الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
كلنا متذمرون!

كلنا متذمرون!

كلنا متذمرون، ومدمنو الشكوى، نتذمر من كل شىء، تذمرنا أبدى. نتذمر من الأنواء الجوية وحَرّ الصيف، وهو أمْرٌ طبيعى فى بلادنا. ونَنَقُم على كل الظروف حولنا بلا استثناء. نتذمر من كل الحكومات السابقة واللاحقة بغض النظر عن سلبيات وإيجابيات بعضها. حتى العقلاء الواعون أقوالهم أكثر من أفعالهم. 



نعم الدنيا غلاء، وقد حَذّر صندوق النقد الدولى منذ فترة من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بنحو خمسين بالمئة مع ارتفاع التضخم فى العالم، بالإضافة للمعاناة من الأزمة التى سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، فاهتز الاقتصاد العالمى بأكمله من تباطؤ النمو وزيادة سرعة التضخم. ويوشك ما يقرب من خمسين مليون شخص فى أربعين بلدًا على السقوط فى هاوية المجاعة. شعوب العالم لم تتوقف، وقتها كله مُكرس للعمل والإبداع والإنتاج والتغيير والتطوير رغم الارتفاع المذهل فى الأسعار بنسبة لم يشهدها العالم منذ مائة عام. لا وقت لديها تضيّعه فى التذمر والشكاوَى والقيل والقال، الحياة مستمرة بحُلوها ومُرّها، ولا تحب المتذمرين.

نحن كشعب.. ماذا فعلنا باستثناء الهجوم التتارى على المجمعات الغذائية لتخزين ما تطوله أيادينا بصرف النظر عن العوامل الجوية التى قد تفسد هذا المخزون، ونتذمر. لقد عاش جيلى فترة من التقشف فى الستينيات، وقت كنا نقف فيه فى طوابير «الجمعيات التعاونية» للحصول على (دجاجة)، هى حصتنا الأسبوعية كعائلة، وألغينا الشاى والقهوة من بيوتنا. 

اتقوا الله كفانا تذمراً.. فالعالم فى حالة حرب.

إننا نزيد الحياة صعوبة وقسوة مع التذمر والشكاوَى واليأس والقنوط والكسل والثرثرة والآهات، رُغم كل ما تُؤَمّنه الدولة لحياة كريمة. 

عِشْ متفائلًا بالحياة، ودِع القلق وابدأ حياة جديدة بالأمل.. لغد أفضل.