السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ياخراشى؟!

من بين السطور

ياخراشى؟!

كلمة نتكلم بها ونرددها عفويا وقد لا ندركها أو نفهم معناها الحقيقى وبالبحث أو التحرى فى أعماق هذه الكلمة أو تفسيرها الواسع عثرنا على أصل الكلمة أو جذورها والظروف أو الملابسات التى أحاطت بها..



ونعود إلى الكلمة التى نسمعها بشكل فجائى أو بدون ألا وهى «يا خراشى» كلمة يدلف بها اللسان فى لحظة عابرة وهو لا يعرف معناها وقد يكون ذلك فى لحظة المفاجآت أو شىء تنزعج له أو يخصك أو العكس، شىء آخر يسعدك أو يفرحك أو كذلك تستخدم فى حالة الاستلطاف بشىء ما أو الإعجاب به عندئذ تجد نفسك تنطق بكلمة «يا خراشى» دون أن تدرى لماذا تقول ذلك، وآخرون يفسرون المعنى على هواهم أو رغبتهم ورغم ما يتردد فى هذا الخصوص توقفنا كثيراً عند أصل كلمة يا خراشى التى استخدمها الكثيرون للتعبير عن إعجابهم بالكثير من الأشياء الجميلة أو اللطيفة حتى لو كان ذلك من خلال طفل جميل أو دمية لطيفة أو حتى عصفور أو قطة أليفة خاصة من النوع الشيرازى الروسى أو الإيرانى وهو نوع من الاستلطاف والتعبير عن الإعجاب الشديد بهذا الشىء إلا أنه ثبت باليقين أن كلمة «خراشى» لها دلالة خاصة منذ زمن بعيدا جدا فقد كان الشيخ «محمد الخراشى» من الأئمة الأتقياء الفاضلين فى مشيخة الأزهر الشريف يتصف بالعدل بين الناس والمساواة فيما بينهم وكان أيضاً إماماً ناجحاً فى عمله وفى مجال الدعوة وحب واحترام الجميع الصغير قبل الكبير ومشهوراً أيضاً فى إرساء مبادئ العدالة بين عامة الناس، فالكل عنده سواسية ولا فرق بين شخص وآخر أو غنى وفقير، فميزان العدالة عنده أعمى أو معصوب العينين، لا يرى سوى الحق أو العدالة، لذا كان رمزاً كبيراً بين الناس وشعبه أو مؤيديه واتخذ صيته وشهرته من هذا التوجه النبيل إلى جانب كونه إماماً للأزهر الشريف يحالفه النجاح أو التوفيق أينما وجد، وكان يعيد الحق لأصحابه مهما كان الثمن وكان يقصده العامة ويستنجدون به ليكون حكماً فيما بينهم وليرفع المظلومية عن المتضررين تماماً مثل القاضى وكان أى إنسان يقصده أو يتوجه له لا يجد منه إلا الخير واتقاء الله فيما يفعله أو يعمله ومرتعاً خصباً لا ينضب من الخير والحق والعدالة.

ولذلك كان أى إنسان يمر بضائقة أو لديه مشكلة يستنجد به ولسان حاله ينطق ويستغيث قائلا «يا خراشى» وبهذا المعنى أو المفهوم انتشرت هذه الكلمة بين الناس واستخدمها البعض الآخر كنوع من المداعبة أو التعجب من شىء ما.. 

- لذا أنا أضم صوتى لهم مستنجدا «يا خراشى»