السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مدينة طبية عالمية

نموذج مصغر للعمل داخل كابيتال ميد
نموذج مصغر للعمل داخل كابيتال ميد

تحرز منظومة التأمين الصحى الشامل، هدفاً جديداً فى شباك جودة الرعاية الصحية العالمية، لصالح المريض المصرى، والعربى، والأجنبى على حد سواء، وذلك بعد إعلان هيئة الرعاية الصحية، عن شراكتها مع القطاع الخاص فى جميع مراحل الإنشاء والتجهيز، وحتى ميلاد أول مدينة طبية متكاملة أطلق عليها اسم «كابيتال ميد»، حيث ستكون أول مدينة طبية عالمية متخصصة فى مصر، والشرق الأوسط ، وقارة أفريقيا.



وبذلك يتكامل عنصرا الخدمة الصحية ممثلين فى «التشخيص - والعلاج»، من خلال تلك المدينة الطبية، والتى ستقدم الفحص والوصف الدقيق للحالات المرضية، إضافة إلى إجراء الأبحاث العلمية الجديدة لمواكبة العالم فى هذا المجال.. بينما يتوفر العلاج من خلال مدينة الدواء التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى العام الماضى، وبذلك تكتمل الغاية المثلى من الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص فى هذا المجال الحيوى، وبما يؤدى إلى تطور البحث العلمى الدوائى والعلاجى فى صبغة عالمية.

وتعد هذه الشراكة إحدى دوائر تحقيق استراتيجية «بناء الإنسان» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وترتكز على محورين أساسيين هما «الصحة والتعليم»، وفى نفس الوقت إدماج القطاع الخاص فى العمل العام، لكى يقوم بدوره الاجتماعى تجاه المواطن، مع تقنين وإدارة تلك المنظومة من خلال الشراكات مع الدولة فى مختلف القطاعات، ولكى يكون الجميع على خط واحد، وفى إطار مؤسسى، نحو تحقيق أهداف استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030.

بروتوكولات تعاون

مجلة «صباح الخير»، رصدت جميع تفاصيل المشروع، ووثقته بالصور من أرض الواقع، وكذلك من جميع الجهات الشريكة، متضمنة تدريب الكوادر البشرية المقدمة للخدمة، عبر بروتوكولات تعاون تم إبرامها، كذلك الاسترشاد بمراكز بحثية عالمية، إيمانا بأن تقدم الأمم لن يأتى إلا من خلال البحث العلمى، والاعتماد على التكنولوجيا العالمية، والذكاء الاصطناعى فى جميع مراحل إنشاء وتجهيز المدينة الطبية الجديدة.

على بعد حوالى 45 كيلومترًا من القاهرة على طريق «القاهرة- السويس» تقع أول مدينة طبية يتم إنشاؤها على مساحة 137 فدانًا بالعاصمة الإدارية بالقرب من مدينة بدر، هى إجمالى المراحل الأربع التى سينفذ المشروع خلالها، بواقع 53 فدانًا يقام عليها المجمع الغربى بالمرحلة الأولى، و84 فدانًا يقام عليها المجمع الشرقى فى المراحل الثانية والثالثة والرابعة، وبإجمالى 577 ألف متر مربع باستثمارات 25 مليار جنيه، للإنشاءات والتجهيزات والأجهزة والمعدات الطبية، حيث مقرر الانتهاء من جميع المراحل فى فترة تتراوح بين 5 و7 سنوات.

وتضم المدينة الطبية 4 آلاف سرير، موزعة على المبانى الطبية ذات الـ9 طوابق «المبنى مكون من دور أرضى، و5 طوابق علوية، و3 طوابق أسفل المبانى تضم الخدمات اللازمة للمدينة وأماكن لانتظار السيارات».

 

متابعة مستمرة لتجهيزات المدينة
متابعة مستمرة لتجهيزات المدينة

 

 

 رصدنا خلية نحل تعمل على قدم وساق داخل المدينة الجديدة، من عمال ومهندسين وخبرات، ومتابعة مستمرة من جهات مختلفة شريكة فيها، ومنها وزارة الإسكان، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والرعاية الصحية، وغيرها، كلها تسعى لهدف واحد، هو تنفيذ هذا المشروع فى أقصر وقت، وبأفضل جودة، ومازالت أعمال الإنشاءات جارية فى مراحل المشروع ليل نهار، مراعيه ، فيها الأكواد العالمية فى إنشاء المستشفيات والمنشآت الصحية، بحيث ستكون هذه المدينة ضمن الصروح الطبية المقدمة للخدمة الصحية تحت مظلة التأمين الصحى الشامل، بعد تسجيلها واعتمادها رسميا طبقا للمعايير الدولية، التى تطبقها هيئة الاعتماد والرقابة الصحية التابعة لرئيس الجمهورية، بمنظومة التأمين الصحى.

