الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
تايوان.. وما حول أزمتها

تايوان.. وما حول أزمتها

الصين تعتبر تايوان الواقعة إلى شرقها جزيرة منشقة عنها، وهى جزيرة مهمة لأنها لاعب عالمى أساسى فى صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفى صناعات أخرى تدخل كمكونات أساسية فى صناعات التكنولوجيا الحديثة من هواتف ذكية إلى معدات طبية وطائرات وسيارات.



لذلك يهتم العالم وتهتم أمريكا بتايوان، وترتبط بها أمريكا بمعاهدة تنص على مساندتها عسكرياً.

تايوان ديمقراطية، نظامها رأسمالى. وجودها القوى حجر زاوية فى سياسة أمريكا الرامية لاحتواء الصين.

هى جزيرة صغيرة، يبلغ طولها 395 كيلومترًا وأكبر عرض لها 145 كيلومترًا، وتبعد عن السواحل الصينية بمقدار 160 كيلومترًا. كانت تحت السيادة الصينية وتنازلت عنها لليابان عام 1895، ثم عادت الجزيرة إلى السيادة الصينية عام 1945، وفى عام 1949  هرب القوميون الصينيون إلى تايوان وانفصلوا بها.

وإلى اليوم الجزيرة تحمل كل ملمح وخاصية من ملامح وخصائص الدول المستقلة، لكنها ليست دولة معترفًا بها من قبل الأمم المتحدة، ويتعامل معها العالم فى هذا الإطار حرصاً على علاقاته بالصين التى ترى تايوان مقاطعة انشقت عنها.

فى يوم 2 أغسطس 2022 زارت رئيس مجلس النواب الأمريكى تايوان رغم التحذيرات الصينية، فأعطت الصين كل الذرائع التى كانت تحتاجها لتفعيل محاولاتها فى استعادة تايوان كجزء من الدولة الصينية.

نفذت الصين أكبر مناورات عسكرية لها حول تايوان، مما جعل أمريكا تستنفر أسطولها البحرى فى المحيط الهادى كردع للصين من محاولة الاستيلاء على تايوان أو حصارها. وأصبح العالم يخشى مواجهة عسكرية بين أمريكا والصين.

فى تقديرى أن ما يحدث لا يعدو استعراض قوة صينيًا - خططت له أمريكا لإنهاك الصين، وأن الحرب لن تحدث، لأن الرئيس الصينى مشغول فى إنقاذ اقتصاد بلاده من حالة الركود التى يعانى منها، وفى تأمين فرصه فى الحصول على فترة حكم ثالثة.

كما أن الحرب لو نشبت فإن سلاحها الرئيسى يتمثل فى القوات البحرية والجوية. وبنظرة فى ترتيب القوة الدولية؛ نجد أن أمريكا تأتى على رأس القوات البحرية فى العالم، أما الصين فتأتى فى المرتبة الثالثة، لكن بالعدد وليس بالتكنولوجيا والتأثير. وحلفاء أمريكا فى هذه المنطقة هم اليابان - وفى صالحها أن تبقى تايوان مستقلة - وترتيبها الرابع ببحرية ذات قوة وتكنولوجيا حقيقية، وكوريا الجنوبية وترتيبها الثامن، غير  أستراليا وتايلاند والفلبين، وترتيب قواتهم البحرية هو التاسع عشر والعشرون والسادس والعشرون على الترتيب.

وتايوان لديها قوات بحرية غاية فى القوة تأتى فى المركز العاشر دولياً.

أما من حيث القوات الجوية فتأتى أمريكا فى المرتبة الأولى عالمياً بعدد من الطائرات الأحدث على مستوى العالم قدره 13247 طائرة تمثل حوالى 54 % من القوة الجوية الدولية، وتأتى الصين ثالثة بعدد 3285 طائرة، وحلفاء أمريكا بالمنطقة وهم كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا  يمثلون  المراكز الخامس والسادس والثلاثين تباعاً، أما تايوان فقواتها الجوية فى الترتيب الرابع عشر عالميًا.

الشاهد إذاً أن تايوان بمساندة أمريكا وحلفائها يملكون قدرة أعظم كثيراً من قدرات الصين العسكرية، مما يشكل ردعاً عظيماً للصين يمنعها من أى مغامرة عسكرية.

أمريكا تتجه نحو تأكيد زعامتها للعالم منفردة، بعدما أنهكت وحجّمت روسيا فى الغرب والصين فى الشرق.