الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بعد عرضه فى القاهرة السينمائى

سالى الحسينى: «السباحتان» بعيد عن «التنظير»

ألف رسالة من الفيلم
ألف رسالة من الفيلم

حالة من التميز والاختلاف يشهدها عرض «السباحتان» “The Swimmers” للمخرجة سالى الحسينى، محققًا إشادات جماهيرية ونقدية سيان بالتزامن مع إطلاق عرضه لرواد المهرجانات السينمائية «تورنتو 47» ثم «القاهرة السينمائى 44»، قبل طرحه على منصة «نتفليكس» الرقمية.



مجلة «صباح الخير» التقت بالمخرجة المتميزة سالى الحسينى للحديث عن كواليس الفيلم الذى شاركت فى كتابته أيضًا، والمأخوذ عن قصة حقيقية للأختين السوريتين «يسرا وسارة ماردينى»، فضلاً عن الصدى الكبير وردود الأفعال حول تجربة عرضه بالمهرجانات العريقة قبل المنصات.. وإلى نص الحوار.

• بداية.. كيف ترين مشاركة «The Swimmers» فى مهرجان القاهرة السينمائى؟

- تجربة ممتعة ورائعة للغاية؛ لأن به أول جمهور يشاهده من العالم العربى، إذ إن تصفيقهم الحار لحظة وصول «يسرا ماردينى» إلى هدفها فى النهاية بعد كل هذه الرحلة الصعبة التى خاضتها من سوريا إلى أولمبياد ريو دى جانيرو فى 2016 دليل على إدراكهم للحكاية الإنسانية ذاتها وشعورهم بها. كذلك متحمسة لعرضه عالميًا من خلال المنصة الرقمية ومهرجان «مراكش»، خاصة أنه يقدم المرأة العربية بشكل مختلف أكثر واقعية وانفتاحًا.

• حدثينا عن نقطة البداية لهذه القصة الملهمة؛ أى مِن أين جاءت لكِ الفكرة لتقديمها من خلال شاشة السينما؟

- رحلة الفيلم طويلة وصعبة ما بين مراحل التصوير المختلفة فى بلدان متعددة منهم تركيا وبلجيكا، قرأت عن «يسرا ماردينى» فى الجرائد والصحافة، تحمست للقصة فتعمقت بالبحث عنها إلى أن توصلت لشقيقتها الصغرى «سارة»، وهنا قررت خوض هذه التجربة مع عالمهما الثرى، ومع الاطلاع على نص السيناريو الذى كتبه جاك ثورن لاحظت تأثره بثقافته الأجنبية أكثر من معرفته بسيدات العالم العربي؛ لذا تدخلت فى تعديل بعض التفاصيل، والحقيقة أنه كان متعاونًا للغاية وأعطانى مساحة كافية للإضافة.

 

الأختين ماردينى- بوستر الفيلم
الأختين ماردينى- بوستر الفيلم

 

• ما الرسالة التى يحملها «السباحتان»؟

- كان لدى أولوية أن يتحدث الفيلم عن قصة الأختين ماردينى وعلاقتهما بطريقة تجعلهما تفخران به عند نهايته، الحقيقة إننى سئمت من النظرة القاتمة السوداء التى تظهر عن الحياة الاجتماعية بالعالم العربى فى الأفلام الغربية، لذلك حرصت على تقديم الحقيقة «الملونة المبهجة» أيضًا حتى ولو هناك بعض الصعوبات التى تواجههما، وهنا يأتى الخط الدرامى الثانى الذى يتناول قضية اللاجئين المهمة للعرب، بالإضافة للجانب الرياضى الذى يميزه ويعطى انطباعًا حماسيًا للأحداث على غرار نوعية الأفلام المتخصصة بالحديث عن منافسات الألعاب الرياضية.

• ألم تقلقِى من طغيان الجانب السياسى على الإنسانى بحبكة الفيلم؟

- الحقيقة أننى قصدت الابتعاد عن القولبة السياسية واستخدام الأرقام لرصد الحالات وما يشبه محتوى النشرات الإخبارية، حرصت على أن يكون المشاهدون متفهمين لقضية اللاجئين، ليس بالضرورة التعاطف معها لأن قضية «اللاجئين» سواء كان ذلك اللجوء نتيجة لخلاف سياسى أو غيره من نزاعات ستظل مستمرة ومعقدة؛ أى تقديم القصة فى إطار إنسانى بعيدًا عن التنظير السياسى.

