عمــار يا مصـــر

المدن الجديدة تنمية. والتنمية ليست بناء وخلاص.. ليست وحدات سكنية ودمتم.. ليست مساحات جغرافية إضافية تضاف إلى الخريطة والسلام. 

المدن الجديدة عمار. والتنمية معادلة معقدة يختلط فيها الاقتصاد بالاجتماع بالاستقرار، بالبناء فى سياق مجمع.. ينتج عالمًا جديدًا.. وواقعًا هو الآخر جديد.

40 مدينة جديدة خططت لها الدولة المصرية، وشرعت فى تنفيذها على أعلى مقاييس التنمية، فى خطوات لم تحدث من قبل.

 

 

(1)

نفذت الدولة المشروع على الأرض. 

لم تكن قرارات المدن الجديدة صماء. والقرار الأصم هو الذى يتخذ ولا ينفذ، أو هو الذى يخالف فى الواقع، ما كان على الأوراق فى البداية، وعلى ترابيزات الرسومات الهندسية فى مراحل التخطيط.

عمار يا مصر.

الذى تحقق على أرض الواقع كان أكبر من الخيال. أضافت المدن الجديدة لأصول الدولة حوالى 10 تريليونات جنيه. هذه أرصدة للمصريين. هذه أموال تدخل دائرة الاقتصاد، بآفاق واسعة بنظرات واعدة لمستقبل أفضل. المنصورة الجديدة مثال.

حجم استثمارات المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة وحدها وصلت حتى الآن 24 مليار جنيه.

وما زالت الأرقام فى التصاعد. الأرقام المتصاعدة فى البناء يعنى الرواج ودورات واسعة لرأس المال.

والمنصورة باكورة مدن الجيل الرابع، تم فيها تخصيص ما يقرب من 225 فدانًا للقطاع الخاص. المشروعات المنفذة والتى على قوائم التنفيذ  تليق بالمصريين. وتليق بجودة الحياة التى يجب أن يكون عليها حياة المصريين. جولة هادئة فى المنصورة الجديدة تصل بك إلى نتيجة مؤكدة بأنه تمت مراعاة جميع الخدمات بالمدينة. 

وعلى محاور الربط، نفذت فى المنصورة أكبر كم من الطرق. الطرق شرايين حياة. الطرق مش أسفلت، ولا طبقات فوق طبقات من قطران مخلوطة وفق نسب معروفة. 

الطرق شرايين حياة رابطة بين باقى المدن والمحافظات، دعمًا لحركات التنقل والنقل وتسهيل اللوجيستيات.  أكثر من 35 % من تكاليف التجارة على مستوى العالم ترصد للنقل. مع زيادة الصعوبات فى حركة النقل، ترتفع التكاليف، وترتفع أسعار البضاعة. 

ترفع الطرق القياسية من فرص الاستثمار، وتساعد على تقليل تكلفة المنتج محليًا وفى التصدير تزيد من عوائده وهوامش ربحه.. بكلفة منخفضة للمستهلك. 

الطرق شرايين حياة.. اوعى تصدق أنها مجرد أسفلت وخطوط بيضاء غير متصلة فى المنتصف وخلاص كما يتداول بعضهم على مواقع التواصل. 

(2)

المنصورة الجديدة باكورة مدن الجيل الرابع. 

ماذا عن مدن الجيل الرابع ؟ 

خد عندك.. أولًا تعتمد تلك المدن على شبكة مرافق ذكية، أو ما يمكن تصوره من أنظمة شبكية لتشغيل جميع المرافق الحيوية فى المدينة.. من أول الكهرباء والمياه انتهاء بالغاز والإنارة وإشارات المرور والخدمات المميكنة الشخصية.

من خلال أنظمة التشغيل تصبح المدينة بتصرفات سكانها على الأجهزة وفى الذاكرة الإليكترونية. ومن خلال نفس الأجهزة يمكن الرقابة على الاستهلاك الخدمى واستخلاص المعلومات من عدادات ذكية رقمية. 

الميزات كثيرة، والنظم الذكية فى تشغيل المدن غير مسبوقة فى التخطيط فى مصر من قبل. 

