الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
معـادلات الوعـى الوطنـى

معـادلات الوعـى الوطنـى

فى الكلية الحربية جدد الرئيس السيسى كلامه عن الوعى.



للمرة المليون يعيد الرئيس تأكيده على أن الوعى أساس.. والوعى معادلة إدراك لا بد منها.

صحيح تُبنى الأوطان بالتنمية والرغبات الخالصة فى البناء. لكن الوعى أساس المعادلة.

فى الكيمياء هناك عناصر محفزة للمعادلات.. دون عناصر التحفيز تستغرق عمليات الدمج الكيميائى أوقاتًا أطول. فى معادلات أخرى، لا تظهر النتائج دون محفزات.

الوعى عنصر محفز أولى فى معادلات التنمية وبناء الأوطان.

(1)

فى محطات شديدة الحساسية. وُضعت مصر على حافة الهاوية بسبب نقص فى الوعى.. وغياب فى بصيرة بعضهم.

محاولات هدم الدولة عام 2011، ثم وصول إخوان الإرهاب لكرسى الحكم كانت نتائج مباشرة لغياب الوعى.. أو اضطرابه.. أو التغافل عنه.. أو بيعه.. وأشياء أخرى.

معادلات الوعى خارقة. إدراك المحيط على ما هو عليه وعى.. تفهُّم المشكلات والأزمات على حقيقتها وعى.

التفرقة بين شعارات يتداولها بعضهم على مواقع التواصل للحلول، وبين حلول واقعية تضع فى اعتبارها مستجدات وتلاحقات ووقائع على الأرض.. هذا اسمه وعى.

فى عصور التحولات والتكنولوجيا التى دخل فيها الزمن نفسه عنصرًا غير محايد لم تعد تهدم الدول بالرصاص وحده.

فى عصور أصبحت فيها المعلومات سلاحًا، والشائعات مدببة كالرصاص، والكلام الفارغ أشبه بالسيانور الزعاف.. باتت المؤامرات على «سلطة الوعى» هى التى تدرس وتوضع على الطاولات الكبيرة فى الحروب، بدلًا من خرائط الطبوغرافية الحربية، فى غرف القادة والأركان.

صحيح تخطت الدولة المصرية، وعبرت جسورًا تجرى من تحتها مياه فى درجة أكبر من درجة الغليان.

صحيح تخطت الدولة المصرية مؤامرات سم الثعابين، وحيل أراجوزات بيع الوطن وتجار الدين.

حققت الدولة المصرية أكثر من هدف فى «المقص» وفى «الزاوية البعيدة» سواء فى مرمى الإرهاب، أو فى مرامي متوهمين وأراجوزات دوليين.

لكن يبقى على المواطن عبء مزيد من الوعى ومزيد من الإدراك.

يتغير العالم فى الثانية الواحدة سبع مرات. تدور فى العالم الدوائر عشر مرات فى الدقيقة الواحدة.

تتغير الخرائط وتتغير ألوانها وربما تتغير أبعادها وعلاماتها المميزة فى اليوم الواحد أكثر من مرة.

ثبت أن الوعى الوطنى السلاح الأقوى فى معارك يموج بها العالم ويتقلب عليها كوكب لم يعد هادئًا كما بدأ.. ولم يعد عليه مساحات للحياد أو التردد.

الوعى الوطنى أساس. المقصود بالوعى الوطنى هو الوقوف على مسافة حقيقية وأبعاد واقعية، من قضايا الوطن ومشكلاته واحتياجاته.. والأهم وقوفًا واقعيًا على ما تطلبه تلك المسائل من حلول.

مرة ثانية وثالثة ورابعة: لا تبنى الأوطان بالكلام. «الكلام فى المثل الدارج لايودى ولا يجيب».

التنمية قرار يسبقه تفهم كامل لأبعاد المشكلات، قدمت الدولة المصرية ما لديها لإنقاذ وطن ووضعه على طريق البناء.

يبقى وعى المواطن عنصرًا لابد أن يتقابل مع ما قدمته الدولة من تفوق على الأعباء.

هزمت مصر الإرهاب. استعادت دولة 30 يونيو المكان والمكانة، وضع عبدالفتاح السيسى وطنًا استلمه جريحًا على مصاف أفضل الاقتصادات النامية، وصدره على قوائم الدول الرشيدة.

أفشل عبدالفتاح السيسى مخططات كبرى، لم تتعلق بمصر وحدها، إنما كانت مصر واحدة من أكثر أبواب نفاذ تلك المؤامرات للإقليم وللمنطقة.

لذلك تظل معركة الوعى الوطنى مستمرة، خصوصًا أن آلات حروب الوعى مستمرة.

