الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أحمد مراد: «كيرة والجن» مش وثيقة تاريخية

أحمد مراد
أحمد مراد

نجاح كبير يحققه الكاتب أحمد مراد بأحدث أعماله السينمائية «كيرة والجن» المأخوذ عن روايته الشهيرة «1919»، ويقوم ببطولته أحمد عز وكريم عبدالعزيز وهند صبرى، والذى يشهد التعاون الخامس بينه وبين المخرج مروان حامد، إذ تصدر الفيلم إيرادات شباك تذاكر السينما خلال موسم عيد الأضحى المبارك.



 

مجلة «صباح الخير» التقت بالسيناريست أحمد مراد للحديث عن كواليس تحويل روايته الأكثر مبيعًا «1919» لفيلم سينمائى، وغيره من التفاصيل الفنية المتعلقة بأعماله الناجحة السابقة.. وإلى نص الحوار.

• بداية.. ما الذى حمّسك لتحويل رواية «1919» لفيلم سينمائى؟

- بالتأكيد العمل الأدبى له مكانة كبيرة وخاصة، لكن تحويله لشاشة السينما يعد تخليدًا لهذا الفن بطريقة استثنائية أخرى لكل الأجيال؛ أى أننا حتى يومنا هذا ما زلنا نشاهد باستمتاع أفلام نجيب الريحانى ومن قبله، وبالتالى دخول القصة لهذا العالم الساحر فيه انتشار أقوى وخلود من نوع اَخر، ومتعة للفئة التى لا تستهويها القراءة لكنها تحب متابعة الفنون.

• وقت صدور الرواية تداول القراء اَراء حول اعتمادك فى الكتابة على الكثير من التفاصيل البصرية للزوايا والكادرات.. هل يعنى ذلك استعدادك لتحويلها سينمائيًا منذ اللحظات الأولى فى الكتابة؟

- ليس شرطًا. أعترف أننى أعتمد فى كتاباتى على الشق البصري؛ إذ إننى تخرجت فى معهد السينما قسم التصوير السينمائى وعملت بمجال التصوير ووالدى أيضًا، ولا تزال شخصيتى تتأثر بحبى لهذا المجال. كما أننى أتخيل دومًا المشاهد قبل كتابتها وهو الأمر الذى يجعلنى أهتم بكل هذه التفاصيل. وعكس اعتقاد الكثيرين، أرى أن الأدب والسينما يقربان من بعضهما البعض، خاصة أن البصريات احتلت مكانة مهمة فى حياتنا مؤخرًا، لا سيما لدى الشباب الصغير والذى يمثل جزءًا مهمًا من جمهور السينما. لكن هذا لا يعنى أننى أتعمّد فعل ذلك لتحويلها لفيلم سينمائى، والدليل على ذلك وجود عناصر كثيرة تُصعِّب عملية تحويل بعض الروايات التى كتبتها سابقًا.

• ما أبرز التغييرات التى أجريتها على السيناريو لتجعله مختلفًا عن الرواية؟

- إضافة 7 شخصيات جديدة عن الرواية، وهذه تعد مفاجأة لقراء الرواية على عكس الآخرين الذين يطلعون على القصة لأول مرة من خلال شاشة السينما. وهذا حدث بسبب ضرورة درامية تطلبت إجراء ذلك على القصة مع تحويلها.

• كيف تغلبت على عوائق قلة المادة الأرشيفية للشخصيات الرئيسية الحقيقية فى «كيرة والجن»؟

- نعم بالفعل المواد الأرشيفية التاريخية لهذه النماذج نادرة للغاية، مثل «دولت فهمى» و«أحمد كيرة»، والتى ربما لا تجد عنها سوى بضع صفحات قليلة فى الكتب القديمة، لذلك اتجهت للخيال وصنعت هذه الشخصيات. ولهذا أقول إن الفيلم لا يصح استخدامه كوثيقة تاريخية أو فيلم وثائقى فحسب، بل هو تجربة درامية تقدم قدرًا من المتعة الفنية فى إطار القصة التى يتعرف عليها المشاهدون. الشخصيات الحقيقية فى «كيرة والجن» أربعة فقط؛ «كيرة»، و«الجن»، و«دولت»، و«الهلباوى».

