تجارب منعدمة الجاذبية

كانت احتفالية يوم القمر العالمى التى نظمتها وكالة الفضاء المصرية بالتعاون مع جامعة هيرتفوردشاير بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرارة لبعث الأمل فى نفوس العديد من الشباب الذين جاؤوا من كليات وتخصصات مصرية مختلفة، جمعهم شغف باكتشاف الفضاء، ورغبة فى الالتحاق بمجالات دراسته.

 حددت الأمم المتحدة يوم 20 يوليو سنويًا فى ذكرى هبوط أول بشرى على سطح القمر، لتثقيف الجمهور والترويج بالاستكشاف المستدام للقمر.

على هامش الاحتفالية كان لصباح الخير حوارات مع رائدات الفضاء ضيفات الاحتفالية، ومع الشباب المصرى الشغوف بالمجال.

لكل منا قمره 

من أكثر القصص إلهامًا كانت لرائدة الفضاء الدكتورة سيان بروكتور  قائد طيار، وأستاذ الجيولوچيا الأمريكية من أصل إفريقى والتى تم إطلاقها فى مهمة للفضاء عام 2021 بعد حلم طويل. حكت عن حياتها منذ طفولتها ورغبتها أن تكون أول امرأة ملونة تخطو على القمر. وكان والدها يعمل مهندسًا فى ناسا وقت إطلاق العملية أبوللو والهبوط على القمر، .. وبعد أن تم رفضها، وصدمتها لم تفقد حلمها مع أنها كانت قد أتمت 39 عامًا وظلت تحاول إلى أن وجدت طريقها عندما أعلن عن الحاجة لمتطوعين وقُبلت أخيرًا كرائدة فضاء عن طريق المحاكاة عام 2009.

 ثم حدثت المفاجأة العام الماضى، وهى فى الـ 51، أن عرض عليها مهمة طيار فى الفضاء وظهرت على غلاف مجلة التايمز مع باقى الطاقم، وظلت فى الرحلة أطول فترة قضتها امرأة فى الفضاء، يومين و23ساعة.

وصلت الرحلة والتى تسمى 4 inspiration إلى اعلى ارتفاع مدارى حول الأرض. والمميز فى بروكتور أنها استغلت فترة تواجدها فى الفضاء فى الشعر والرسم، والأجمل أنها اشتركت مع مدارس عن طريق مديرة أعمالها كريستين كورب لإرسال رسوماتهم لها فى الفضاء فجعلت رحلتها رحلة فن وإبداع. و أجمل ما رأته بروكتور فى رحلتها على حد قولها هو نور الأرض فتقول: «كلنا نعتقد أن منظر القمر المنير ليلًا هو أجمل منظر، ولكن  الأروع منه شكل الأرض من الفضاء، لا يضاهيه جمال،ويظهر منيرًا».

وعندما سألتها عن نصيحة توجهها للشباب قالت: «لكل إنسان أن لكلٍ منا شغفه الذى بمثابة قمره  الذى يسعى وراءه! يجب أن يبحث وينشئ علاقات ويتعلم ولا ييأس حتى يصل لقمره».

 

 

الفضاء بعد الروك

 أما كريستين كورب فقد كانت رحلتها لدخول مجال الفضاء مميزة تحكيها قائلة» «نشأت فى أسرة موسيقية من عشرة أبناء، موسيقى الروك كانت هى حياتنا، وبالفعل أصبحت نجمة روك ولى حفلاتى، ثم حدث تغير جذرى فى حياتى عندما غيرت مهنتى اعتقدتها اكثر هدوءًا وهى مديرة اعمال ومساعدة لرجل كبير فى السن قائد مركبة الفضاء التى هبطت على على سطح القمر فكان نيل أرمسترونج هو أول رجل يطأ سطح القمر بعد هبوط أرمسترونج».

كان هذا الرجل هو «بالك الدرين» فلازمته فى لقاءاته ومقابلاته مع الرئيس أوباما وايلون ماسك وغيرهم  من المشاهير، تعرفت برواد الفضاء وأنشأت شركتى «الفضاء لعالم أفضل»، وفيها مساعدة ومساندة لكل زيارة فضاء وعملت على دعم فلسفة الاستفادة من الفضاء لتحسين الحياة على الأرض، بهدفى زيادة الوعى وتحفيز الشباب بالفضاء وعلومه،فقد أدركت أن السبيل لعالم أفضل هو الاستفادة بما فى الفضاء لخير الأرض، وأصبح شغلى الشاغل هو البحث فى الفضاء.

وعندما  سألتها عن احتمالية مشاركتها  لرواد الفضاء فى رحلاتهم المستقبلية، أجابت: «سأسعى لذلك خاصة فى إحدى الزيارات للقمر».

 

 

أحلى من القمر 

من بين الشباب الذى حضر الاحتفالية بيوم القمر عمر المتولى وهو مصرى طموح خريج كلية الهندسة، عرض تجربته فى شق طريقه فى مجال مختلف عن دراسته بدأها بمشروع لخط ملابس ذكية، قبل أن يركز اهتمامه على الاستكشافات فى مجال الفضاء، تمهيدًا لإطلاق خط لملابس الفضاء، وبدل لرواد الفضاء تتناسب مع الظروف المناخية المختلفة.  وفى حواره مع صباح الخير قال: نصيحتى لكل شاب أن يعمل ويفكر ويجتهد، ويثق فى نفسه، وقريبًا سيطلق عمر مشروعا بالتعاون مع وكالة القضاء المصرية فى مجال تصنيع الملابس الخاصة برواد الفضاء.

أما آية هشام فهى طالبة فى الرابعة طب عين شمس، سألتها عن سر تواجدها فى احتفالية خاصة بالفضاء، ففاجأتنى بأن اهتمامها بالفضاء دفعها لدراسة طب الفضاء وأضافت: «منذ صغرى أعشق شكل السماء ودائمًا أتساءل هل هناك كائنات فضائية على كواكب أخرى؟ إلى أن دخلت كلية الطب وبعد بحث ونقاشات كتيرة مع من يعملون فى وكالات الفضاء العالمية عن طريق الانترنت قررت دراسة طب الفضاء فبدأت بمراسلة دكاترة فى جامعات أجنبية، وبالفعل وجدت دعما ومساعدة علمية كبيرة خاصة عند علمهم بأن عمرى وقتها لم يتجاوز 19 سنة». تكمل: «دخلت مشاريع بحثية على رواد فضاء فى استخدام أجهزة حديثةلتقليل اثار انعدام الجاذبية فى الفضاء... و لى 6 أبحاث فى أحد مؤتمرات باريس وهو أكبر مؤتمرات الفضاء فى العالم».

 

 وحاليا أؤسس شركة لتقديم خدمات طبية لرواد الفضاء .. وأتطوع فى أكثر من منظمة عالمية لتعليم وزيادة الوعى عن الفضاء.

وعندما سألتها عن الصعوبات التى واجهتها قالت: أن أكون معروفة وسط علماء من ناسا ووكالات فضاء كبيرة فكان تحديًا كبيرًا. وتضيف: «لم أجد طبيبا مصريا فى طب الفضاء فقررت أن أكون الأولى فى هذا المجال».

 

 

وعن حلمها تقول آية: «هدفى زيادة الوعى بمجال الفضاء فى مصر وزرع الأمل فى الأجيال الناشئة و«إن مفيش حاجة اسمها مستحيل»، وأن أكون أول رائدة فضاء مصرية تمشى على القمر وتضع علم مصر».