الثلاثاء 9 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فكيهة عبدالعليم : نفسى أموت بصحتى

فكيهة عبدالعليم : نفسى أموت بصحتى
فكيهة عبدالعليم : نفسى أموت بصحتى


5 أبناء و17 حفيدًا هم حياة فكيهة عبدالعليم، تعيش معهم السيدة السبعينية أجمل أوقاتها وتجهّز ليوم تجمعهم فى منزلها المتواضع بالمنوفية وكأنه يوم عيد طال انتظاره، تتشجع على تجهيز حلة المحشى التى لا يحلو طعمها إلا بصحبتهم، وتجد من يشاركها مشاهدة المسلسلات الهندية التى أصبحت متعتها الوحيدة.


تحكى فكيهة: «أكثر يوم أحبه هو الجمعة، كل أولادى إجازة وبيتجمعوا عندى من بعد الصلاة لبليل وبحس بحركة وونس فى البيت بدل الوحدة اللى عايشة فيها طول الأسبوع، وده مش بيشغل وقتى يوم الجمعة بس، ده بيخلينى مشغولة يومين كمان، من يوم التلات أطلع السوق اشترى الخضار والفاكهة، والأربعاء بوصى الجزار يبعتلى اللحمة الطازة وأبدأ أجهز للجمعة واحدة واحدة عشان ماتعبش».
وتابعت فكيهة: «كنت فاكرة لما أولادى يخلصوا تعليم ويتجوزوا، أكون خلصت رسالتى لكن اكتشفت أن رسالتى بدأت من تانى مع أحفادى، الصغار منهم بحضر لهم فى دخول المدارس فطير وعصير عشان ياخدوه مع السندوتشات وبستناهم فى الفسحة يعدوا عليّا أتونس بيهم ولو 10 دقايق، أصل البيت قدام مدرستهم بالضبط».
أحفادى الكبار 7 كل واحد منهم عشت معه فرحة مختلفة، حفيدتى الكبيرة وهى عروسة أغلى فرحة على قلبى، ولما حضرت حفلة تخرج حفيدى فى الكلية الحربية وشفته ببدلة الضابط كانت أكبر من فرحة دخلة أبوه عليا بنفس البدلة، والدكتورة والمحاسب واللى شغالة فى البورصة حسسونى أن اللى زرعته طول عمرى فى ولادي  بشوف طرحه فيهم».
مثلما يفرح كبار السن بأبسط الأشياء، تؤثر المواقف الصغيرة فى نفسيتهم وتجعلهم يشعرون بالضيق، كانت تتمنى فكيهة أن تجد من زوجة ابنها التى تعيش معها فى نفس المنزل معاملة طيبة كالتى كانت تعاملها لوالدتها وحماتها، لكنها فوجئت بمعاملة جافة حتى فى أيام مرضها وليالى الشتاء الطويلة لم تجد منها أى اهتمام.
هو أنا هلحق ألبسها؟
وعن مواجهتها للمواقف التى تحزنها قالت «فى الأول كنت بسكت وأوقات كثير كنت بعيط قبل ما أنام عشان بكون عايزة اللى يراضينى ولو بكلمة، لكن بلاقى كل واحد راح على بيته وأنا بقيت لوحدى، لكن دلوقتى بقيت أحكى وأفضفض عن اللى جوايا حتى لو هتكلم مع نفسى».
ساعات بحس أن وجودى فى الحياة مش مهم، كل مرة بجيب لنفسى جلابية أو عباية جديدة بفكر كتير قبلها، بحس إنى مش هلحق البسها وأقول أوفر فلوسها لحد من أحفادى يجيب لنفسه بنطلون ولا قميص للجامعة، لكن بلاقى ولادى فى عيد الأم بيختارولى هدوم جديدة، ورغم كده مش بلبسبها وبقول لما أموت يبقى بناتى ياخدوها.
الموت هو أكثر ما يخيف فكيهة، ليس لأنها ستفارق الحياة أو غير مستعده للقاء الله بل تخاف من أن تموت دون أن يشعر بها أحد وتظل أياما فى منزلها جثة لا روح فيها « بقالى 10 سنين مستنية الموت لدرجة إنى آخر مرة عملت فيها عمرة اشتريت لنفسى الكفن والمسك وجهزتها فى دولابى عشان لما أموت تكون كل حاجة جاهزة، وقررت أبنى مقبرة جديدة أكون أول واحدة تدفن فيها، فى الأول ولادى عارضونى لكن لما قلتلهم إنى مش هرتاح فى نومتى جنب اللى ظلمونى فى الدنياـ وافقوا إنى أعمل اللى يريحنى.
وعن أحلامها تقول فكيهة «عندى 73 سنة، كان نفسى أحج بس ربنا كتبلى العمرة بس، وأمنيتى الحقيقة إنى أقدر أخدم نفسى لحد آخر يوم فى عمرى وميجيش اليوم اللى أحتاج فيه لبنتى أو مرات ابنى».