الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بريطانيا تشكو «الوزن الزائد»

بريطانيا تشكو «الوزن الزائد»

فى بريطانيا كما فى كثير من أنحاء العالم هناك مشكلة عويصة اسمها: البدانة. 



ولا حاجة بنا لشرح مخاطرها المتعددة، فقد تكرر ذكرها.

لكن الجديد فى الأمر هو ما توصل إليه أحد أساتذة جامعة «كينجز» فى لندن، وملخصه أن الصيام هو العلاج الصحيح لمشاكل زيادة الوزن والبدانة.

ومن قبله وعلى مدى عشرات السنين الماضية ظهرت عشرات الأفكار والوصفات والنظم الغذائية والريجيمات، وتشكلت منظمات صحية وشركات تجارية وجمعيات خيرية كلها تستهدف علاج هذه المشكلة الخطيرة، وظهرت وصفات وخطط وبرامج تغذية عديدة.. وكتب وتركيبات من البهارات. 

وتطورت الأمور حتى أصبحت هناك عمليات جراحية لعلاج السمنة.

وكلها تحاول القضاء على المرض الذى لا يهدد صحة المصابين به جسمانيًا وعصبيًا ونفسيًا فقط، لكنه يتسبب فى تهديد النمو الاقتصادى والاجتماعى أيضًا.

كتاب جديد ومفاهيم قديمة

لكن البروفيسور «تيمسبيكتور» أستاذ علم الأمراض الجينية، فى كتابه الجديد الذى صدر هذه الأيام بعنوان «لماذا كل ما قيل لنا عن الغذاء خطأ؟» يقدم حلًا بسيطًا لا يحتاج لبرامج ريجيم قاسية، ولا يتضمن منع تناول أطعمة معينة، ولا تناول أنواع من الأغذية والحبوب، ولا ممارسة تمارين رياضية قاسية.

وفى مؤتمر علمى قال: «أعتقد أن علينا أن نعيد التفكير فى كل ما قيل لنا وما ينتشر بيننا من مفاهيم خاطئة حول الغذاء.. وطرق التخلص من الوزن الزائد.. لأن هناك كثيرًا من المعارف العلمية التى جدت ويجب أن نضعها فى الاعتبار.

ويضيف: هناك تغيير بسيط يمكن القيام به بالنسبة لنظام تناول وجبات الطعام يقوم على فكرة الصيام لمدة 14 ساعة يوميًا من التاسعة مساء بعد وجبة العشاء، وحتى الحادية عشرة من صباح اليوم التالى. أى بتأخير موعد الإفطار فى الثامنة صباحًا لمدة ثلاث ساعات فقط.. فلو تناولت إفطارك متأخرًا سوف يعود ذلك عليك بفوائد صحية كما أنه سيقلل كثيرًا من الوزن الزائد، وهذا النظام سوف يكون له تأثير كبير فى ضمان انضباط الوزن السليم دون زيادة، وهو أفضل من كثير من نظم الصيام الأخرى المشهورة.

 

 

 

ومع أن دراسة حديثة وجدت أن التوقف عن تناول الطعام بعد الساعة الثالثة بعد الظهر، مفيد جدًا فى التخلص من الوزن الزائد، أكثر من نظام تناول الطعام حتى التاسعة مساء، لكن نمط الحياة الحديثة جعل الناس يتأخرون فى تناول وجبة العشاء، وهذا يجعل من الصعب تنفيذ ما تقترحه هذه الدراسة.

تأخير الإفطار 3 ساعات

لهذا يرى بروفيسور «سبيكتور» أن الصيام لمدة 14 ساعة (بينها 8 ساعات نوم) هو الحل لمنع زيادة الوزن، لمن لم يصابوا بها، ولخفض الوزن الزائد للمصابين.. وهذا النظام يتضمن تناول كل أنواع الغذاء وبالكميات المعتادة نفسها دون نقص، لأنه نظام سهل التطبيق على المدى الطويل وهو أسلوب فعال، لأن الميكروبات التى فى أجسامنا تعمل بإيقاع دوار، مثلنا، وتحتاج إلى فترة للراحة. والإفطار المتأخر سوف يتيح للجسم القدرة على التخلص من كمية من الوزن الزائد، وعلى مدى عدة شهور يتم التخلص تمامًا من مشكلة البدانة والوزن الزائد.. وتعود لنا رشاقتنا، لأن الميكروبات المختصة بحرق الطعام تكون فى حال يجعلها أكثر فاعلية فتحرق الدهون الزائدة وتخلصنا منها.

لكن ماذا عن هؤلاء الذين اعتادوا الإفطار مبكرًا، ويشعرون بالحاجة لذلك لبدء يومهم دون خوف من ضعف الحيوية والانتباه؟

يقول الخبير صاحب الطريقة الجديدة للرشاقة المعتمدة على الصيام: إنهم مع الوقت والانتظام فى الصيام سيعتادون على هذا النظام الجديد الذى يحمى صحتهم ويزيل متاعبهم البدنية والعصبية والنفسية، ويحقق لهم الهدف الذى يتطلعون إليه منذ سنوات ولا يتحقق لهم من خلال الوصفات والنظم الغذائية الأخرى وهو التخلص من مشكلة البدانة.