الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الاستثمـار فى الإنسـان

كلمة الرئيس فى قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ
كلمة الرئيس فى قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ

بجانب الافتتاحات الرئاسية التى شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، من مجمعات الإنتاج الحيوانى والألبان والاجتماعات السنوية الـ 29 للبنك الأفريقى للتصدير والاستيراد، ازدحمت الأجندة الرئاسية بالعديد من القضايا الإقليمية والدولية،خاصه فيما يتعلق بالمناخ والطاقة.



إذ شارك الرئيس عبر الفيديو كونفرانس فى قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ المنعقد تحت رعاية الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، ومشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وسكرتير عام الأمم المتحدة.

وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أن انعقاد الدورة الـ 27 لقمة المناخ العالمية فى مصر فرصة سانحة لإعادة التأكيد على التزامنا بدعم وتعزيز جهود مواجهة تغير المناخ والتكيف مع آثاره السلبية، مشددًا على أن مصر تدرك تماماً حجم المسئولية الملقاة على عاتقها كرئيس للمؤتمر، وتعى أن شعوب العالم فى شتى أنحاء الأرض تتطلع إلى نتائج ملموسة تساهم فى إحداث تغيير حقيقى على الأرض ينقلنا من مرحلة التفاوض حول النصوص والإعلان عن التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلى على جميع المستويات للوصول إلى أهداف اتفاق باريس.

وقال الرئيس: إن مصر تبذل قصارى جهدها لحث جميع الأطراف على رفع طموح عملها المناخى من خلال مراجعة وتحديث مساهماتها المحددة وطنياً ودعم وتعزيز خططها واستراتيجياتها طويلة المدى لخفض الانبعاثات والتعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ.

وأشار إلى أن مصر ستعمل على إيصال جميع الأصوات وتضمين جميع الرؤى والتوجهات، وعلى إقامة شراكات حقيقية بين الحكومات وغيرها من الأطراف الفاعلة من غير الحكومات، من مؤسسات للتمويل ومنظمات دولية ومجتمع مدنى، كما تعمل مصر بالشراكة مع الجميع على دعم وتعزيز المبادرات القائمة لمواجهة تغير المناخ ومتابعة تنفيذ نتائجها، وإطلاق مبادرات جديدة طموحة لتكون مكملاً وداعماً لعمل المناخ الحكومى.

 

الرئيس يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية
الرئيس يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية

 

وأعلن الرئيس انضمام مصر لمبادرة «التعهد العالمى للميثان» فى المسار المعنى بالبترول والغاز، والذى ستسعى من خلاله إلى تعزيز جهودها لخفض انبعاثات قطاع البترول والغاز الطبيعى من غاز الميثان، استنادا إلى الخبرات والتمويل الذى توفره المبادرة وبالتعاون مع الشركاء الدوليين فى هذا القطاع.

كما أعلن الرئيس عن شراكة مصرية أمريكية تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف فى القارة الأفريقية على مدار العام الجارى، مختتما كلمته بالقول: إننى أتطلع إلى استقبالكم فى شرم الشيخ، لنواصل سوياً العمل على وضع تعهداتنا موضع التنفيذ، ولنستجيب معا لآمال وتطلعات شعوبنا لضمان مستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة.

منتدى سان بطرسبرج

وشارك الرئيس السيسى عبر الفيديو كونفرانس فى الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة والعشرين لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى، المنعقد تحت رعاية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حيث أشار الرئيس إلى المستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات الاقتصادية المصرية - الروسية على مدى السنوات الأخيرة.

وأكد الرئيس أن مصر تعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، كما تعتز بالتطور الملموس الذى شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة فى العديد من القطاعات الحيوية لاقتصاد البلدين، ولرفاهية الشعبين.

وأضاف: لقد انخرط البلدان على مدار السنوات الأخيرة فى تنفيذ مشروعات كبيرة وطموحة، تخدم وتستجيب لتطلعات شعبينا فى تحقيق مزيد من التقدم الاقتصادى، ولعل أبرزها المحطة النووية بالضبعة، والمنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين لتطوير شبكة السكك الحديدية المصرية، وغيرها من المشروعات المشتركة التى تحقق مصلحة الشعبين.

وتابع الرئيس: إن مصر شهدت خلال العقد الماضى من أحداث استثنائية كان لها تأثير بالغ على مجمل الوضع الاقتصادى فى البلاد، وقد نهض الشعب المصرى للعبور من هذه الأزمة من خلال دعم رؤية واضحة عمادها الأساسى هو الاستثمار فى الإنسان المصرى وتنمية قدراته.. ومن هذا المنطلق، جاء تدشين رؤية مصر 2030 لتعكس خطة استراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وقال: إن العمل المصرى ومحاولات النهوض اصطدمت مؤخراً بأزمات اقتصادية خلفتها جائحة كورونا ثم أزمة اقتصادية كبرى ألقت بظلالها على معدلات النمو وأثرت سلباً على موازنات الدول بالنظر لارتفاع أسعار المحروقات وتراجع أسعار العملات الوطنية فى مواجهة العملات الصعبة، فضلاً عن اضطراب سلاسل الإمداد ومن ثم ظهور أزمة الغذاء، وعدم انتظام حركة الطيران المدنى بما يرتبط بهذا القطاع من مجالات حيوية بالنسبة للاقتصاد المصرى، وفى مقدمتها السياحة والتأمين.

وأضاف الرئيس إن التصدى لهذه الأزمة يتطلب جهداً دولياً وتعاوناً من جميع الأطراف من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى، والعمل على استعادة الهدوء والاستقرار على الصعيد الدولى، من أجل التخفيف من آثار هذه الأزمة الاقتصادية على الشعوب التى تنشد السلام والتنمية.

