الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«الانفجار العظيم» وشروط النكاح

«الانفجار العظيم» وشروط النكاح

هل تعلم عزيزى القارئ أنه بينما نحن منغمسون غارقون من رءوسنا حتى أخمص أقدامنا فى هل يجوز للزوجة أن تفتش جيوب زوجها؟



وهل يمكن للرجل أن يتزوج بأخت زوجته وابنة خالتها وقريبة عمتها، وهل المرأة إنسان كامل الأهلية أم قفة يشيلوها اثنان، فإن بشراً غيرنا فى مكان بعيد عنا منغمسون غارقون فى تصور ما جرى فى الكون قبل 13،8 مليار سنة؟!

وهل تعرف عزيزى القارئ أنه بينما نحن نتفكر ونتدبر فى ما إذا كان الناحر الذى نحر زميلته محقاً فيما فعل لأنها لم تكن ترتدى الحجاب، وبينما فريق منا – جزاه الله خيراً- منشغل بالبحث والتنقيب فى صور المغدورة الشخصية لإخضاعها لعمليات فوتوشوب لتلبيسها عباءة سوداء حقناً لسمعتها المهدورة لأنها كانت ترتدى ملابس كتلك التى كانت ترتديها جدات المصريات حتى سبعينيات القرن الماضى، فإن العالم فى مكان آخر يحتفل بباكورة ما نتج عن التلسكوب الفضائى الأكبر والأقوى «جيمس ويب»، ألا وهى سلسلة الصور العلمية الملونة التى التقطها بالأشعة فوق الحمراء للكون وهى الأكثر وضوحاً وعمقاً فى التاريخ.

التاريخ سيقول إنه فى شهر يوليو من العام 2022 التقط تلسكوب بناه عشرة آلاف عالم من دول عدة صورة لآلاف المجرات التى تشكلت فى الكون بعد «الانفجار العظيم» الذى حدث قبل أكثر من 13 مليار سنة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن «ناسا» شاركت فى تمويل برنامج بحثى شارك فيه نحو 24 عالم دين من الأديان الأكثر انتشاراً فى الأرض للبحث فى رد فعل أتباع هذه الأديان للاحتمالات القوية لوجود حياة وكائنات وربما حضارات فى أماكن أخرى.

بالطبع مثل هذا الاحتمال – الذى يميل البعض من علماء «ناسا» إلى ترجيحه بناء على معطيات علمية وليس بناء على قلب الأم- سيطرح أسئلة كبرى حول إعادة تعريف معنى الحياة والكون وتاريخ النشأة وغيرها كثير.

أغلب الظن أن بيننا من «العلماء» من سيهرع – وهو ما حدث بالفعل قبل سنوات منذ بدء الحديث عن الانفجار العظيم- لتصوير الحلقات التليفزيونية وعلى «يوتيوب» لتفسير الانفجار العظيم فى ضوء الدين. وهذا جميل.

لكن ماذا عن دورنا الحقيقى، بعيداً عن تأكيد وجود إشارة ما فى الدين لما تقوم به «ناسا» وغيرها من المؤسسات العلمية فى بلاد بعيدة؟ وما هى إسهاماتنا فيما يشهده العالم اليوم، وهو ما بدأ أمس وأول من أمس، من ثورات علمية متلاحقة؟

أغلب الظن أن منصات الـ«سوشيال ميديا» ستمتلئ عن آخرها بـ«حسناء الربيع» و«زوجى حياتى» و«عازف على أوتار الحزن» و«وردة بين الأشواك» و«أسير العشق» وغيرهم وهم يدلون بدلوهم فى «جيمس ويب» و«ناسا» و«الانفجار العظيم» والمجرة والمجرات القريبة.

وبالطبع سيظهر من ينعت من يؤمن بنظرية «الانفجار العظيم» بالكفر، أو من ينسب لآخرين غير علماء العلوم الفلكية والفيزيائية والكيميائية أسبقية الاكتشاف. ومنهم من سيروّج لفكرة أن «ناسا» تحاول إلهاء البشرية أو معاداة الدين أو محاربة المتدينين عبر مؤامرة المجرات والانفجار العظيم واحتمالات وجود حياة وكائنات أخرى.

وبالطبع سيخرج علينا سائل يسأل عن حكم نكاح الكائنات الفضائية حال وجودها، وسيرد عليهم من يوضح ويحدد شروط النكاح!