• من أصعبهم فى الكتابة من وجهة نظرك؟

- كلهم الحقيقة «قضوا عليا» (يقول ممازحًا)، استغرقوا وقتًا كبيرًا لكتابة تفاصيلهم من أداء ومشاعر وتطلعات وطموحات، لكن من الممكن القول إن «دولت فهمى» كانت صعبة للغاية، لأنها أكثر الشخصيات غموضًا. 

 

مع كريم وعز
مع كريم وعز

 

• هناك عدة أعمال سينمائية تناولت هذه الحقبة الزمنية فى التاريخ، ماذا عن الاختلاف الذى يقدمه «كيرة والجن» للجمهور؟

رواية «عودة الروح» لأستاذ توفيق الحكيم، و«بين القصرين» للأستاذ نجيب محفوظ، كلها أعمال تناولت ثورة 1919، لكن الفرق هنا أننا أصبحنا فى عام 2022، لدينا رؤية مختلفة، وقدرة على تقديمها بمؤثرات بصرية و«جرافيكس» يضيف لمسات أكثر تطورًا، هذا ساعد على تجسيد الكثير من الأماكن التى لم تعد باقية لكننا استطعنا توظيفها دراميًا. كما أننى أعتقد أن المنطقة التى تتناول الجهاز السرى للمقاومة ضد الإنجليز، زاوية لم تُقدم بشكل كبير فى الأعمال السابقة.

• ألم تقلق من تقديم «كيرة والجن» خلال فترة زمنية طويلة 3 ساعات؟

- أرى أن هذا «فى صالحنا» على المستوى الشخصى أو جهة الإنتاج أيضًا، خاصة أن هناك جرعة محددة إذ خرجت قبل أن تكملها، سيؤثر ذلك على رسالته لدى الجمهور. ومع تجربة هذه الحالة مع جمهور «الفيل الأزرق» و«تراب الماس» وجدتهم يستمتعون بالمشاهدة دون ملل.

• عندما حولت «تراب الماس» و«الفيل الأزرق» من الأدب للسينما، قدمت اختلافات بينهما أيضًا والسيناريو المكتوب للفيلم، هل هذا تكنيك خاص أو منهجية محددة تحاول اتباعها فى أعمالك؟

- لا. لا أسير وفقًا لمنهج محدد، أو دوافع ورغبة شخصية، لكننى أرى أن كل عمل فنى مثل المولود أو الطفل الرضيع، أنت تفعل كل شىء وفقًا لرغباته ومتطلباته، وتغييراته لا يدفعنى إليها سوى الضرورة الدرامية التى تتطلب اختلافًا فى سردها بصريًا. كما أننى أشعر دومًا أن التناول الروائى «متوحش» أكثر مما يكون عليه فى السينما؛ لأن نص عملية الكتابة الروائية يعتمد على خيال القارئ، وهذا ألاحظ تأثيره أيضًا فى اَراء القراء واختلافهم أثناء المناقشة على هذه الروايات بعد قراءتها.

 

بوستر كيرة والجن
بوستر كيرة والجن

 

• وماذا عن سبب ميلك للنهايات غير المباشرة؟

- هناك فارق كبير بين أن تجعلها نهاية مفتوحة أو تترك تساؤلًا مع الجمهور. لأن طرح هذه الأسئلة وإجاباتها من المشاهدين هى ما تحرر الرواية؛ أى أنه لا يجعلها تسير وفقًا لوجهة نظر محددة يجب إدراكها. الحقيقة أحب طرح الأسئلة وفقًا للمعالجة الدرامية دون اتباع توجه خاص.

• أخيرًا.. مع أم ضد التوجه لكتابة سيناريو الأفلام فى كتب «روايات» بعد عرضها سينمائيًا؟ هل يمكنك فعل ذلك مع مشروع «الأصليين» أو غيره؟

- لا. «إذا عُرف السبب بطَل العجب»؛ أى أن عنصر الخيال ينشط أثناء قراءتك للرواية، لكن هذا يصعب حدوثه إذا قدمت لك كل تفاصيل الشخصية مجسدة أمامك فى السينما، ثم بعد ذلك طلبت منك تخيّله خلال قراءتك له كـ «نص أدبى».