الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سماح أنور: أعدت اكتشاف نفسى مع هانى خليفة

لا تزال ضحكتها تشعرك بالأمل وكلماتها المحفزة تحمسك تجاه تحقيق الذات، طلتها دومًا ما تخطف الأنظار على الشاشة لاختلافها وثقافتها المتجددة والمواكبة للعصر، تتألق بقدرتها على التشخيص والأداء المتجدد كلما صادفت مغامرة جديدة.. إنها الفنانة المتميزة سماح أنور.



 

النجمة الكبيرة تفتح قلبها فى حوار خاص لمجلة «صباح الخير» للحديث عن كواليس أحدث أعمالها «الليلة واللى فيها» والتى تعود من خلاله للدراما مجددًا بعد غياب، والذى سبقته عودتها للمسرح من خلال «فى انتظار بابا»، فضلاً عن تجربتها لرئاسة مهرجان «أفلمها» والكثير من التفاصيل الفنية.. إلى نص الحوار.

• بداية.. ما الذى حمسك لخوض تجربة «الليلة واللى فيها»؟

- أهم عنصرين فى أى عمل المؤلف والمخرج، لذلك وجود هانى خليفة ومحمد رجاء حمسنى للمشاركة على الفور، على الرغم من شعورى فى البداية بالقلق الكبير تجاه الشخصية الدرامية التى أقدمها ضمن الأحداث.

• لماذا قلقتِ من تقديم دور الحماة المتسلطة؟

- هذا التخوف شجعنى لتجسيدها للغاية، لأن الشخصية تختلف عنى كثيرًا؛ من حيث طريقة الأداء والحديث نفسه، وهذه نوعية الأدوار الفنية التى أفضلها فى أعمالى وأشعر أنها الأكثر ملاءمة بالنسبة لى؛ مثل «ذئاب الجبل»، و«سنبل»، و«راقصة قطاع عام»، أدوار لا تنسى لأنها ليست مشابهة للصورة الذهنية التى يعرفها الجمهور عن سماح أنور. والفضل الأول فى «الليلة واللى فيها» يعود للمخرج هانى خليفة وتوجيهاته التى ساعدتنى للوصول إلى هذا المستوى من الإجادة؛ فريق العمل ككل بذل مجهودًا كبيرًا للوصول إلى النتيجة المرجوة، كل مشهد كان بمثابة تحدٍ لنا كممثلين أمام أنفسنا.

• قبل «الليلة واللى فيها».. ما أعمال هانى خليفة المفضلة بالنسبة لك؟

- «بعشقه».. أحببته للغاية كممثل فى مسلسل «تحت السيطرة»، ومن أعماله كمخرج «فوق مستوى الشبهات» أحد أفضل المسلسلات التى أكرر مشاهدتها دومًا، فضلاً عن فيلم «سهر الليالى». الممثلون مع هانى خليفة يغيرون جلودهم دومًا ويظهرون بشكل مختلف وجديد لجمهورهم؛ لأنه يهتم بتفاصيل العمل ككل وفى مقدمتها الممثل. كما أن أسهل اللقطات المصورة معه دومًا ما يُعاد تصويرها قرابة العشرين أو الثلاثين مرة على الأقل. باختصار اكتشفت نفسى فنيًا من جديد بالعمل معه، وأعتز بالدور ليس على قدر مساحته فحسب بل بقيمته الهامة كممثلة، مثل ما قدمته فى «سنبل» و«راقصة قطاع عام» وغيرها من الأدوار المميزة من أعمالى.

• انطلاقًا من الحديث عن «سهر الليالى» وكذلك جرأة الطرح الدرامى التى يعلق عليها الجمهور على السوشيال ميديا عن «الليلة واللى فيها».. إلى أى مدى ترين أهمية تناول القضايا الجدلية والموضوعات الاجتماعية الجريئة فى السينما والدراما؟

- فى الحقيقة أنا ضد المفهوم المخترع حديثًا عن تحميل الفن مسئولية التربية والتعليم؛ الفن ليس له علاقة بالتربية والتعليم، هذه النظرة «خطر» وتقلقنى للغاية لأنها ستقتل الفن فعليًا؛ وهو ما نرى توابعه فى السينما والمسرح والدراما. يجب أن يكون هناك تنوع وإثراء فى المحتوى والمنتج الفنى المعروض، وليس المنع أو السب أو الهجوم على الفن وصناعه من قِبل الجمهور أو الفنانين أو الإعلام حتى قبل مشاهدة العمل الفنى نفسه. دور صناع الفن ابتكار أعمال إبداعية وتقديم محاولات فنية مختلفة، ربما تتفق ذائقتك مع أحدها وتختلف مع أخرى. كما أن هناك جهات رقابية كثيرة تمر عليها هذه الأعمال فى مراحل إنتاجية مختلفة للحصول على التصريحات أثناء التصوير وقبل العرض وغيره، فالعملية ذاتها ليست بالسهلة ولا العشوائية.

