الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
E.T.. الغريب الذى أحببناه!

E.T.. الغريب الذى أحببناه!

هذا الكائن الغريب.. القادم إلى الأرض من عالم بعيد مجهول التقينا به منذ أربعين عامًا.. وقد دخل فى قلوبنا، الأطفال منا على وجه الخصوص. نعم، إنه جاء وتواجد فى حياتنا وظل فيها حتى الآن.



ستيفن سبيلبرج المخرج الأمريكى كان فى الـ 36 من عمره عندما أخرج فيلم ET «إى تى». الفيلم بدأ عرضه فى الولايات المتحدة يوم 11 يونيو 1982.. ميزانية إنتاج الفيلم لم تتجاوز الـ10 ملايين دولار.. أما إيراداته فقد تخطت الـ790 مليون دولار.

 

الفيلم حكايته بسيطة. كائن من الفضاء -غريب عن كوكبنا- وجد نفسه هنا فى أرضنا ومن ثم يريد أن يعود إلى موطنه.. ولأن الأطفال يتميزون بالبراءة وحب الاستطلاع والشغف لمعرفة ما لا يعرفونه أو التواصل مع الغريب الذى تواجد معهم فى حياتهم. فإنهم يقتربون من «إى تى» ويتواصلون معه ويحمونه من أى طرف يريد إلحاق الأذى به. إنه معهم وهم معه، لذا أحببنا من أبطال الفيلم الطفل اليوت (أدى الدور هنرى توماس) 10 سنوات وأيضًا أخته الصغيرة جيرتى (وأدت دورها درو باريمور) 6 سنوات، والطفلة درو  تحديدًا قطعت شوطًا طويلاً فى مجال التمثيل وعالم الشهرة على مدى السنوات الماضية.

الفيلم بسرده الشيق وأحداثه المثيرة للاهتمام تناول وتعامل مع المحبة والفضاء والأسرة والأصدقاء وأيضًا قبول الآخر.. ويحمل معانى الصداقة والوفاء والجرأة وعدم الأنانية.

 

 

 

ولا شك أن بعد أربعين عامًا من تعرفنا على «إى تى».. ومشاهدتنا لهذا الفيلم هناك مشاعر بهجة وغبطة تجتاح نفوسنا إذا ذكر اسمه أو شاهدنا مشهدًا من مشاهده التى نُقشت داخل ذاكرتنا.. وحنيننا للأيام التى كانت.. والسؤال الذى قد نسأله: هل كان فيلمًا للأطفال يستطيع أن يشاهده الكبار أم كان فيلمًا للجمهور العام يستطيع أن يشاهده أيضًا صغار السن.. أن يبتسموا وأن يضحكوا وأن يحزنوا وأن يذرفوا الدموع مع هذا الكائن الغريب والعجيب الذى تعاطفنا معه وأحببناه.. مع فيلم جميل وممتع ومبهر عشنا تفاصيله ساعة و55 دقيقة؟!

كارلو رامبالدى الفنان الإيطالى الذى صمم شخصية «إى تى» فاز بجائزة أوسكار 1983 لأفضل المؤثرات البصرية عن هذا الفيلم.  بالمناسبة هو أيضًا الذى صمم من قبل شخصيات مماثلة شهيرة مثل كينج كونج والين  Alien.. أما من قام بأداء صوت «إى تى» فهى امرأة من كاليفورنيا لا صلة لها بالسينما واسمها «بات ولش» وكانت امرأة مدخنة بشراهة لعلبتى سجائر فى اليوم، مما أعطى لها هذا الصوت الخشن.. للكائن القادم من الفضاء. وكان أجرها فى الفيلم 380 دولارًا.. وقد راودت سبيلبرج فكرة إنتاج جزء ثانٍ للفيلم إلا أن هذه الفكرة قد تم استبعادها تمامًا خوفًا من ألا يحقق الجزء الثانى النجاح الهائل للفيلم الأصلى. الفيلم الذى عرض فى 1982.. لم يتوافر شريط فيديو (فى إتش إس) له إلا فى عام 1988.

لقد كان الفيلم الذى لفت انتباهنا وأبهر عيوننا وخيالنا.. وحقق ما نسميه سحر السينما وسرها.. سبيلبرج المخرج الكبير لم يكسب أوسكار أحسن مخرج لهذا الفيلم إلا أنه فاز بأوسكار ثلاث مرات، وقد تم ترشيحه 19 مرة. له نفوذه الكبير فى عالم هوليوود وفى تبنى ورعاية المواهب السينمائية. وسوف يحتفل فى شهر أكتوبر المقبل بعيد ميلاده الـ76.. هو من مواليد عام 1946 فى مدينة سنسيناتى بولاية أوهايو الأمريكية  كان فى الـ26 من عمره عندما أخرج Jaws «الفك المفترس» عام 1975.. وقد أخرج أكثر من 145 فيلمًا.. منها ٣٢ فيلمًا دراميًا آخر هذه الأفلام فيلم «قصة الحى الغربى» عام 2021.. وحسب مجلة «فوربز» الاقتصادية فإن ثروته تقدر بـ 3.7 مليار دولار.

بالتأكيد لو تواصلت مع أى مشاهد لهذا الفيلم وسألت أية مشاهدة على مدى العقود الأربعة الماضية عن الفيلم وأثره وسحره وسره وتأثيره لوجدت تفسيرات متعددة لهذا العمل الإبداعى.. السينمائى.. السينما التى داعبت خيالنا وشكلت تحليقنا واحتضنت طيراننا فى سماوات كانت تبدو مجهولة بالنسبة لنا من قبل.. والأهم أنها -أى السينما- أكدت لنا أن السرحات والنغمات والهمسات توسع من مساحة فهمنا وإدراكنا لما نحن فيه.. أو ما نريد أن نصل إليه.. فى واقعنا أو فى خيالنا.