يتيح التحكم الذكى فى خدمات المدن الذكية الاستخدام الأمثل للمرافق، عن طريق توزيع الفائض المُنتج من إحدى الشبكات إلى الشبكات الأخرى، فى حالة الدعم.. بما يضمن تخفيف الأحمال وتقليل تكلفة التشغيل. وتقام مدن الجيل الرابع فى تصميمها على بنية رقمية موحدة، من خلال شبكة شديدة التعقيد من كوابل الألياف الضوئية، تغطى المدينة وترتبط مع الشبكات الداخلية وشبكات الجيل الرابع على مستوى الجمهورية، ومن خلال محولات ربط تضمن تغطية كل احتياجات المدينة من الخدمات.

عمار يا مصر.

أحسنت الدولة الاختيار. قرار المدن الجديدة كان لا بد منه. الخروج من الوادى الضيق أزمة كبرى تتوارثها أجيال المصريين، وتزداد صعوبة كلما تزايد غول الزيادة السكانية فى الاستشراء.

الزيادة السكانية مرض مستعص يقاوم متطلبات التنمية على طول الخط. سياسات المدن الجديدة على هذا النحو وهذه المقاييس الزمنية فى التنفيذ معادل كان الأنسب لاستغلال المساحات الشاسعة بمحافظات الجمهورية للتوسع المدروس. 

التوسع المدروس هو خط سير مدروس هو الآخر فى إطار خطط الحياة الكريمة بالقضاء على مظاهر الفوضى والعشوائية.. ومن ناحية أخرى منح الدولة مزيدًا من المساحة لتطوير ورفع كفاءة ما تبقى من مناطق كانت تمثل خطرًا على حياة قاطنيها. 

فى مصر تعمر الصحراء على مسارين. الأول مسار الاستزراع، والثانى تعميرها بالمدن الجديدة، تخفيفًا لكثافة سكانية غير طبيعية، مع ما يترتب على تلك المدن من فرص إنتاجية وقيمة مضافة.. وفق حياة آدمية.

ثم خد بالك من الرقم الآتى : 

تستهدف الدولة توطين أكثر من 30 مليون نسمة، على 580 ألف فدان هى المساحة المترامية المضافة إلى الخريطة المصرية من المدن الجديدة. 

عمار يا مصر. 

(3)

رغم الإنجاز سوف تظل حملات التشكيك مستمرة. لكن المشروعات القومية بدرجات فائقة فى النجاح هى أنسولين شديد المفعول مضاد لأمراض التقليل وجراثيم قلب الحقائق.

وعلى كل.. فإن موجات التشكيك تتضاءل جدواها لدى مواطن يلمس كل يوم جديدًا فى مجال البناء والتنمية كما فى مجالات أخرى.

تتضاءل جدوى حملات التشكيك مع ما يلمسه المصريون من تغيير حقيقى فى نمط حياة السكان، وتعرجات الخريطة المتزايدة مساحاتها فى اتجاهات لم تكن معروفة من قبل.

مدن جديدة على هذا الشكل وعلى هذا النسق وبتلك المقومات تجربة شديدة النجاح، وشديدة التأثير على واقع كان صعبًا.. ويتغير الآن. 

المدن الجديدة فى مصر واحدة من أكبر وأنجح تجارب من نوعها فى العالم. ليس مبالغة أن هناك دولة نفذت هذا العدد والكم من المدن الجديدة فى هذه الفترة الزمنية القصيرة. 

ليس هناك دولة فى العالم، استطاعت إحداث تغيير فى أشكال التمهيد لتغيير التوزيعة السكانية بهذا الشكل ولا بهذا المستوى فى تلك الفترة. 

ضمن إشاداته، اعتبر البنك الدولى مشروعات الإسكان الاجتماعى والمدن الجديدة هى الأكبر على مستوى المنطقة والإقليم.. وعلى مستوى العالم. 

فى تقريره العام الماضى، قال البنك الدولى إن التجربة المصرية يحتذى بها على مستوى دول العالم التى تعانى من مشاكل فى الإسكان، وضوائق التوزيع السكانى. 

مرة أخرى ليست المدن الجديدة مبانى وأسفلت.. ومحلات ومدارس والسلام، المدن الجديدة فرص تنمية، وفرص عمل، وفرص لحياة لائقة، وفرص لاقتصاد متنام.ٍ المدن الجديدة دعم أكبر للاستقرار.. والقضاء على عشوائيات الفكر وعشوائيات التخطيط. العشوائيات باب واسع للفوضى، تتمنى أبواق الإرهاب والشر لو أنه ظل مفتوحًا.. باعتباره فناءً خلفيًا للهدم وتنفيذ المشبوه من الأهداف. 

لكن على مين؟