الفساد والبطالة أولوية شباب البرلمان

يمثل الشباب ما يقرب من 32% من نواب البرلمان ما يقرب من 185 شابا أى ثلث عدد النواب وبعد ما يقرب من ثلاثة شهور من بداية البرلمان واجه  شباب النواب الكثير من المشاكل والعراقيل بعضها يرتبط بالروتين والأداء البيروقراطى المترهل والبعض الآخر يرتبط بحداثة التجربة والحاجة للتدريب والصقل، لكن على الرغم من صعوبة التجربة وحداثتها فإن الايجابيات والتفاعل مع المواطنين والتواجد فى مصنع الأحداث كلها أمور تؤكد أن عام 2016 هو بحق عام الشباب.
«صباح الخير» التقت بمجموعة من شباب البرلمان لسؤالهم عن المعوقات التى واجهوها خلال الأشهر الماضية وكيف اختلفت نظرتهم للعمل البرلمانى وممارسة السياسة عندما أصبحوا داخل التجربة.
طارق الخولى قال إن الشباب مازال يخلق انطباعاته ويتعرف على احتياجاته عن طريق الاحتكاك لحداثة  تجربة المشاركة الشبابية فى البرلمان والحرص على نجاح التجربة، ولكن أعتقد أن أكثر النواقص بشكل عام التى يجب توافرها ليس النواب الشباب فحسب وإنما كل أعضاء المجلس هو وجود مساعدين برلمانيين لكل نائب كما هو موجود فى الديمقراطيات المتقدمة، والمساعدون هنا المقصود بهم القانونيون الذين يساعدون الشباب فى دراسة وتقديم مشروعات القوانين.. وأضاف أن مشاكل البطالة وعدم إيجاد فرص عمل مناسبة للشباب ووجود إصلاح تشريعى لجذب الاستثمار ومكافحة الفساد لتوفير فرص عمل للشباب هى أولويات أجندته التشريعية، وأن واجبه كبرلمانى هو تقديم تشريعات لأصحاب الابتكارات والاختراعات تسهل مهمتهم وتحفظ حقوقهم داخل البلد، فضلاً عن إصلاح الحياة الحزبية وإيجاد  تشريعات تحفيزية للأحزاب كى تطور نفسها وتندمج فى الحياة.
أحمد على، أصغر نواب محافظة القاهرة نائب المرج، يقول: على مستوى المجلس لا يوجد جديد لأن العمل الفعلى لم يبدأ بعد على الرغم من الزخم خلال الفترات الماضية، إلا أنها كانت ما بين جلسات إجرائية ثم إعداد اللائحة، ثم أعقب ذلك بيان الحكومة واللجان، لكن إلى الآن مرحلة الفرز الحقيقية لم تظهر فلم يتقدم أحد حتى الآن بمشروع قانون أو يخلق حالة أو تكوين حملات ضغط، وأول سفرية لى هى سفرية بروكسل وقد تم الاختيار طبقا لمعايير وضعها المجلس لضمان التمثيل للشباب منها إجادة اللغة وكنت مدير مشروع يتبع للأمم المتحدة خاص بحقوق الإنسان للتعليم المدنى بجامعة حلوان، وأنا لا أهتم بالسفريات على قدر اهتمامى بطبيعة عمل المجلس ولجانه، فأنا فى لجنه الشئون العربية والأهم الفترة القادمة هى اللجان.
نواجه الناخبين فى دوائرنا ومطالبهم فمع غياب المحليات تقع على عاتقنا أمور كثيرة وتواجهنا عقبات وبيروقراطية الجهاز الإدارى للدولة فالجهاز الإدارى للدولة (بعافية شوية) وجزء كبير من الجهاز الإدارى للدولة يعانى من حالة من التخبط، فعندما يتم تقديم طلب واضح لا يتم الرد عليه وإذا تم الرد فإننا ندخل فى حالة كبيرة من التخبط.. فعلى سبيل المثال تقدمت بطلب لتحويل طفل مصاب بالسرطان من معهد ناصر للأورام لمستشفى 57357 وعلى الرغم من تحديدنا للمطلوب فى المخاطبة، إلا أن الجهة المنوط بها أرسلت لنا أنها تريد إيضاح المطلوب وهذه هى البيروقراطية.
