الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أصابت التلاميذ بالاعتمادية والأمهات بالوسوسة

أصابت التلاميذ بالاعتمادية والأمهات بالوسوسة
أصابت التلاميذ بالاعتمادية والأمهات بالوسوسة


المعالجة النفسية والإكلينيكية زينب على، تتابع ثلاث مجموعات واتس آب للأمهات على واتس آب، بصفتها أم لثلاثة أطفال فى الأول والثالث والسادس الابتدائى،  «مجبرة ومضطرة» بحسب تعبيرها.
لكن كمعالجة نفسية، ترى أن العودة إلى زمن ما قبل «مجموعات الماميز» أفضل، وهو زمن بالمناسبة عمره أربع سنوات ليس أكثر، فمجموعات أو جروب أمهات تلاميذ الفصل، عوّدت الطلاب على الاعتمادية، فبعض التلاميذ أصبحوا لا يهتمون كثيرا بمعرفة الواجبات المنزلية، أو يتقاعسون فى كتابة ما يكتب على السبورة من معلومات، اعتمادًا على أن ماما، ستأتى به من على جروب الواتس.
إلى جانب أن الأم التى كانت تعتاد الذهاب إلى مدارس أولادها لتتابع أحوالهم وتسأل عنهم معلميهم -والملاحظة لازلت لدكتورة زينب-، هذه الأم بدأت تتقاعس عن هذه المتابعة، وتكتفى بمتابعة مجموعة الفيس، التى ترسل فيها الأمهات الواجبات والدروس اليومية وملخص ما حدث فى اليوم الدراسى،  نقلا عن أولادهن.
وبهذا فقدت هذه الأم التواصل مع المعلمين، وملاحظة سلوك ابنها فى المدرسة، والتواصل بين ابنها والمعلم من خلالها، وما يمكن أن تلاحظه كأم، ولا تنقله كلمات ولا صور الواتس.
آدمن وسوبر ستار
تتأمل د. زينب أيضًا  آدمن جروب الماميز، المتعاونة فى وضع كل خلاصة اليوم الدراسى والمذكرات وحلول الأسئلة وغيرها، على المجموعة بأنها هى أيضًا لديها حب الظهور، وتريد دائمًا أن تكون سوبر ستار، هذا غالبًا.
 وفى الكثير من الأحيان لا يحب الآباء الاشتراك فى جروب الأمهات، لأنه يرى فيه «قعدة ستات» وهو حق فى الكثير من الجروبات التى تنشر فيها بعض الأمهات أسئلة عن دواء معين إذا ارتفعت حرارة أطفالهن، أو وصفة للشعر المقصف، أو بوستات دينية، وهو ما يجعل الجادين يتوهون فى هذا الكم من الرغى،  فضلا عن الشجارات التى تنشب بين البعض بسبب سوء فهم لما تكتبه واحدة، والذى عادة ما يرجع إلى أخطاء إملائية أو قصور فى القدرة على التعبير، وهو ما كان يمكن تلافيه لو أن هؤلاء الأمهات يلتقين على أرض الواقع وليس فى العالم الافتراضى.
«تشعر د. زينب بالإزعاج الذى تشعر به كل الأمهات اللاتى يتضطررن لمتابعة أكثر من جروب، خوفًا من أن يصاب الابن بنزلة برد فلا يكون أمامهن مصدر لمتابعة ما يحدث فى الفصل، جربت أخرج من جروب ورجعت تانى،  أيوه الجروبات ليها إيجابيات بس سلبياتها أيضًا كثيرة، وسوسة وشوشرة، وكل أم برأى، وفى النهاية تفقد الأم الثقة فيما يقوله أولادها».
أغلب المعلمين المنضمين لجروب الأمهات لا يردون إلا نادرًا، فهم لديهم أشغالهم وبيوتهم، ولن يستطيعوا متابعة كل هذا.
تنصح زينب الأمهات بأن يثقوا فى أولادهم ويمنحوهم الثقة فى أنفسهم والاعتماد على أنفسهم، فإذا لم ينتبه الابن لما يقوله المعلم أو الواجبات، فعليه أن يتحمل المسئولية، حتى إن تعرض للعقاب، فوقتها سينتبه فى  المرات التالية.•