الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
من واشنطن .. إلى وادى سيليكون

من واشنطن .. إلى وادى سيليكون

واشنطن تستعد لاستقبال موسم سياسى جديد فى يناير 2023، والدورة الـ118 للكونجرس بتشكيله الجديد المنتخب فى نوفمبر 2022. 



والموسم السياسى الجديد يحمل معه بلا شك قضايا مصيرية تحدد طبيعة العلاقة بين البيت الأبيض والكونجرس فى أجواء الانقسام والاستقطاب التى تعيشها أمريكا منذ فترة.

 

ومن المنتظر أن تعارض الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب أو تعرقل أو ربما تعوق أجندة الرئيس الأمريكى الديمقراطى جو بايدن. وليس هذا بالأمر الجديد أو الغريب. أحيانًا يتفق الطرفان وغالبًا يختلف الطرفان. هكذا جرت العادة فى العملية السياسية المسماة بالديمقراطية، والتى لا تقتصر على الانتخابات والانتقال السلمى للسلطة بل تتطلب أيضًا الشفافية فى الأداء ومحاسبة صاحب القرار والتوصل إلى صيغ أفضل لمواجهات تحديات الحاضر والمستقبل.. ومن ثم تقييم الأداء أو تغيير السياسة أو تغيير القائمين بها. هكذا تدار الأمور أو يتم الحديث عنه، أو التذكير به. وقد اعتاد أهل أمريكا سياسيًا وواشنطنيًا ـ هذه المواجهة أو المصادمة بين طرفى شارع بنسلفانيا الشهير فى العاصمة الأمريكية.بين البيت الأبيض من جهة والكابيتول (مقر الكونجرس) من جهة أخرى.

وبعيدًا عن المشهد السياسى المنتظر والمتوقع.. بما قد يأتى من مصادمات ومفاجآت فى المستقبل قد تختلف الآراء بشأنها.. فإن انتخابات التجديد النصفى الأخيرة تكلفت نحو 17 مليار دولار. رقم ضخم مقارنة بما تم صرفه من قبل. ولعل أبرز ملمح لفت انتباه المراقبين هذه المرة هو إقبال الشباب وخصوصًا من هم من جيل الـ Z على الانتخابات ومشاركتهم الإيجابية فى العملية الانتخابية. وقد تبين تأثيرهم فى ترجيح كفة الكثير من المرشحين والمرشحات فى جميع الولايات. كما أن مرشحًا شابًا عن الحزب الديمقراطى اسمه ماكسويل أليهاندرو فروست عمره 25 عامًا فاز بمقعد فى مجلس النواب عن ولاية فلوريدا. وبذلك سيكون أصغر عضو فى الكونجرس فى دورته القادمة. وأجندته تشكلت حسب نشاطه السياسى واهتمامات جيله وتتضمن مواجهة انتشار السلاح فى المجتمع وأيضًا التغير المناخى والسعى لتوفير التأمين الصحى الشامل. وقد حصل على نحو 118 ألف صوت ـ أى نسبة 59 فى المائة من أصوات ناخبى دائرته الانتخابية. وتلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس بايدن للتهنئة بالفوز. وقد وصف نفسه بأنه شاب أسود ولاتينى (كوبي) من الجنوب الأمريكى.. وذكر عن هذا الشاب أنه خلال حملته الانتخابية سعى لزيادة دخله المالى بالعمل كسائق أوبر لبعض الوقت. وجدير بالذكر أن متوسط عمر عضو مجلس النواب الأمريكى 58 عامًا ويبلغ مرتب العضو سنويًا 174 ألف دولار. وجيل الزد هو الجيل التالى لجيل الألفية.. وأبناؤه وبناته ولدوا فيما بين عامى 1889 و2012. ويقدر عددهم فى الولايات المتحدة بنحو 68 مليونًا. 

إنه جيل مهموم ومهتم بما قد يحدث فى الأيام المقبلة ولا يريد أن يتفرج ويهلل أو يندد.. لا يريد أن يكرر أخطاء من جاءوا من قبله.. ويريد أن يشارك فى العمل العام ويشكل الحياة التى تنتظره وتنتظر أولاده وأحفاده فى المستقبل، هكذا يتم وصفهم. وكما تردد على مسامعنا كثيرًا فإن غدًا لناظره قريب.

إلى وادى السيليكون

أما فى الغرب الأمريكى فإن ما صار لافتا للانتباه وبالتأكيد بات مثار الاهتمام والقلق أن عمالقة تكنولوجيا المعلومات أو من يوصفون بال Big Tech فى وادى السيليكون صاروا موضع تساؤلات وانتقادات وتكهنات بخصوص انتكاساتهم وتخبطهم فى الفترة الأخيرة.

إيلون ماسك صاحب تويتر الحالى (على سبيل المثال) ظهر أنه الحائر والمحير فى تعامله مع لعبته الجديدة. كما تبين أن شركات هذا القطاع بدأت منذ فترة فى الاستغناء عن العاملين بها. وحسب بعض التقديرات فإن عدد من فقدوا وظائفهم فى تلك الشركات وصل خلال الشهور الماضية إلى نحو 100 ألف شخص. وهناك مخاوف كثيرة وتساؤلات عديدة حول زيادة أعدادهم وغموض مصيرهم وأيضًا مصير شركات مثل تويتر وميتا وغيرها وهى تعيد ترتيب أمور بيوتها وهيكلة مواردها البشرية واقتصادياتها!

منطقة وادى السيليكون فى سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا هى منطقة جذب وحضانة للكثير من المواهب الشابة والصاعدة وللعديد من أصحاب الابتكار والتفوق. تبلغ مساحتها ألفًا و854 ميلًا مربعًا، وحجم أو قيمة اقتصادها تصل إلى 14 تريليون دولار، ويعيش فى هذه المنطقة نحو ثلاثة ملايين نسمة.

نعم، ملامح واقع جديد ربما أكثر نفوذا وأكثر شراسة قد تظهر فى المستقبل.. والنقاش حوله مستمر وسوف يستمر فى الأيام المقبلة.