نكسر غرور السائق.. ليتجنب الحادثة
نهي العليمي وريشة الفنان جمال هلال
واجه القطاع السياحى مشاكل منذ عدة سنوات نتيجة زيادة معدلات الحوادث القاتلة والمتكررة للأتوبيسات السياحية، ووجد الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن فكرة إنشاء مركز متخصص لتعليم القيادة الآمنة، أصبح ضرورة ملحة ،أملاً فى وقف نزيف الدماء على الأسفلت، ولتوفير الملايين المهدرة على الدولة بسبب الحوادث.
فقام بإنشاء المركز المصرى للقيادة الآمنة بمدينة 15 مايو بتمويل كامل من وزارة السياحة. ليقوم بتدريب سائقى القطاع السياحى، لتدارك المواقف الخطرة التى يتعرض لها فى المواقف المرورية اليومية، وتدريبه على رد الفعل المناسب لهذه المواقف.
وأصبح هو المركز الوحيد فى أفريقيا والشرق الأوسط الذى يهدف للحد من الحوادث، عن طريق تدريب السائقين فى نموذج محاكاة للطرق الحقيقية لتدارك الحادثة قبل وقوعها.
عن المركز وطبيعة عمله كان لنا حوار مع أشرف ربيع رئيس المركز المصرى للقيادة الآمنة وعضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية.
• البداية
• ماذا عن بداية الفكرة والتنفيذ؟
- بداية الفكرة إنشاء مركز لتعليم القيادة الآمنة غير هادف للربح من سنة 2008 مع زيادة حوادث الأتوبيسات السياحية، فجاء إنشاء المركز المصرى للقيادة الآمنة وافتتح في 2012 مقتصراً على قطاع السياحة لتدريب سائقى أتوبيسات السياحة أو الليموزين أو سيارات صغيرة لقطاع السياحة فقط.
• وما مفهوم القيادة الآمنة؟
- القيادة الآمنة تدريب عملي لإدراك المواقف الخطرة التى يتعرض لها مروريا وتدريبه على رد الفعل المناسب لهذه المواقف، بمحاكاة للطرق المصرية جميعها التى يسير عليها قائد المركبة مثل: المنعطفات، التقاطعات، الطرق المتعرجة، ساحات الانتظار، لتحسين قدرات وإمكانات قطاع النقل السياحى وفق أحدث المعايير الدولية.
ثم امتد عمل المركز الآن ليشمل كل قائدى السيارات وليس القطاع السياحى فقط، ولا يوجد مثله سوى فى ألمانيا والنمسا.
• الحاجة للتوسع
يضيف أشرف ربيع: «اكتشفنا أننا أنشأنا صرحاً كبيراً فى حين أن قطاع السياحة السائقون فيه ليسوا بما يكفى لتغطية مصاريف هذا الصرح» تكلفة تدريب السائقين: الثلث من الشركة والثلث من صندوق السياحة وثلث من الغرف السياحية، وكان حصول سائقى الأتوبيسات على شهادة من المركز إلزاميًا للشركات.
ولكن أعداد السائقين أصبحت تقل يوماً بعد يوم بعد حصول أعداد كبيرة منهم بالفعل على الدورة عندنا، بدأت الأزمة من 2015 طبقا للميزانية بعد إقرار بوقف الدعم ورفعه، وإذا كنا نحن بالفعل غير هادفين للربح ولكننا من المؤكد أننا غير هادفين للخسارة، ورأيت عندما توليت المنصب أننى لن أعتمد على دعم من الوزارة ولا الاتحاد المصرى للغرف السياحية، بل تغطى المنشأة نفسها ذاتياً وتحقق عائدًا للتوسع والصيانة والتطوير وهو ما بدأنا فيه فى يوليو 2017.
• وما مصادر تنمية الدخل لديكم؟
- زودنا عدد شركات القطاع الخاص المتعاقد معها، وتوجهنا للشركات الخاصة، وأجرينا الصيانات التشغيلية نتيجة التوقف لسنوات لقلة الاستخدام للأتوبيسات المعطلة، وبدأنا نغطى تكلفتنا، وبدأنا بإدخال خطة هيكلة مرحلية وتطوير للعاملين بفكر حكومى ولكن بعقود، وطورنا الفكر فنحن لسنا هادفين للخسارة ونقدم خدمة مجتمعية، وحققنا في 6شهور ما حقق خلال السنة الماضية كلها.. كذلك فإن المساحة الكلية 102 فدان مجهز منها 35٪، فقط واقترحنا على جهات أخرى تستغلها كإيجار لخدمة أى نشاط.
