتة.. وكل اللى عملوه لما رئيس منهم جه أنهم يحتلوا كل الوظائف المهمة وياريت كان بفايدة!
أنا زعلان من التيارات الإسلامية وخصوصا الإخوان لأنهم استغلوا الدين وضحكوا علينا.. وضيعوا دم الشهداء.. الإخوان طلعوا أكبر مقلب خدناه بعد الثورة.. وبجد أنا آسف إنى صدقتهم.
  فيها.. لأخفيها
أما حسام بدران 25  سنة مهندس فيوجه اتهامه للمعارضة التى يتهمها بأنها تفعل كل هذه الجلبة لأنها لم تقتسم التورتة مع التيار الإسلامى الذى أكلها لوحده على حد وصفه ويقول.. لو كانوا جابوا البرادعى رئيس وزراء كان الجو هدى شوية.. لكن لأنهم مش فيها عايزين يقولوا إنها خربانة ومش عارفين أنهم لو كانوا مسكوها هم أولا كانوا قابلوا نفس المشاكل التى تقابل الإخوان بعد حكمهم.. بدليل أنهم حتى الحوار بيرفضوه!!
وقبل ذلك أثناء انتخابات الرئاسة كلهم تنافسوا على لقب رئيس الجمهورية بغض النظر عن مصلحة الناس والبلد.. حمدين مثلا رفض تماما أن يتولى أى منصب إلا رئيس للجمهورية.. وأبوالفتوح وعمرو موسى كلهم تصارعوا فقط ليكونوا رؤساء..  من الآخر المعارضة عايزة تبقى فيها لتخفيها.
 حلم الغلابة راح
حمدى عبدالحميد 39 سنة حارس عقار: الكل متورط فما نحن فيه.. أنا غير متعلم ولا أدرى معنى الليبرالية أو العلمانية أو أية مسميات.. لكنى على علم بالأطماع والنفوس الحاقدة... كل شخص نظر إلى نفسه ومكاسبه واستفادته من الثورة وما سيأخذه ويصل إليه بإسقاط النظام لبناء «عزبة له».. الجميع هم السبب فى أن نصل لهذه الحالة من اليأس والسرقة.. نعم الكل سرق فرحتنا بالثورة.. الكل سرق إحساسنا بالإنجاز العظيم الذى قمنا به، وبعدما فقدنا الكثير من أعمالنا أو أولادنا كنا دائما نقول فداء مصر.. ولكن إن كنا بالحق ننظر إلى مصر وما يصلح لها كلنا نتكاتف جميعا وكنا سنحقق الحلم الذى قتلوه بأطماعهم.. وحتى عندما قلنا من سيصلحها هم أتباع الله «الإخوان» من يعلمون الحق والفضيلة.. كانوا أكبر «مقلب» لنا فلم نجد منهم وفاء لوعودهم.. فلا زالت الحالة غير مستقرة أمنا وأمانا.
 العيب فى الطمع
عم ربيع الخضرى «44 عاما» حاصل على شهادة الإعدادية: من سرق حلمنا حمدين صباحى ولم نعتقد أنه سينظر إلى نفسه فقط فجميع من انتخبوه وأنا منهم قالوا إنه لم يتنازل لدكتور أبوالفتوح... ولا ألوم عليه فأيضاً الدكتور أبوالفتوح لم يتنازل لحمدين كنا خلصنا من أول جولة.. لذلك أرى أن حمدين وأبوالفتوح لم ينظرا إلى مصر كما يقولان ولم يهمهما أمر مصر، فإذا كان فيهم من مهتم بها ولحالها ويريد أن يعمل من أجلها ليس لأخذ مصالحه منها لم نكن الآن فى المأزق الذى خيرنا بين شفيق والرئيس مرسى «ولجهلنا» وقلة حيلتنا اخترنا من يتكلم بلسان الدين.. ليطابق أفعاله بأقواله لكننا لم نأخذ منه حتى الآن سوى خطابات.. ولم يقدم أى شىء فى 100 يوم ولن يقدم شيئا لمصر فكل من دخل مرشحاً للرئاسة لم يدخل لينهض بمصر وإنما ليحقق مصالح شخصية.
نعمة محمد 30 سنة دبلوم عاملة نظافة باليومية: الكل غلطان.. والكل هو السبب فى حياتنا الآن نحن فعلاً قمنا بثورة وفرحنا بيها ولم تكتمل سرقوها كل الأحزاب والمترشحين واللجنة التأسيسية والمشير طنطاوى والإخوان على رأسهم طبعا والدستور ومجلس الشورى وحتى مجلس الشعب عندما يتم انتخابه.. احنا قلبنا مش على مصر.. عشنا بفرحة وأمل أن مبارك خلعناه وأننا قمنا بثورة وأننا سنبدأ «على نضافة» بدون استغلال أو سرقة ونهب أو حزب وطنى وأمن دولة.. وظل الحلم معنا كل ما نقع فى مأزق نخرج منه بأن بكرة أحسن وحلمنا موجود وهيتحقق وهيجى رئيس ينصر الغلابة اللى زينا لكن للأسف.. الحلم حقيقى ضاع.. كل شىء ضاع إننا عملنا ثورة وأننا هنتحسن وأننا عملنا حاجة عظيمة ضاع وسط «الرجلين» وسط طمع حمدين وأبوالفتوح وسط حشد المذيعين لانتخاب الإخوان بدل من شفيق المتورط فى موقعة الجمل.. والعيب ليس فى الإخوان العيب فى الطمع.. أى شخص هيمسك البلد طالما نيته مش صافية البلد هتقفلها فى وشه والمصايب كلها هنجنيها من كل مكان إذا كان بالشهداء ولا المصابين.. احنا زى اللى معملوش ثورة مفيش إحساس بالتغيير فى أى حاجة.. الأسعار بتغلى والمرتبات زى ما هى ومفيش علاج فين الثورة؟! وبالنسبة للإخوان قتلوا فينا الحلم الأخير أننا توقعناهم زى ما بيقولوا لكن للأسف يخفون ما يبطنون