• كيف جاء اختيار الممثلين المشاركين بـ«السباحتان»؟

- اختيار الشقيقتين اللبنانيتين البطلتين نتالى ومنال عيسى جاء وفقًا لتشابههما بدرجة كبيرة مع الأختين ماردينى، بجانب الكيمياء اللذيذة التى تظهر بينهما على الشاشة، فقد اتبعتا نظاما غذائيا وتم تدريبهما جيدًا لتقديم مشاهدهما تحت الماء، لكن استعنت بدوبلير و «يسرا ماردينى» أيضًا ببعض مشاهد السباحة لإتقانها ضمن الأحداث. فيما استعنت ببعض اللاجئين الحقيقيين سواء خلف وأمام الكاميرا، من بينهم أولئك الذين ظهروا بمشهد المركب والعبور الصعب. حرصت على معايشة تفاصيل الأختين كاملة، للتعرف إلى هوايتهما وتفضيلاتهما، وهذا يلاحظه الجمهور من خلال الفرق بين قوائم أغانيهم المفضلة بالفيلم، التى تظهر على خلفية الأحداث وتتنوع بحسب ذوقهما المختلف عن بعض.

• بجانب البطلتين اللبنانيتين هناك تعدد جنسيات فى طاقم التمثيل الذى يتضمن المصرى أحمد مالك والسورية كندة علوش والفلسطينى على سليمان، كذلك الحوار يتنوع بين الإنجليزية والعربية، فما السبب؟

- نسخة «السباحتان» الأولى كانت كلها باللغة الإنجليزية، لكننى شعرت أن اللغة العربية جزء مهم من الفيلم وقصته وعلينا أن ندمجهما معًا، لذا عرضت ذلك على «نتفليكس» المشاركة بدعم وإنتاج الفيلم، وعلى الفور تفهموا الوضع وتحمسوا لتنفيذه خاصة وإنهم يدركون التغييرات التى تطرأ على السوق وجمهوره العالمى متعدد الثقافات واللغات، كما أن الأختين ماردينى تتحدثان خلال حياتهما باللغتين بالفعل فى الحقيقة؛ واختيارهما للإنجليزية فى أغلب الأوقات محاولة لتناسى ألم الابتعاد عن موطنهما سوريا والحنين لبلدهما التى تذكرهم اللغة العربية بها.

• ماذا عن ردة فعل الأختين «ماردينى» بعد مشاهدة الفيلم؟

- أعربوا لى عن سعادتهما وفخرهما بالنتيجة. فهما لم تشاهدان الفيلم إلا بعد أن أصبح كاملاً وجاهزًا بعد المونتاج؛ إذ قررتا السفر لمدربهما الحقيقى ليشاهدوا الفيلم جميعًا فى السينما لأول مرة. ردود أفعالهما اختلطت بين الضحك على بعض المشاهد أثناء العرض والبكاء بعد الانتهاء منه؛ حيث قفزت «سارة» على مقاعد السينما لتصل لى بنهايتها وهى تقول: «إنتى فكرتينى قد إيه بحب أختى»، كانت لحظة رومانسية للغاية وبكيت أيضًا معهما.

• هل هناك تشابهات بينك وبين الأختين ماردينى؟

- نعم، شعرت بذلك خلال رحلة تصويرنا للفيلم وكأننا نتشارك ونتواصل على الرغم من اختلاف المجتمعات التى تربينا بها ما بين سوريا ومصر؛ إذ إن قصة «يسرا وسارة» ذكرتنى بأيام طفولتى بالتسعينيات التى قضيتها فى القاهرة مع أصدقائى، كما أن هناك أفرادًا من عائلتى يمارسون السباحة وعشت فى تفاصيل هذا العالم من قبل.

• أخيرًا.. استغرقتِ 10 أعوام تقريبًا لتقديم فيلم «The swimmers» بعد عدة أفلام قصيرة وفيلمك الروائى الطويل الأول المتميز «My Brother the devil».. ما سبب غيابك كل هذه الفترة؟

- تعطلنا فترة بسبب ظروف فيروس كورونا، هذا بالإضافة لأربعة أعوام استغرقناها ما بين التعديلات والإضافات لنص فيلم «السباحتان»، فضلاً عن 6 أعوام أخرى فى التحضير، بجانب الانشغال حينذاك بمشاريع أخرى للتليفزيون.