الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الخط العربى ورحلة إبداع مصرية

على فكرة

الخط العربى ورحلة إبداع مصرية

ونحن نحتفل بالخط العربى الذى أصبح على قائمة التراث العالمى اللامادى لليونيسكو، والذى قالت عنه إنه يعبر عن التناسق والجمال، ويعبر عن الخط العربى كأهم مفردات الحضارة العربية، لابد أن نذكر جهود شيخ الخطاطين محمود إبراهيم سلامة «أول مايو 1919- 6 أكتوبر 2017»، رائدا من رواد فن الخط العربى، الذى كتبه بأنواعه المختلفة من مانشيتات صحف، وعناوين أغلفة كتب، ولوحات خطية، ومصاحف قرآنية، والذى كتب ستة مصاحف بخطه الفريد، وقد أنجز فى عمر التسعين كتابة مصحف هو تحفة فنية لم تحدث من خمسمائة عام فى تاريخ كتابة المصحف الشريف منذ أيام المماليك إلى اليوم، واستغرقت كتابته ثلاث سنوات متواصلة غير سنة تحضيرية سبقت الكتابة الفعلية وأخرى للمراجعة، كما ذكر الكاتب محسن عبدالفتاح فى كتابه «شيخ الخطاطين محمود إبراهيم»، وهو الكتاب الصادر حديثًا عن دار الشروق، والمصحف الكبير الذى كتبه محمود إبراهيم كتبه بخط الثلث الذى برع فيه فهو تاج الخطوط جميعًا وأصعبها، وكان شيخ الخطاطين قد أنجز أيضا كتابة مصحف لدار نشر بالعاصمة الجزائرية، وآخر لدار نشر فى مدينة مليلية، ومصحفا لدار الشروق فى مصر، وكتب أول مصحف بعد ثورة الفاتح فى ليبيا عام 1969 برواية مغاربية، وأسس فى ليبيا معهدا للخط العربى «معهد ابن مقلة»، كما أسس مجلة «الأمل» للأطفال فى ليبيا وكتبها بخطه من الغلاف الأول إلى الغلاف الأخير، كما أسهم بخطه المتميز فى الصحافة المصرية فكتب مانشيتات جريدة الجمهورية فى أعدادها الأولى، وعندما رآها الرئيس جمال عبدالناصر هنأ شيخ الخطاطين محمود إبراهيم قائلا له: «هذا هو الخط الذى نريده»، كما أسهم محمود إبراهيم بخطه الرائع فى مجلة صباح الخير منذ صدور أعدادها الأولى خاصة فى عناوين الموضوعات الرئيسية، وكانت جهوده محل تقدير إحسان عبدالقدوس، والفنان حسن فؤاد، ويذكر محسن عبدالفتاح فى كتابه ما كان يميز رحلة كفاح شيخ الخطاطين من مثابرة وتجويد لعمله فيقول: إنه قد تم تتويجه شيخًا لخطاطى العالم الإسلامى فى المدينة المنورة عام 2011، واحتفلت به مصر دائمًا فكرمته دار الأوبرا، ودار الكتب والوثائق.



لقد عاش الخط اليدوى وخطاطوه عقودا ذهبية مع بزوغ الصحافة الورقية وعلى الرغم من تراجع الخط اليدوى بعد ظهور «الخط الإلكترونى» مع سبعينيات القرن العشرين فإن ملف الخط العربى كان أسرع ملف تم قبوله على قائمة اليونيسكو، وقد أسهمت فيه مصر والسعودية ولبنان والأردن وتونس.

وكان المستشار العلمى لملف الخط العربى الشاعر والخطاط الفنان محمد بغدادى، ود. نهلة إمام خبيرة التراث الثقافى غير المادى وممثل مصر.

سيظل الخط العربى رمزًا للجمال والتناسق، ورمزًا للهوية العربية، ونتاج جهد وبراعة الفنان المصرى على مر العصور.

تحية تقدير لذكرى شيخ الخطاطين محمود إبراهيم الذى كان يقول دائمًا: «الخط قدرى».