السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 عقل النحلة.. وعالمنا الشاسع!

عقل النحلة.. وعالمنا الشاسع!

 قد يبدو ما تقرؤه غريبًا.. وقد يبدو عجيبًا ما تسمعه وما تراه إلا أنه يلفت نظرك حتى لو كان ليس على هواك.. وفى كل الأحوال المرء (كما يبدو) على استعداد للتوقف أمام هذا الغريب ولتأمل هذا العجيب, لأننا نريد ونبحث دائمًا عما ينعش نظرتنا للحياة.. ويجدد موقفنا منها.. وموقفنا تجاه من فيها وما فيها.



 

وماذا عن وعى النحل وإدراكه.. مقال نشر مؤخرًا فى الملحق الأسبوعى الخاص بالرأى والفكر بصحيفة واشنطن بوست. المقال بقلم لارس تشيتكا.. وهو عالم ألمانى وأستاذ علوم الحيوان والبيئة حاليًا بجامعة كوين مارى فى لندن. وقد صدر له حديثًا كتاب عقل نحلة The Mind of a Bee.

المقال وبالتأكيد موضوع الكتاب يفتح أمامنا أبوابًا لفهم أو فك ألغاز عالم النحل المثير. إذ يذكر العالم فى مقاله أن الأبحاث والتجارب التى أجريت فى السنوات الأخيرة كشفت أن النحل العجيب له عوالم داخلية ثرية للغاية.. كنا نجهلها أو نتجاهلها.. وهذا الثراء ينعكس فى تصرفات وتحركات النحل داخل الخلية وأيضًا فى طيرانها وجولاتها الجوية ذهابًا إلى رحيق الأزهار ثم إيابًا للخلية فى عملية إنتاج العسل.. تشيتكا (كما يقول) يتحدى ما كان يراه الفيلسوف الفرنسى رينيه ديكارت بأن الحيوانات أو الكائنات غير البشرية بشكل عام تعمل وتتصرف برد الفعل.

وحسب ما يذكره هذا العالم المنبهر بالنحل.. فإن التجارب الحديثة أظهرت أن النحل حتى لو وصفنا هذه الكائنات بأنها أصحاب أمخاخ صغيرة ودقيقة للغاية إلا أنها كائنات ذكية يمكن أن تتذكر ليس فقط الزهور (بألوانها وروائحها) بل أيضًا الوجوه البشرية وهى تقترب من خلايا النحل.. كما أنها قادرة على حل المشاكل بالتفكير فيها وليس فقط (كما كان الظن) بمفهوم المحاولة والخطأ.. والأمر الأهم أنها قادرة وراغبة فى أن تتعلم وهذا هو العجب كيف تحاول النحلة الاستفادة من خبرات النحل الآخرين أصحاب الخبرة. ويبدو أن النحلة لديها مشاعر وأحاسيس وقد تظهر لديها علامات التفاؤل والتشاؤم.

وما أشرت إليه فى السطور السابقة يؤكد شغف الإنسان العالم فى الاقتراب من عالم النحل ومحاولة فك شفراته العديدة.. فالطبيعة بسكانها من الكائنات الحيوانية والنباتية تعلمنا الكثير عن أنفسنا.. وعن قدرة الطبيعة على التطور والتجدد وأيضًا فى الحفاظ على المتنوع والمميز بين أحضانها !!

أما ما كتبه اد يونج الكاتب المختص فى الشئون العلمية فى مجلة أتلانتيك الشهرية يستحق التأمل.. خاصة أنه يحث العقل للتفكير فيما يحدث حولنا ونحن غالبًا لسنا على دراية به.. ويذكرنا بعواقب تجاهلنا أو إهمالنا لكل هذه الحيوات والكائنات التى تعيش معنا أو نحن نعيش معها. الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر فى عام 2021 عن تحقيقاته الخاصة بالجائحة بجميع جوانبها العلمية يرى فى مقاله المطول أن الكيفية التى ترى بها الحيوانات عالمنا وتفهمه لها خصوصية مبهرة لا نعرف تفاصيلها.. وينبه بأن مع اختفاء أى كائن حى من حياتنا نفقد نحن البشر دربًا من دروب تفسير العالم.. ويذكرنا يونج كيف أن الأضواء والضوضاء «لخبطت» حياة الطيور والنحل.. وأثرت على مدى تفاعلها مع العالم الذى نشاركهم فيه.. ما لاحظه العلماء أن مع العزلة التى فرضت نفسها فى شهور الوباء فإن الأجواء صارت أقل تلوثًا ومن ثم أخذت الطيور تغرد أصواتًا كانت قد أحجمت عنها بسبب التلوث البيئى.

ما ذكره اد يونج فى هذا المقال مأخوذ من كتاب له صدر حديثًا بعنوان An Immense World عالم شاسع.. كيف تقوم حواس الحيوان بكشف العوالم الخفية حولنا.. ويحتل هذا الكتاب (464 صفحة) مكانًا بارزًا فى قائمة أكثر الكتب مبيعًا فى الولايات المتحدة.

 

 

 

كاليفورنيا.. واللوز

يتصدر اللوز قائمة المنتجات الزراعية التى تصدرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية.. وقد قدر حجم الصادرات بـ 4.7 مليار دولار فى عام 2021، وأن الجفاف الذى شهدته الولاية خلال العام الماضى (2021) تسبب فى خسائر تقدر بـ1.1 مليار دولار.. وفقد نحو 9 آلاف وظيفة.

فى الوقت الذى تتم فيه الدعوة إلى تقليل أو ترشيد استهلاك المياه فى الولاية بنسبة 15 فى المائة يتم التذكير أن 1.1 جالونا (نحو 5 لتر) من المياه يتم استعمالها من أجل نمو حبة واحدة من اللوز. فى حين أن رطلًا واحدًا من اللوز يتطلب نحو 1900 جالون من المياه.. المياه مقابل اللوز!!