الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرفض العاطفى.. قاهر الرجال!

لماذا لا يقبل الرجال الرفض العاطفى؟!



لماذا لا يستطيع الرجال تقبُّل أن ترفضهم امرأة أو لا تعشقهم حبيبة؟!

لماذا تصيب أعراضُ جنون الرفض بعضَهم فيلجأ للابتزاز أو الانتقام بالعنف؟!

حوادث كثيرة مؤخرًا أشارت إلى هذا المعنى.

أشارت إلى أن الرفض العاطفى مرفوض تمامًا.. من الرجال.

«ومن الحب ما قتل» مَثَل عربى يرجع لرد الأصمعى على شاب مولع بالحب، وعلى اختلاف تفسيرت المقولة؛ فإن خبراء ألمان يرون أن تعاسة قلوب الرجال الكسيرة يمكن أن تنتهى بالانتقام عنفًا.

حوادث مختلفة مؤخرًا ضد سيدات وفتيات، على يد أشخاص ارتبطوا أو أرادوا الارتباط بهن، وأشارت إلى أن رد فعل الرجل على الرفض العاطفى غالبًا ما يكون أكثر قوة وعنفًا من المرأة.

الأسباب ترجعها الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى ما هو أبعد من أساليب التربية وطبيعة الشخصيات، تقول خضر: إن سلوكيات العنف ناتجة عن انفتاح غير متقن على التقاليد الغربية، إضافة لاستخدام الأطفال والمراهقين والشباب الألعاب الإلكترونية العنيفة باعتياد ما يضعهم فى حروب وأسلحة ومعارك افتراضية اعتيادية وكأنه شىءٌ طبيعىٌ، طبعًا هذا إضافة إلى الألعاب التى تدفع الأطفال للقيام بأعمال عنيفة مثل إيذاء أنفسهم أو الآخرين من حولهم.

تؤكد الدكتورة سامية خضر: إننا لا نستطيع أن نقرر أن هذه الجرائم أصبحت ظاهرة متفشية فى المجتمع المصرى لأنها لم تصل إلى حد الظاهرة، فى الوقت نفسه فإن هذه الحوادث لا بُد أن تجعلنا نرفع راية الانتباه بشكل دائم.

حوادث أخری ترجعها د.خضر إلى الحب المَرَضِى من «الحب ما قتل» ما يدفع شابًا ما للتعامل من منطلق «أنا ومن بعدى الطوفان»، ولا يتقبل الرفضَ العاطفى نتيجة تربيته الخاطئة، تدليله الزائد وعدم قدرته على قبول الآخر، لينعكس عليه بارتكاب مثل هذه الجرائم.

الحلول أولاً وأخيرًا لدى الأسرة المصرية كما قالت خضر، مع أساليب جيدة وفعالة لتنشئة الأطفال.

 

 

 

قبول الآخر

لفتت الدكتورة ديانا كيرشنر عالمة النفس الأمريكية فى إحدى الدراسات إلى نظرية تقول إن الحب والكره وجهان لعملة واحدة، وكثير من العلاقات التى تتميز بالشغف والمَحبة الكبيرة قد يصل الأمْرُ بها فى النهاية لسلوكيات عنف؛ حيث تتبلور تلك السلوكيات انطلاقًا من منطلق الانتقام بسبب آلام الحب والشغف.

وأشارت إلى أن آلام الحب تتساوَى أحيانًا مع أعراض كثير من الأمراض العضوية الأخرى.

وفى الدراسة لا تستطيع د.ديانا كيرشنر إغفال تأثير السوشيال ميديا على السلوكيات العنيفة لدى الشباب، إضافة إلى غياب ثقافة الحوار وغياب الروابط الأسرية والتربية السليمة.

تضيف: إهمال الأهل أو التدليل الزائد للأبناء سببٌ رئيسىٌ لارتكاب الأبناء سلوكيات عنيفة تجاه آخرين.

من جانبه يحلل الدكتور النابغة فتحى أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنيا، عدم تقبُّل بعض الرجال للرفض العاطفى بأنه راجع إلى النظر إليه من الرجل على أنه موقف ضاغط لا يستطيع هو تقبُّله.

يقول: «ثم تأتى عوامل خلل مختلفة فى الشخصية لتضيف سلوكيات غير مبررة وشديدة العنف لدى غير الأسوياء، فالشخص السوى يحاول بشكل عقلانى معرفة أسباب الرفض لتطوير ذاته ويحاول مرة أخرى أو إذا تم رفضه بشكل تام يبحث عن طرُق وأهداف أخرى على اعتبار أن الرفض حق مشروع للطرف الآخر».

يكمل: «أمّا الذى يعانى من تشوُّهات معرفية وأفكار مغلوطة فيبدأ بالبحث عن مبررات غير منطقية للرفض العاطفى، ثم تبدأ أفكار وسْوَاسِيَّة فى الدوران فى عقله مثل «مين دى اللى رفضتنى»، وينتج عن ذلك إما اكتئاب شديد أو رد فعل للعنف.

يتابع النابغة ويؤكد أن حالات قليلة هى التى يشعر فيها الرجل بالإهانة ويربط الرفض العاطفى بالكرامة.

التجربة الأولى

ترجع چاكلين الچيوشى الإخصائية النفسية عدم تقبل الرفض العاطفى إلى البيئة المدللة للطفل التى تخلق رجلاً أو شابًا فى النهاية لا يمكنه تقبُّل الرفض.

تضيف: «فبعض الأهالى لا تستطيع قول «لا» لأطفالها، وبالتالى تخلق عند هذا الطفل أن كلمة «لا» كارثية، وبالتالى حين يكبر ويسمع كلمة «لا» يضطر للمواجهة بشكل عنيف».

تابعت: أحد أسباب عدم تقبل الرفض يكون نتيجة مشكلات أسرية تعرضوا لها فى الصغر أو التربية فى بيئة شديدة التسلط أو القمع تولّد لدَى الطفل الشاب فيما بعد مشاعرَ سلبية يعبّر عنها فى علاقته مع إخوته البنات أو فى علاقته مع من يرتبط بها فيما بعد.

تقول چاكلين: «تجربة الحب الأولى لا شك قاسية وبشكل أو بآخر يتعلم منها الإنسان السوى، لكن من الممكن أن تصبح أحيانًا، ويتوقف ذلك على عدد من الأمور، وهى شخصية المحب وشخصية الطرف الآخر ومدة العلاقة، ودرجة عمقها، ودرجة تأثر الشخص بالحبيب ودرجة تعامله مع مواقف الانفصال بحياته».

وتتابع: «إمكانية تحول الحب إلى كراهية وارد بحُكم قانون الاحتمالات وبحُكم مدى استعداد الفرد فى إلحاق الأذى بالآخرين لتأتى علاقة الحب باعتبارها فرصة لظهور نزعات العنف.

سبب آخر- ترجع إليه چاكلين- السلوك الانتقامى الرجالى فى مواجهة الرفض العاطفى، وهو «حب التملك والطمع الذكورى والمَيل للسيطرة»، وهى عوامل يغذيها التمييز الذكورى، والشحن النفسى فى المجتمعات الشرقية. مؤكدة أن «حب التملك لدى الرجل سمة عالمية، لكنها تتباين فى الدرجة والممارسة من مجتمع إلى آخر».