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والمهندس طارق الملا وزير البترول إلى جانب كادرى سيمسون المفوضة الأوروبية للطاقة، وكريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة.

تناول اللقاء مختلف جوانب التعاون والحوار المتبادل بين مصر والاتحاد الأوروبى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.. حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية اهتمام الجانب الأوروبى بتعزيز التعاون مع مصر فى قطاع الطاقة بشكل عام، خاصةً الغاز الطبيعى المسال، فضلاً عن التعاون فى قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة لاستغلال ما تمتلكه مصر من موارد، لا سيما الطاقة الشمسية والرياح.

 

استقبال رئاسى لوزراء دول منتدى غاز شرق المتوسط
استقبال رئاسى لوزراء دول منتدى غاز شرق المتوسط

 

كما تطرق اللقاء إلى الجهود التنسيقية بين مصر والاتحاد الأوروبى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الهامة، خاصة على صعيد عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية بالجهود المصرية الحثيثة والمتواصلة فى إطار مبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.

كما تطرق اللقاء إلى قضية سد النهضة، حيث شدد الرئيس على موقف مصر الثابت من الحفاظ على حقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى متوازن وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، مؤكداً الأهمية القصوى لمسألة المياه بالنسبة لمصر باعتبارها تمس صميم الأمن القومى المصرى.

علاقات عربية

وبخصوص العلاقات العربية, أجرى الرئيس اتصالاً هاتفياً بصاحب السمو الشيخ مشعل الجابر الأحمد الصباح ولى عهد دولة الكويت، للاطمئنان على صحته، متمنياً لسموه دوام الصحة والعافية.

كما تلقى الرئيس اتصالاً هاتفياً من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، حيث تناول الاتصال بحث موضوعات التعاون الثنائى بين مصر والبحرين، وذلك فى إطار العلاقات المتميزة والروابط الوثيقة بين البلدين، وأواصر المودة والأخوة التى تجمع الشعبين الشقيقين، كما تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق على استمرار دفع وتعزيز آليات التشاور والتنسيق المتبادل بشأن مجمل القضايا، ولمواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة.

إلى ذلك, استقبل الرئيس السيسى الفريق الركن حمد محمد ثانى الرميثى، رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، بحضور الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، إلى جانب السفيرة مريم الكعبى سفيرة الإمارات بالقاهرة.

وطلب الرئيس نقل تحياته إلى شقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً على العلاقات المصيرية بين مصر والإمارات، وما تمثله من ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى بأسره.

من جانبه؛ أعرب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية عن تشرفه بلقاء الرئيس، ناقلاً إلى سيادته تحيات وتقدير شقيقه سمو الشيخ محمد بن زايد، ومؤكداً عمق العلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرص الإمارات على تعزيز أطر التعاون الاستراتيجى بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصةً ما يتعلق بتبادل الخبرات فى المجال العسكرى، إلى جانب مواصلة مسيرة العمل المشترك والتنسيق المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وتم التوافق خلال اللقاء على استمرار تعزيز التنسيق والتشاور المنتظم بين مصر والإمارات فيما يتعلق بالتعاون العسكرى والأمنى، وذلك بالتكامل والتناغم مع مسيرة العلاقات الثنائية المتشعبة بين البلدين فى جميع المجالات والأصعدة، على النحو الذى فيه صالح البلدين والشعبين الشقيقين، وبما يدعم أواصر التضامن العربى.

 

.. والفريق الركن حمد محمد ثانى الرميثى  رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية
.. والفريق الركن حمد محمد ثانى الرميثى رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية

 

 

غاز شرق المتوسط

واستقبل الرئيس رؤساء الوفود المشاركين فى الاجتماع الوزارى لمنتدى غاز شرق المتوسط، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والمهندس طارق الملا وزير البترول، حيث أعرب الرئيس للمشاركين فى الاجتماع الوزارى لمنتدى غاز شرق المتوسط عن التقدير لجهودهم فى دفع أنشطة المنتدى خلال الثلاث سنوات الماضية.. أخذاً فى الاعتبار تأثر قطاع الطاقة حالياً من جراء الظروف العالمية، وهو ما يؤكد الرؤية الاستراتيجية الثاقبة فى تأسيس المنتدى منذ البداية، بالقدر الذى أصبح يمثل نموذجاً تسعى الكثير من الدول لنيل عضويته.

وأكد الرئيس قدرة المنتدى على القيام بدور محورى خلال المرحلة القادمة لحل أزمة الطاقة العالمية، بما يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة للمنطقة والتى سوف تعود بالنفع على شعوبها، وهو ما يتطلب تكثيف التعاون الثنائى والإقليمى بين الدول الأعضاء لتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الكامنة من خلال تعزيز الاستكشافات وعمليات التنقيب وزيادة الطاقة الإنتاجية.

ومن جانبهم, أكد رؤساء الوفود المشاركون فى اجتماع المنتدى، الأهمية الاستراتيجية للمبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مشيدين بجهود مصر الفعالة بقيادة الرئيس لإقامة حوار إقليمى منظم حول الغاز الطبيعى يدعم مساعى دول شرق المتوسط لصياغة سياسات يتم التركيز من خلالها على التعاون فى مجال الطاقة كوسيلة للتقارب بين الشعوب وبهدف وضع رؤية مشتركة لمستقبل احتياطات شرق المتوسط.. مما يمهد الطريق لفتح آفاق جديدة من المصالح الاقتصادية المشتركة بين دول المنطقة.