• نوعان من التدريبات
• ماذا عن نوعية التدريبات فى المركز؟
- فى المركز لا نعلم القيادة بل هى مرحلة تدريبات متقدمة لكل سائقى المركبات سواء أتوبيسات أو عربيات ملاكى أو مينى باص لتجنب الحادث، ولدينا نوعان من التدريبات.. الدفاعية، ونوع القيادة الآمنة، وذلك بتعريضهم لصدمة الحادثة وسلسلة من الحوادث على الطرق المصرية بما فيه من محاكاة لجميع الطرق المصرية لأن المشكلة فى الثانيتين قبل الحادثة، وخلال يوم واحد هو زمن الدورة يحصل السائق على الجزء النظرى أولاً ثم العملى، وكبرى الشركات معنا تدرب موظفيها وسائقيها لدينا.
وأى شخص يرغب فى الانضمام حتى من الأفراد فما عليه سوى الاتصال بنا أو عن طريق موقع المركز أو على الفيس بوك وتحجز اليوم والتكلفة لا تتجاوز 1200جنيه وبوجبة غداء أساسية لأن اليوم يبدأ من 8 صباحاً لـ4مساء.
ولكل مجموعة مدرب وهناك أجهزة ربط موصلة بالمجموعة. ويمكنك أن تأتى بسيارتك أو تؤجر من المركز بسعر رمزى، ولكن يفضل أن تكون سيارتك التراكات مصممة بمقاييس الأمان حتى لا تخدش سيارتك، ولا يوجد أى ضرر للراكب، ماعدا»الخضة« لتكسر غرور قائد السيارة لأنه يشعر أن الحادثة ممكن أن تحدث فى أى مكان وأى وقت مهما كان ماهراً يجب أن يكون حذرًا ويقظًا.
• وما تفاصيل الشراكة مع الدول الأوروبية؟
- المركز المصرى للقيادة الآمنة نسخة طبق الأصل من test and training international فى ألمانيا والنمسا وتوجد شراكة الـknow how معهم وكل السائقين فى المركز حصلوا على تدريب فى النمسا وفى المركز الأم قبل اعتمادهم كمدربين هنا، وفى الأيام القادمة ستزيد الشراكة حيث سندرس التوسع لرفع كفاءة المدرب.
وكانت الخطة الموضوعة لدينا أن الستة شهور الأولى هدفنا موجه للشركات متعددة الجنسيات والكبيرة لأنها النواة الصلبة ويحقق لنا كمنشأة أن نستكمل العمل لأن المردود سريع، أما الستة شهور القادمة فسنبدأ بتعريف الناس بالمركز أكثر ونتوسع فى ذلك وقد وقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية لتدريب سائقى الوزارة ونأمل أن تكون بداية للشراكة مع عديد من الوزارات.
معوقات:
• وما المعوقات التى تقابلكم؟
- أولاً استقلالية المركز فمازال تابعاً للاتحاد المصرى للغرف السياحية وهناك أجزاء فى اللائحة المالية فيها معوقات فالمركز لا يستطيع أن يغير »لمبة« إلا بموافقة الاتحاد ورئيس مجلس إدارة الاتحاد، ومن الممكن أن يصادف عدم وجودهم وهناك شيء طارئ يجب أن نمضيه منهم، فهى تبعية كاملة تهدر الوقت ونحن نحتاج قرارات سريعة، وأقترح لائحة مالية مستقلة.
العائق الثانى هو عدم وجود قنوات اتصالات مع الوزارات، فالشركات جاءت متطوعة لتدرب موظفيها وقلت بالفعل نسب الحوادث والمعدلات لديها، يجب على وزارة النقل أن تلزم الأتوبيسات بين المحافظات بأن يتم تدريب سائقيها فى المركز وكذلك قائدى الشاحنات يجب أن يكون هناك إلزام لها، ونأمل أن نوقع بروتوكول تعاون بين المركز ووزارة النقل ومع مدير إدارة المرور لتعليم القيادة عندنا فإمكانياتنا أكثر من مدارس التعليم، والمتدرب الذى يجتاز الكورس يستلم رخصته.
مبادرة روزاليوسف للحد من حوادث الطرق:
ويضيف أشرف ربيع الشريك فى مبادرة «سلامتك أولاً» التى أطلقتها مؤسسة روزاليوسف للحد من حوادث الطرق بالشراكة مع عدد من الوزارات والهيئات: »المبادرة التى أطلقتها موسسة روزاليوسف العريقة الأولى من نوعها بسبب تفردها من ناحية الجهات المشاركة فيها وأوجه تحية للمؤسسة والقائمين عليها للقيام بهذا الدور التوعوى ونحن جزء أساسى من أول يوم لأن مبادرة كهذه لها آثار رائعة بتعاون كل الجهات لتكون الجهود مؤثرة شاملة جامعة.



