الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
شركاء أكيد

شركاء أكيد

دايمًا بنتكلم عن أطراف العلاقة الزوجية بوصفهم شركاء الحياة.. وده حقيقى معبر عن هدف الزواج.. لأنهم بيتشاركوا الحياة كلها بحلوها ومرها ومسئولياتها وأبنائهم.. وبتبقى العلاقة بين الاتنين عاملة زى الأكواب المستطرقة كدة يعنى كل طرف بيشيل اللى بيقدر عليه والطرف التانى بشيل الباقى.. والشيل هنا أو توزيع  المسئولية مفيش كتاب أو قانون بيحدده إلا الزوجين نفسهم.. سواء بالتراضى أو باتباع عرف أو شرع ما.. وقوانين الدنيا والآخرة عمرها ما هتتدخل وتلزم طرف إنه يتحمل مسئولية ما لو الشريكين اتفقوا مثلًا أن الطرف التانى هو اللى يتحمله.. وطالما المركب ماشية يبقى ماحدش يتدخل بين الاتنين. طيب ده بيتحقق إزاى؟



كل شريك من حقه إنه يتفهم ويتجاوب مع رغبات الطرف الآخر من غير ما يحس إنه بييجى على نفسه أو بيظلمها. وده هيتحقق أما كل طرف يسأل نفسه وقت الخلاف: (هو الطرف التانى عايز إيه؟ وإيه الجزء اللى أقدر أعمله عشان أريحه ولو شوية ؟). 

ومن المثير للدهشة أن الباحث الأمريكى فى مجال العلاقات الزوجية والإرشاد الأسرى جون جوتمان وجد أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين الجنسين فى موضوع تقبل المشاركة، وأن الرجال بيكونوا أكثر صعوبة فى تقبل فكرة الوصول لحل وسط. (خلوا بالكم أن الباحث ده أمريكى والدراسات بتاعته أغلبها فى مجتمعات غربية مفيهاش عقدة سى السيد ولا فيها الرجال قوامون على النساء).

ودراساته أثبتت أن 65 % من الرجال بيصعدوا المشاكل لما بيحسوا بعدم موافقة الزوجة على موضوع معين فبيلجأوا إلى التقليل من ِشأنها، أو انتقادها أو شن هجوم عليها، أو عقابها بالصمت الانسحابى.. (كل الطرق دى بتكسر فى أسس العلاقات عمومًا وأسس العلاقة الزوجية بشكل خاص).

و بالتالى مش هنتفاجأ أما نعرف أن نفس النسبة دى من الأزواج ما كانوش سعداء فى حياتهم وأن 81 % منهم انتهت علاقتهم بالانفصال!

 وطبعًا لكل قاعدة شواذ وساعات الزوجة هى اللى بتكون مش سامحة لنفسها إنها تسمع رأى زوجها وتحاول تتجاوب معاه.

خلينا نفهم أكتر..

فى حالة إن طرف قال رأيه فى موضوع والطرف التانى ما سمعهوش أصلاً وسخر منه مثلاً فالطرف الأول هيشعر بعدم الرضا وبالرفض وعدم التقدير وعدم احترام كيانه فى الأسرة وهيبعد بالتدريج مع تكرار المواقف.

وطبعًا هنا الطرف الأكثر تعنتًا هو اللى خايف يفقد سلطته على البيت.. ومما يدعو للسخرية أنه بيفقدها برضه لأنه فى الآخر بيلاقى نفسه عايش فى عزلة ووحدة وإحباط فبرضه فقد السيطرة!

أما لما بيحاول تفهم شريكه وأخذ رأيه بالاعتبار (حتى فى حالة عدم الاقتناع) فأكيد الطرف التانى هيكون أكثر رضا واكثر شعورًا بالاحترام. وهيشعر أن رأيه مهم وأن إرضاءه مهم وأن له دورا فعالا فى الحياة الزوجية وده بيدعم رصيد الصداقة والثقة اللى بينهم.

يبقى نرجع ونقول إن إلزام أى شريك أو إجباره على تحمل مسئولية ما أو تنفيذ رأى ما هو شىء هادم للعلاقة أصلاً عاجلاً أو آجلاً ولا يمكن أى دين يقر شىء هادم للأسرة والعلاقات.