• وكيف ترين عودة المسلسلات ذات الحلقات القصيرة وتأثيرها على الجمهور؟

- ترد مازحةً «حلو جدا.. مش بالكيلو». نص السيناريو أو الموضوع الدرامى هو ما يتحكم فى الحلقات وعددها، فالبعض يحتاج لحلقات مكثفة فى العرض على الشاشة، وآخر يستلزم 30 حلقة وأكثر. وهذه العودة تعد من أفضل الاستراتيجيات الفنية المتبعة مؤخرًا؛ خاصة أن هناك بعض المسلسلات التى قُدمت فى 30 حلقة ولكنها أثبتت فشلها.

بوستر المسلسل
بوستر المسلسل

 

 

• ارتبط الأكشن النسائى السينمائى فى أذهان الجمهور باسمك.. ما رأيك فى البطولة النسائية للأعمال الفنية من حيث التواجد والتنوع فى مساحة الأدوار؟

- البطولة النسائية عادة ما تكون «بعافية» أمام بطولات الرجال فى العالم كله وليس مصر فقط؛ لأننا فى عالم ذكورى نسبيًا سواء فى الفن أو خارجه، فمَن يقود هذا الكوكب رجال ومن ثمّ يأتى دور المرأة، وهذا لا يهين الرجل أو المرأة فكل منهما له مسئوليته التى اتفقا عليها ودوره، وليست «خناقة» بينهما كما يعتبرها البعض. أما ندرة الأكشن النسائى فى السينما والدراما يعود سببه لعدم طرح مثل هذه الموضوعات للتنفيذ.

• ومَن فى الجيل الجديد من الممثلات ترين أنها استطاعت تقديم مثل هذه الأدوار الصعبة الأكشن؟

- منى زكى أجادت تقديم الأكشن مع أحمد السقا ومصطفى شعبان والمخرج شريف عرفة فى فيلم «مافيا»، وربما الفنانات الأخريات لم تسعفهن الفرصة لتقديم مثل هذه الأعمال خلال الفترة الأخيرة. لكننى أتمنى رؤية عمل فنى ضخم يستطيع تقديم المرأة فى البطولة بقدرات مختلفة مثل (The Matrix) الشهير.

• مؤخرًا عدتِ بمسرحية «فى انتظار بابا».. هل ستكررين تجربة المسرح خلال الفترة المقبلة؟

- ندمت على «فى انتظار بابا»، وأعتبرها تجربة مؤلمة جدًا وأحبطتنى لأن المسرح ليس فى حالة جيدة، ما حدث وكأنه تحت مسمى كيف تفشل مسرحية بنجاح ساحق، لذلك اعتذرت سميحة أيوب وأشرف عبدالغفور اعتراضًا آنذاك.

• من وجهة نظرك أزمة المسرح فى الإنتاج أم فى وجود نص متميز؟

- الأزمة فى الإنتاج والإدارة. يجب أن تكون هناك محاولات حقيقية وخطة للتطوير ومساعدة الناس فى حل المشكلات المتواجدة.

• وما تقييمك لتجربة مهرجان «أفلمها»؟

- من أهم مشاريع عمرى لأنى أتعلم من خلاله عدة أشياء، فالإنترنت من أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة للتواصل مع بعضنا البعض، ولا يزال المهرجان مستمرًا. فى أول ثلاث سنوات من انطلاقته نهتم بتأسيسه وانتظروا جديده فى نسخة العام المقبل «أونلاين» 2023، ومن ثمّ التواجد فى فعاليات «أوفلاين» بشكل غير مسبوق فى عام 2024.

• ماذا عن توقعاتك لعودة الفنان حسين فهمى لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائى؟

- عودة الفنان حسين فهمى لرئاسة مهرجان القاهرة من الأمور المشرفة لنا كفنانين، ليس فقط على مستوى مصر أو على مستوى الشرق الأوسط فحسب، بل على المستوى العالمى لأنه نجم كبير وصاحب تاريخ كبير جدًا. وأيضًا أتشرف بحضور فعاليات القاهرة السينمائى كمهرجان كبير، وأحرص على المشاركة فى كل الدورات سنويًا.