العدالة الصحية

ومن أجل تحقيق العدالة فى الخدمة الصحية للمواطن المصرى، تحت مظلة التأمين الصحى الشامل، تستهدف الدولة إنقاذ المريض من المغالاة فى تقديم الخدمات الصحية، والارتقاء للعالمية بمستوى المهارة التى يتم علاجه من خلالها، ولذلك كان لا بد على الدولة من القيام بدور حيوى وخاصة فى تنظيم تقديم الخدمات بالقطاع الصحى، وهو ما دعا هيئة الرعاية الصحية باعتبارها أداة الدولة الرئيسية فى توفير الخدمة الصحية تحت مظلة التأمين الصحى الشامل، إلى السعى نحو إبرام شراكات مع القطاع الخاص، وتحديدا مع 6 مجموعات كبرى تعمل فى مجال الرعاية الصحية، لتحقيق هذا الهدف.

أكد الدكتور أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية، المشرف العام على مشروع التأمين الصحى الشامل، أن وجود مدينة طبية يعبر عن الهدف الاجتماعى للعاصمة الإدارية، وتحقيق رؤية القيادة السياسية فى دعم القطاع الخاص، وتهيئة مناخ الاستثمار داخل مصر، وهو ما يتسق مع هدف ورؤية هيئة الرعاية الصحية، وبما تمتلكه من نضوج فى التشغيل، والتميز الإكلينيكى، والكوادر الطبية التى تم انتقاؤها بعناية فائقة، مما يحقق تكاملاً فى تقديم الخدمة المتميزة للمواطن.

وفى تصريحاته لـ«صباح الخير»، أكد الدكتور أحمد السبكى، أن المدينة الطبية الجديدة، سيكون لها دور كبير فى استعادة مصر لريادتها بمجال السياحة العلاجية، من خلال توفير خدماتها، والتى بدأتها بالرعاية الصحية بمحافظات التأمين الصحى الشامل، بينما تتميز العاصمة الإدارية الجديدة أكثر بالموقع الحيوى والخدمات الفندقية، والكوادر البشرية المدربة على أحدث الوسائل التكنولوجية، إلى جانب الرقابة والمتابعة المستمرة اللتين تستهدفان رفع كفاءة العنصر البشرى، الذى يحقق ريادة القطاع الصحى الحكومى فى الاعتماد وجودة الرعاية الصحية.

وأكد رئيس هيئة الرعاية الصحية، على أن وجود «كابيتال ميد» بالعاصمة الإدارية، يعبر عن اتجاه الدولة المصرية للمضى قدما فى خطة التنمية المستدامة، من جميع النواحى، سواء كانت الطبية أو العلمية أو الثقافية.

وأضاف أن المشروع يتميز بالحداثة فى طابعه المعمارى وتصميمه الداخلى، مع التأكيد على تعبير طرازه عن الثقافة والهوية المصرية، مراعيا تناسق الموقع مع البيئة المحيطة لتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة «استخدام الطاقة الشمسية»، والحفاظ على البيئة الطبيعة المحيطة «توفير غطاء أخضر».

بنية تكنولوجية 

«كابيتال ميد» هى أول مدينة متخصصة ذكية بمصر، تحتوى على بنية تحتية تكنولوجية، مؤهلة لتشغيل الجيل الخامس «5G» من تكنولوجيا الاتصالات، هكذا أكد الدكتور حسن القلا، رئيس الجمعية المصرية لجودة الرعاية الصحية، والشركة الوطنية المنفذة للمشروع.

 مشيرا إلى أن إنشاء العيادات المتخصصة سوف يكون أول أركان المشروع الأساسية فى المرحلة الأولى منه، ويليها ببضعة أشهر مستشفى عام كبير، و15 معهدا متخصصا، فى المجالات الطبية والبحثية، ومركزا للإصابات والطوارئ، وفندقًا للإقامة لا سيما الاهتمام بمجال السياحة العلاجية، بأحدث التكنولوجيا وبروتوكولات العلاج فى جميع التخصصات، بالتعاون بين الخبرات المصرية فى الداخل والخارج، وكذلك الأجنبية لتحقيق عنصر العالمية فى تقديم الخدمة.