 

الأوطان تٌبنى بالتنمية ورغبات البناء
الأوطان تٌبنى بالتنمية ورغبات البناء

 

(2)

الوعى عناصر عدة.. أولها إيمان بالوطن.. وبيانات.

 البيانات موجودة، والأرقام متاحة، ومحطات التمويلات بالجنيه والمليم متاحة يمكن لمن يريد الاطلاع عليها من الأول للآخر على مواقع الحكومة وعلى الحسابات الرئاسية على مواقع التواصل.

رغم أزمات عالمية رجّت الدول الأكبر على ظهر هذا الكوكب، أدارت الدولة المصرية الأزمات باقتدار.

وضعت الدولة المصرية خلال أزمتى كورونا وتداعياتها والأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيراتها المواطن الأكثر احتياجًا على أولويات ثوابتها.

فى وقت كان العالم يتخبط من اضطراب خطوط الإمدادات، وإغلاق المصانع وندرة المواد الخام وارتفاع معدلات التأمين على الملاحة الجوية والبحرية بشكل انعكس على المواطن الأوروبي في أعتى دول الاقتصاد قدرة خلال أزمة كورونا، ضمنت الدولة المصرية الاحتياجات الأساسية للمواطن المصرى باحتياطى استراتيجى مؤثر وبأعباء عالية أتاحت استراتيجيات الإصلاح الاقتصادى للدولة فرصة تحملها وأدائها.

خلال الأزمة الروسية الأوكرانية عملت الدولة على استباق الموازنة بأكثر من 170 مليارًا فى إجراء سريع فى بداية الأزمة.

سنويًا وعلى الأسعار القديمة قبل الأزمة الروسية، تحملت الدولة المصرية سنويًا ما يزيد على 275 مليار جنيه لدعم الأكثر احتياجًا، بخلاف مشاريع الحماية الاجتماعية التى يأتي على رأسها «تكافل وكرامة».

فى 2018 وصل حجم الإنفاق الحكومى فى استثمارات البنية التحتية لأكثر من تريليون و170 مليارًا، بانعكاسات إيجابية على خفض معدلات البطالة، ومزيد من التأثيرات الإيجابية على عمليات الإنتاج والبيع والنقل وبمزيد من دعم الصناعات الوطنية وفقًا للتوجيهات الرئاسية فى هذا الصدد.

رغم اضطراب واضح فى أسواق المال العالمية، وارتفاعات غير مسبوقة فى نسب التضخم على مستوى الكوكب، أدى لتسارع فى البنوك المركزية فى العالم لمحاولات لاهثة لاحتواء الأزمة، لم تتوقف الدولة المصرية عن مشاريع قومية عملاقة أقلها بالمليارات.

 فى التحول للاقتصاد الأخضر بمعدلات متسارعة مع دعم الاستمرار فى استكمال شبكة قومية للطرق غيرت خريطة مصر.

استمرت الدولة فى أول مشروع لتأمين صحى شامل، بتكلفة شاملة (وفق الأسعار القديمة) تزيد على 170 مليار جنيه مباشرة، غير خدمات أخرى مرتبطة ربما توازى الرقم أو تزيد.

بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ومع نسب التضخم العالمية تتضاعف على الأقل أعباء الدولة لإتمام منظومة التأمين الصحى.. والدولة مستمرة.

القرارات الرئاسية الأخيرة لدعم الأكثر احتياجًا أضافت 22 مليارًا لأعباء دعم تكافل وكرامة بعد ضم مليون أسرة جديدة.

تكافل وكرامة نموذجًا.

مشروع حياة كريمة نموذج أكبر وأكثر دلالة، بدأت تكلفة حياة كريمة بـ 700 مليار جنيه لتغيير شكل حياة المواطن فى ريف مصر، 60 % من المصريين «مستفيدون».

زادت تكلفة حياة كريمة إلى 900 مليار، لم يكن تغيير حياة الـ 600 مليون مصرى سهلة. وكانت المشكلات غائمة تحت الطرق وفى مسارات العمل وعلى جوانب حوائط البيوت القديمة المتهالكة.

بعد الأزمة الروسية الأوكرانية بات الرقم 900 مليار رقمًا تخطاه الزمن. «وفى تقديرات شخصية ستتخطى أعمال حياة كريمة التريليون جنيه «مستريح».

ربما يتضاعف رقم البداية الـ700 مليار، ربما تزيد التكلفة عن ضعف الـ700 مليار.

لكن رغم الأزمات والمصاعب.. الدولة المصرية مستمرة. يبقى دعم الدولة بالوعى. الوعى سلاح.. والوعى أساس.