• نائب درجة ثانية
خالد أبو طالب نائب المرج يشير إلى أن تقييم تجربة الشباب فى البرلمان سابق لأوانه لأن التجربة لم تكتمل بعد، وأعتقد أن مشاكل شباب الأعضاء هى نفسها مشاكل غير الشباب من النواب فنحن موجودون بوصفنا أعضاء منتخبين وليس بوصفنا شبابا والتمييز على أساس عمرى غير مجد وليس له معنى، فأنا كنائب مستقل لدى مشاكل عديدة تواجهنى، منها عدم وجود اعتماد مالى لتغطية الأنشطة الخدمية التى ترضى أبناء دائرتى بخلاف النواب الحزبيين الذين توفر لهم أحزابهم هذا الغطاء المالى.
وكنائب عن دائرة شعبية يرى مسئولو الجهاز التنفيذى أنها درجة ثانية فتكون استجابتهم ضعيفة للنهوض بالخدمات المطلوبة للمواطنين بخلاف دوائر الدرجة الأولى مثل الدقى ومصر الجديدة ومدينة نصر وقصر النيل والقاهرة الجديدة.
النائبة منى عبدالعاطى ممثلة الشباب فى قائمة فى «حب مصر» عن محافظة كفر الشيخ مدرس مساعد بكلية الطب البشرى، ترى أن العقبة الأساسية هى عدم التعاون من جانب السلطة التنفيذية مما يصيبنا بالإحباط ويصيب أهالى دوائرنا بالإحباط، كل ما نريده هو المعلومات حتى إذا رفض الطلب فمن المنطقى أن أعرف أسباب الرفض لكن غياب وتجهيل المعلومة هو الأكثر صعوبة وتعقيدا فى التعامل مع الأجهزة التنفيذية.
وعن التأشيرات المضروبة التى هدد بفضحها أكثر من نائب تحت القبة، والتى يعطيها الوزراء للنواب أضافت منى قائلة لم أتعرض لذلك ولكنى سمعت عنها من قبل بعض النواب.
• تجربة ثرية
وكسنة أولى برلمان ترى منى أن التجربة ثرية جدا ومفيدة، فدائما ما تصفها بأنها كمن تجلس مع جمهورية مصر العربية كلها فى مكان واحد تعرف مشاكلهم وتختلط بهم من خلال نواب محافظات مصر مؤكدة أنها كطبيبة بشرية لم يكن لديها الكثير لتعرفه عن التشريعات والقوانين.
وعن أجندتها التشريعية أكدت منى أن على رأس الأولويات التعليم فبالتعليم تنهض مصر وتتطور وتلحق بركاب الدول المتقدمة مؤكدة على تمسكها بالانضمام إلى لجنة التعليم وليس لجنة الصحة بحكم تخصصها لإيمانها بأن التعليم هو الأساس، فبدون تعليم لن نحقق شيئاً ولا يحق لنا التطلع إلى مستقبل أفضل.
النائب أحمد بدوى مستقل قال إنه لابد من تنفيذ ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى بصفة عامة وهى أن يكون عام 2016 هو عام الشباب، فيجب أن يمثل الشباب فى كل مؤسسات الدولة، وللأسف لم ينفذ ذلك وقد تقدمت ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال طالبت فيه بضرورة تمثيل الشباب فى مؤسسات الدولة من خلال كونهم مساعدين للوزراء وفى الأجهزة المحلية وانتقدت التعديل الوزارى الأخير الذى تناسى تمثيل الشباب.
وأضاف بدوى أن تمثيل الشباب فى مؤسسات الدولة يعطيهم ثقة وهو ما نفتقده، فهى مشكلة العصر، ومشكلة هذا الجيل بأنه جيل فاقد للثقة فإشراكهم فى صنع القرار من الأمور المهمة ولابد من وجودهم فى كل القطاعات والأجهزة الحكومية.
«بدوى» أشار إلى نواب الشباب كانت لديهم بعض المشاكل بعضها تم حله والبعض الآخر لا يزال مطروحا فعلى سبيل المثال إعطاء الكلمة للنواب كان بها كثير من الارتباك فى البداية وهو ما عملنا على حله بشكل كبير بخلاف أن المشكلة الأساسية والتى تواجهنا جميعا هى عدم استجابة الأجهزة التنفيذية لمطالبنا، مما يحرق النواب أمام دوائرهم ويفقد الناخبين الثقة فيهم، فالحكومة ليست فى مواجهة مع الشعب بل نحن نواب الشعب الذين نكون فى مواجهة مع دوائرنا ومطالب البسطاء فيها لذلك عند التهاون فى هذه المطالب نكون نحن أمام المدفع.
بدوى أكد أن تنسيقية  الشباب التى تضم 43 شاباً تعمل على حل هذه المشكلة، وقد اجتمعنا مع رئيس المجلس والوكيلين وطلبنا دعمنا وقد وعدنا أنه بعد الانتهاء من بيان الحكومة سيكون هناك اتفاق على حل هذه المشكلة. •