وأكد القلا لـ«صباح الخير»، على الدور المجتمعى للمدينة الطبية، متمثلا فى تخصيــص حوالــى 400 سريــر بنسبـــة 10 % من الطاقة الإجمالية، مجانا، لغير القادرين على توفير العلاج، ويتم اختيارهم وبحث ملفاتهم من خلال مؤسسة أهلية سوف تدشن بغرض دعم احتياجات هؤلاء المرضى، والتأكيد على تقديم خدمة لائقة بالمصريين، مؤكدا على تحقيق التوازن بين الخدمة المقدمة والأسعار المعلنة لها، وتلافى سلبيات خلق الفجوات داخل هذه الدائرة.

تستهدف المدينة الجديدة أن تصبح «عاصمة الطب» فى إفريقيا والشرق الأوسط، وتوفر أكثر من 15 ألف فرصة عمل، وترتبط بالتجمعات العمرانية الجديدة كالعاصمة الإدارية، والشروق، والعبور، والروبيكى، والقاهرة الجديدة، ومدينتى، والعاشر من رمضان، ومدن القناة، عبر شبكة طرق حديثة، وتقع على بعد دقائق من مطارى العاصمة والقاهرة الدولى، لربطها بجميع الأقاليم المصرية.

وسوف تنافس المدينة الطبية المصرية المزمع إنشاؤها، داخل أضخم سوق لصناعة الصحة فى أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يتجاوز حجم الإنفاق الكلى على المستشفيات والعيادات الخاصة  67 % من إجمالى إنفاق المصريين على الخدمات الصحية، بقيمة تقدر بـ 80 مليار جنيها سنوياً، وبزيادة تتراوح بين 16 و 35 % سنويا، كما يتوقع الوصول بقيمة الاستثمار فى مجال السياحة العلاجية إلى 100 مليار دولار سنوياً.

 

المدينة أبرمت اتفاقيات مع عدد من الجهات المعنية
المدينة أبرمت اتفاقيات مع عدد من الجهات المعنية

 

البحث العلمى

أما عن البحث العلمى بالمدينة الطبية، فسوف يغطى جميع الجوانب التعليمية، بحيث يلاحق الجديد فى جميع التخصصات العلمية، إضافة إلى مواصلة التدريب المستمر للكوادر البشرية العاملة داخل المدينة، بالتعاون مع جامعة بدر.

ولفت الدكتور إيهاب سعيد، عميد كلية طب الفم والأسنان بجامعة بدر، إلى بروتوكول التعاون المبرم مع هيئة الرعاية الصحية، لخدمة منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، من خلال الارتقاء بالمهارات وتنمية قدرات العنصر البشرى داخل المنظومة، سواء كان فى مستشفيات الهيئة بمحافظات التأمين الصحى الشامل أو المدينة الطبية، حيث يتم مراعاة جميع معايير الاعتماد والجودة العالمية، مع التأكيد على تلقى المتدرب جميع المعلومات الحديثة اللازمة فى مجال تخصصه، من خلال أعضاء هيئات التدريس والخبراء المتخصصين، حيث سيطبقون كل ما تدربوا عليه على أرض الواقع، مما ينعكس بالإيجاب على صالح المريض والمنظومة الصحية فى مصر.

ويشمل بروتوكول التعاون المشترك، فى تدريب القوى البشرية والخريجين من جامعة بدر بالمستشفيات ومراكز ووحدات طب الأسرة التابعة للهيئة، بمحافظات التأمين الصحى الشامل الجديد، وتدريب القوى البشرية العاملين بالهيئة، والتحاقها بعدد من البرامج الخاصة بالجودة، ومكافحة العدوى، والإدارة المالية، وماجستير إدارة الأعمال. 

وكل ذلك يدعم تنفيذ استراتيجية الهيئة نحو التعليم الطبى المهنى المستمر، ورفع كفاءة العنصر البشرى العامل بها، لتطبيق المعايير العالمية المعمول بها للجودة وأمن وسلامة المرضى، باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا فى هذا المجال، وتقديم خدمات رعاية صحية متخصصة تلبى احتياجات المجتمع، ودول المنطقة، ويعيد مصر لخريطة السياحة العلاجية.

وفى هذا السياق، تتعاون هيئة الرعاية الصحية، مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، لتنشيط الدبلوماسية الطبية، وإيفاد البعثات التدريبية والتعليمية فى المجالات الصحية المختلفة، وكذلك القوافل الطبية، ونقل التجارب الصحية للأشقاء الأفارقة، تنفيذًا لتوصيات القيادة السياسية، فى إطار برنامج هيئة الرعاية الصحية «نرعاك فى مصر» لتقديم خدمات السياحة العلاجية للأجانب.